عملية عسكرية واسعة للقوات العراقية لضرب جيوب وخلايا "داعش"

بدء عملية عسكرية واسعة للقوات العراقية لضرب جيوب وخلايا "داعش"

03 مايو 2020
العملية لوقف الهجمات المتصاعدة (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن متحدث عسكري عراقي، اليوم الأحد، بدء عملية عسكرية واسعة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى، غرب وشمالي البلاد، وذلك بعد يوم واحد من سلسلة اعتداءات إرهابية نفذها مسلحو تنظيم "داعش"، أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف قوات الأمن العراقية ومقاتلي الحشد الشعبي.

ونقل التلفزيون الرسمي العراقي عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف، قوله إنه "تنفيذاً لأوامر القائد العام للقوات المسلحة لقيادة العمليات المشتركة، باشرت قيادات العمليات وقواتنا الأمنية في محيط صلاح الدين وغرب ديالى والأنبار بعمليات دقيقة لملاحقة بقايا داعش". 

وأضاف أن "العمليات الأمنية تنفذ بإسناد قواتنا الجوية وطيران الجيش، ووفقاً لمعلومات أجهزة الاستخبارات".

وفي السياق ذاته، قالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن قوات الجيش العراقي، وبإسناد جوي، باشرت عمليات في مناطق ذراع دجلة والثرثار ومكيشيفة ودجلة ضمن محافظة صلاح الدين، كما نفذت عمليات مماثلة في مناطق وادي ثميل ووادي القذف وجزيرة الكرمة النعيمية في محافظة الأنبار، كما شوهد تحليق مكثف لطائرات عراقية في مناطق غرب الأنبار ضمن أعالي الفرات على الحدود مع سورية.

وحول العمليات الجديدة، قال العقيد الركن رفعت المحلاوي، من قيادة عمليات الجزيرة والبادية التابعة للجيش العراقي ضمن مناطق غرب الأنبار، لـ"العربي الجديد" في اتصال هاتفي، إنها "عمليات استباقية وبناء على معلومات استخبارية"، مضيفاً أن "هناك تعاوناً من قبل الأهالي في تلك المناطق مع قوات الأمن"، مشيراً إلى أنه "لم يحدد سقف زمني لانتهاء العمليات، لكنها ستكون بشكل تصاعدي، وقد تستمر لأيام عديدة".

وأكد مسؤولان عراقيان في بغداد، في وقت سابق اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، استعداد القوات العراقية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة هي الأولى من نوعها منذ مطلع العام الحالي، تستهدف جيوب وخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في مناطق شمال وشرق وغرب البلاد، وعلى مساحة تقدر بأكثر من 180 كم، بمشاركة سلاح الجو العراقي ووحدات مسلحة من أبناء العشائر وفصائل الحشد الشعبي. 

وتأتي العملية بعد سلسلة عمليات إرهابية في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار، أسفرت عن مقتل عدد من عناصر "الحشد الشعبي"، وقوات الأمن العراقية.

وبدت تلك الهجمات، بحسب مراقبين، أكثر تنسيقاً، في إشارة إلى معاودة التنظيم ترتيب أوراقه مجدداً داخل العراق. 

وفي وقت سابق اليوم، تحدث مسؤول رفيع في الحكومة العراقية، لـ"العربي الجديد"، عن "عملية عسكرية ضخمة تستهدف مناطق جبلية وصحراوية وأحراشاً وبساتين ومناطق غير مأهولة في الجزء الشمالي والشرقي والغربي من البلاد".

وأكد المصدر أن رئاسة أركان الجيش كانت قد انتهت من إعداد خطة الهجوم بمشاركة وحدات أمنية أخرى، مثل جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية وقوات الحشد الشعبي والحشد العشائري، كاشفاً عن أن الجهود الاستخبارية ستتواصل لـ"الكشف عن نقاط ومواقع تجمع الإرهابيين وطريقة تخفّيهم ومهاجمتهم"، لكن "المعلومات الحالية المتوفرة، والتي يمكن الإفصاح عنها، تفيد بأن الإرهابيين الذين نفذوا هجمات بلدة مكيشيفة بصلاح الدين أو هجمات ديالى قدموا من خارجها ليلاً، والتحقيقات مستمرة في هذا الشأن". 

بدروه، أشار مسؤول آخر ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إلى أن العملية ستكون وفقاً لمعلومات استخبارية مسبقة، كما لم يتم طلب أي مساعدة من التحالف الدولي، إذ سيغطي سلاح الجو العراقي العملية بالكامل. 

وكان نائب رئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي قد حذر من "خطورة التراخي الأمني في بعض المحافظات"، محملاً "القيادات الأمنية المسؤولية بشكل مباشر لتكرار الهجمات الإرهابية". 

وخلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، شن عناصر تنظيم "داعش" عدداً من الهجمات راح ضحيتها أكثر من 15 عنصراً من مقاتلي "الحشد الشعبي" وقوات الأمن العراقية، إذ شهد الهجوم الأول في بلدة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين شمالي العراق مقتل 10 عناصر من أفراد "الحشد الشعبي"، أعقبه هجوم مماثل في ديالى أسفر عن مقتل 4 من أفراد الأمن العراقي وإصابة آخرين، استهدف قوة أمنية في منطقة الهيتاوين شمال شرق ديالى، بينما شهدت الأنبار قصفاً بالهاون استهدف نقطة مراقبة بصحراء الكيلو 16 أسفرت عن إصابات بين قوات الأمن، بالتزامن مع مقتل جندي وإصابة آخر بانفجار عبوة ناسفة في ناحية العظيم شمالي البلاد.

إلى ذلك، دعا نواب وكتل سياسية مختلفة القوات العراقية إلى العمل على "وقف الهجمات الإرهابية المتصاعدة وتشخيص سببها ومحاسبة المقصرين من القيادات الأمنية".

وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن دورته السابقة حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن "المنتظر الآن من الحكومة أن تبدأ بالتحضير لعملية توقف هذه الهجمات، وتقوم برد سريع وحازم، وإلا فإن الهجمات ستتصاعد وتتكرر وسنخسر عدداً جديداً من القوات الأمنية"، مطالباً بـ"إعادة النظر بالقيادات الأمنية وتغيير تلك التي شهدت مناطق مسؤوليتها هجمات متكررة واستبدالهم بقيادات جديدة". 


بدوره، قال عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار يحيى المحمدي لـ"العربي الجديد"، إن الهجمات الإرهابية الأخيرة يفترض أن تكون هناك إجراءات أمنية مختلفة وخطط جديدة وإعادة النظر ببعض القيادات الأمنية، مبيناً أنه "يجب أيضاً إعادة النظر بالتنسيق مع التحالف الدولي، لأن قناعتي أن انسحاب التحالف الدولي أحد أسباب هذا التدهور الأمني في بعض المناطق، بسبب توقف العمليات المشتركة والتنسيق المشترك في المسائل الاستخباراتية والغطاء الجوي للتحالف، مما أعطى فرصه لتنظيم "داعش" أن ينشط في المناطق الصحراوية".

وأوضح: "العدد كافٍ لقطعات الجيش بشكل عام، لكن اليوم نحتاج إلى معلومات استخباراتية ونحتاج إلى غطاء جوي ومتابعة الخلايا النائمة أو مقرات وأوكار "داعش" في عمق الصحراء، وهو ما يجب أن يتم بدء العمل به".

الخبير بالشأن الأمني العراقي محمد الحياني اعتبر الهجمات الإرهابية في صلاح الدين وديالى والانبار بأنها "تشير بوضوح إلى ضعف استخباري واضح"، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن القوات الأمنية العراقية في أمس الحاجة إلى "جهد استخباري متميز يعطي المعلومة المبكرة والتوقيت المبكر وبالمكان الصحيح، للأسف هجوم مساء الجمعة في بلدة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين يشير إلى وجود إخفاق كبير جداً في أداء القوات الأمنية".

واعتبر الحياني أن غياب قوات التحالف الدولي جواً، حيث كانت تراقب الأجواء وترصد وتجمع معلومات مهمة للقوات العراقية، أثر كثيراً وخلق فراغاً واضحاً خاصة بالمناطق الصحراوية والجبلية من العراق، لذا يجب علاج ذلك بعمليات استباقية سريعة وتعزيز شبكات الاستخبارات في تلك المناطق".