قائد الأركان الجزائري يقر بوجود فساد في صفوف الجيش

قائد الأركان الجزائري يقر بوجود فساد في صفوف الجيش

04 يوليو 2019
عبّر صالح عن أسفه لسلوك كبار قيادات الجيش (Getty)
+ الخط -

أقر قائد أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، بوجود فساد في الجيش، بسبب عدم نزاهة عددٍ من كبار القيادات العسكرية وتورطهم في قضايا فساد، قادت عدداً منهم إلى الملاحقات القضائية والسجن.

وقال رئيس أركان الجيش الجزائري، في خطاب ألقاه أمام كبار قادة الجيش، بمناسبة إسداء الرتب عشية عيد الاستقلال الوطني، إن قيادات عسكرية سامية "شغلوا مناصب عليا في الدولة، ووضعت في أعناقهم مسؤولية المحافظة على المصالح العليا للشعب الجزائري، لم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم، وهم بذلك يستحقون هذا الجزاء العادل، الذي نالوه بالقانون والحق والإنصاف".

وعبّر قايد صالح عن أسفه لسلوك كبار قادة الجيش، معتبراً أنه "من غير المقبول دينياً واجتماعياً وأخلاقياً أن تصـل بعض الإطارات السامية إلى هذا المستوى المتـدني من الفساد، على الرغم من معرفتهم التامة بالقوانين السارية المفعول".

وكان قايد صالح يتحدث عن عدد من القيادات العسكرية الموجودين رهن الحبس والملاحقة  القضائية، أبرزهم القائدان السابقان لجهاز الاستخبارات، الفريق محمد مدين والجنرال بشير طرطاق، وقائد جهاز مكافحة الإرهاب الجنرال حسان، والقائد السابق لجهاز الأمن العام اللواء عبد الغني هامل، والقائد السابق لجهاز الدرك بلقصير، وقائدان عسكريان بارزان، هما اللواء سعيد باي الذي تم توقيفه قبل شهر، واللواء الحبيب الذي صدرت أوامر عسكرية باعتقاله، وهم جميعهم متورطون في قضايا الحصول على امتيازات واستغلال الوظيفة ونهب المال العام.

وحذر المسؤول العسكري كوادر الجيش من مغبة الوقوع في سلوكيات مشينة. وقال "نحرص على أن تكون كل هذه المفاسد التي تعالجها العدالة اليوم دروساً وعبراً نافعة ومفيدة، بل ورادعة لكل ذي عقل وروية"، مضيفاً أن "من ارتقى في الرتبة وفي المسؤولية، يتعين عليه أن يكون في مستوى الثقة التي وضعت فيه، وأن يكون مثالاً طيباً يقتدى به عملاً وسلوكاً وأخلاقاً، وأن يكون صورة مثالية لهذا الجيش".



وتعهد قائد الجيش بالاستمرار في دعم حملة مكافحة الفساد التي يقوم بها القضاء لتطهير البلاد من الفساد والمفسدين، على الرغم مما يعتبره "المعارضة الشديدة المتعددة الأشكال، التي ما انفكت تبديها بعض الأطراف المتضررة من عمل العدالة، فمن يرى في المحيط الفاسد والمتعفن سبيله في تحقيق العيش الرغد، حتى ولو كان على حساب الوطن والشعب"، داعياً القوى الوطنية إلى المساهمة "بصدق في مكافحة الفساد، والمشاركة بوفاء وإخلاص في تطهير الجزائر من كل عبدة الاستعمار (الفرنسي) وأصنامه"، مضيفاً "لقد نسي كل مفسد وكل عميل وكل من يتسبب في إلحاق الضرر بأرض الشهداء، بأنه طال الزمن أو قصر سينكشف أمره وسيخيب سعيه".

وبخلاف انتظارات المراقبين، فإن قائد الجيش تلافى التطرق إلى المواضيع ذات الصلة بالشأن السياسي، خاصة بعد طرح رئيس الدولة عبد القادر بن صالح لمبادرة سياسية جديدة.