الصيد يصرّ على عدم الاستقالة: هروب من الاعتراف بالفشل

الصيد يصرّ على عدم الاستقالة: هروب من الاعتراف بالفشل

13 يونيو 2016
الصيد يتشبث بمنصبه (Getty)
+ الخط -
رأى محللون وسياسيون تصريحات رئيس الحكومة التونسي، الحبيب الصيد التي أكدّ فيها على عدم استقالته، محاولات لعدم الاعتراف بفشل حكومته، ورداً على الإهانة التي قد يكون شعر بها بسبب عدم إعلامه بمبادرة حكومة الوحدة الوطنية التي أطلقها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.

وكان الصيد قد عبّر اليوم في تصريح صحافي، عن استيائه من مطالبة البعض باستقالته، مبيناً أنه فوجئ بالإعلان عن حكومة الوحدة الوطنية، وأنه كان من الأفضل استشارته، أو إعلامه مسبقا بالمبادرة.

وقال الصيد، إن حكومته تواجه عدة استحقاقات وتحديات، ومنها خطر الإرهاب الذي ضرب سابقاً خلال شهر رمضان، الأمر الذي تطلب الرفع من درجة اليقظة تحسباً لأي طارئ.
وأضاف رئيس الحكومة التونسية، أنه يساند مقترح إجراء تعديل هيكلي على حكومته أو البحث عن شكل آخر في شكل حكومة وحدة وطنية، معتبراً أن إدارة المرحلة المقبلة تفرض الإبقاء على حكومته.

وأوضح الصيد أن لا نية له في الاستقالة، مبيناً أن الحكومة الحالية عليها الإعداد للانتخابات المحلية، والانتهاء من المخطط التنموي المقبل من خلال ندوة دولية مرتقبة بعد أشهر.

ولم يغير لقاء اليوم الإثنين بين السبسي والصيد شيئا كثيراً، إذ أكد بيان مقتضب، صادر اليوم عن رئاسة الجمهورية، الحرب الباردة بين رئيسي الحكومة والجمهورية، بحيث لم يتجاوز اللقاء وفق ما تم التصريح به استعراض الوضع العام بالبلاد خصوصاً الأوضاع الأمنية، والتطرّق إلى تقدّم المشاورات مع مختلف الأحزاب والمنظمات الوطنيّة حول أولويّات حكومة الوحدة الوطنيّة ومنهجيّة عملها.


وقال المؤرخ والمحلل السياسي، عبد اللطيف الحناشي لـ"العربي الجديد" إن تأكيد الصيد على عدم الاستقالة، محاولات لتبرير الفشل الذي طاول حكومته، خصوصاً أن هناك إجماعاً من قبل الرأي العام، ومن الائتلاف الحكومي، وحتى من قبل غالبية الأحزاب على فشل حكومته.

وأوضح الحناشي، أن عدم إعلام الصيد بمبادرة حكومة وحدة وطنية دليل على فشل حكومة الصيد، مبيناً أن رئيس الحكومة يحاول البقاء في الحكم فترة أطول والدفاع عن نفسه بعد الانتقادات الذي طاولت حكومته.


وشبّه المحلل السياسي تصريحات الصيد في الفترة الأخيرة بـ"رقصة الديك المذبوح"، مبيناً أنه يحاول التشبث بمنصبه لا غير، رغم يقينه أنه لا يوجد أي سند لحكومته أو تأييد من أحزاب أو منظمات، مشيراً إلى أن "حكومة الوحدة الوطنية مناورة، وكأنه غير معني بالموضوع، وأن المقصود التركيبة الحكومية وليس هو".

وبيّن أن الصيد لا يمكنه التشبث بعدم الاستقالة لفترة أطول، لاسيما أن هناك عدة آليات قانونية لحل الحكومة. وقال الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّه ربما كان من الأنسب إعلام رئيس الحكومة بالمبادرة، معتبراً أن إعلان رئيس الجمهورية لمبادرة حكومة وحدة وطنية فاجأ الجميع، وأن السبسي وضع الجميع أمام الأمر الواقع.

وأضاف المغزاوي، أنه لا يوجد داخل الائتلاف الحكومي انسجام بل تنافس محموم على المناصب وافتكاك مواقع حكومية وهو ربما، ما أراد الصيد التنبيه إليه.

وبيّن أنه توجد عدة مسائل مهمة في تأكيدات الصيد على عدم الاستقالة؛ فمن ناحية لم تتهيأ الظروف المناسبة لبلورة المبادرة، ولأنه يشعر بأنه مُس في شخصه، وبالإهانة جراء التصريحات التي تقدم بها قياديو "نداء تونس"، وبالتالي هي محاولات لرد الفعل.

ورأى الأمين العام لحركة "الشعب"، أن المرحلة صعبة، وأنه يدعو شخصياً الصيد لعدم الاستقالة في الظرف الراهن وانتظار حصول التوافق حول مبادرة رئيس الجمهورية.