الحرب تشتعل بين العثماني وأخنوش بعد "هدنة" التعديل الوزاري

الحرب تشتعل بين العثماني وأخنوش بعد "هدنة" التعديل الوزاري

14 أكتوبر 2019
هدد أخنوش العثماني بتركه بدون أغلبية (Getty)
+ الخط -
لم يكد الوزراء الجدد المعيّنون بالحكومة المغربية مع التعديل الوزاري يباشرون مهامهم، حتى عادت المواجهة لتندلع بين أكبر حزبين داخل التحالف الحكومي، وبشكل شخصي بين رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، ووزير الفلاحة رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش.

فبعد التصريحات التي أدلى بها العثماني أمس في اجتماع لحزبه، والتي افتخر فيها بكون حزبه أدخل قائد تنظيم شبيبته إلى الحكومة كوزير للتشغيل، ملمّحاً إلى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي وعد بذلك ولم يفعل، وجّه أخنوش اليوم الأحد، كلامه ضد العثماني، ولوّح بتجريده من الأغلبية البرلمانية.

أخنوش الذي أخذ الكلمة في تجمّع لشباب حزبه نظّموه في مدينة فرانكفورت الألمانية، قال إنه سيتوجّه مباشرة إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لأنه تحدّث يوم أمس السبت، "وقام لأول مرة بالتهكم على حزبنا بشكل صريح، وقال إن حزباً قال إنه سيُدخل الشباب إلى الحكومة، وها نحن أدخلنا الشباب وهو لم يفعل".

وقال أخنوش إن العثماني لا يمكنه أن يقول له إن المقصود كان حزباً آخر، "لأن الحزب الوحيد الذي أدلى بتصريح حول الشباب في أكادير هو نحن، والأمر إذن معلوم ومقصود". وخاطب أخنوش رئيس الحكومة قائلاً: "نحن شركاؤك في الأغلبية، وكنا معك رجالاً في تشكيل هذه الحكومة، ولم تسمعوا عن حدوث أي مشكل أو نقاش ساخن، بل سهلنا له المأمورية لأنها مرحلة يجب أن تمر ونحن تعاونا معه".

وختم أخنوش حديثه هذا بتلويح ضمني بإفقاد العثماني أغلبيته، حيث قال: "أقول للسيد العثماني: حافظ على أغلبيتك".

سبب هذا الهجوم العنيف هو خطاب سعد الدين العثماني الذي ألقاه يوم أمس بمناسبة افتتاح الملتقى الوطني للكتاب المجاليين للحزب بمدينة بوزنيقة جنوبي الرباط، وقال فيه إنه يوجه التحية إلى محمد أمكراز الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية الذي عينه الملك وزيراً للشغل والإدماج المهني.

وأضاف العثماني أن حزب العدالة والتنمية يصنع دائماً المفاجآت "وهو حزب أفعال وليس فقط أقوال"، وعبر عن اعتزازه بأن يصبح الشاب أمكراز وزيراً، لما فيه من إشارات قوية بأن للشباب مستقبلاً.

رئيس الحكومة المغربية قال إن تعيين أمكراز يعتبر تكريماً لشبيبة العدالة والتنمية، "التي نحييها على الأدوار التي قامت بها، في عدة مستويات من قبيل التكوين السياسي للشباب"، مشدداً على أنها قامت بعمل مهم طيلة السنوات الماضية، وتعد من بين الهيئات التي تعول عليها في تكوين قيادات المستقبل.

وفي تلميح ضمني إلى حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقوده أخنوش، قال العثماني، إن هناك من التزم بتقديم الشباب للمناصب الحكومية لكنه لم يفعل، "قالوها ولم يستطيعوا فعلها".


وزير الفلاحة عزيز أخنوش قال إن حديث رئيس الحكومة ينبغي أن يكون صحيحاً، "كي لا أقول عبارة سلبية أخرى".

وأضاف أنه في خطاب حديث ألقاه بمدينة أكادير جنوب المغرب، قلت: "في 2021 إن شاء الله سيكون الشباب داخل الحكومة، لأنني أعرف ما أقول ولن أمسك الشباب وألقي به في السياسة الكبيرة هكذا ثم لا ينجح، علي أن أحضره وأكوّنه وأتأكد أنه الاختيار الصحيح. وما زالت أمامي سنتان لأقرر ولم أتحدث يوماً عن هذه الحكومة، وبالتالي عليه (العثماني) ألا يمارس بنا وبحزبنا السياسة، علما أننا حلفاء".

ما أغضب أخنوش في حديث العثماني أيضاً، ما قال رئيس "الأحرار" إنه إشارة من العثماني إلى أن وزيرا معينا حظي بثقة الملك، أي محمد أمكراز، "وعليه بالتالي أن يجيب الأغلبية هل باقي الوزراء يحظون بثقة "سيدنا" أم داك الوزير فقط؟ لماذا واحد فقط لديه ثقة "سيدنا"؟".

وذهب أخنوش إلى اتهام العثماني بالتشويش على الخطاب الذي ألقاه الملك مساء أول أمس الجمعة في افتتاح السنة التشريعية بمقر البرلمان. "خطاب "سيدنا" كان مساء الجمعة، وقال إن الانتخابات مازالت بعيدة نسبياً وبالتالي دعوا عنكم الحسابات السياسية الضيقة واشتغلوا، وفي صباح اليوم الموالي يقوم العثماني بالتشويش عليه، بالله عليكم هل هذا معقول؟".

وفي تلميح إلى أن وزراء حزبه أيضا بقوا في الحكومة برغبة من الملك، قال أخنوش إن المجالس أمانات يجب أن تحترم، "ولا يمكن أن تقوم بتسريب ما يناسبك فقط، وما تم تسريبه الآن هو أن "سيدنا" من أراد ذلك الوزير وهو راض عنه، فليخرج ليخبر المواطنين من هم الكفاءات الذين قال له "سيدنا" لابد أن يبقوا في الحكومة، فليخرج ليقولها كي نعرف أين توجد الكفاءات".