الرئيس الجزائري يوجه رسائل سياسية لفرنسا: قطيعة سياسية؟

الرئيس الجزائري يوجه رسائل سياسية لفرنسا: قطيعة سياسية؟

16 ابريل 2020
تبون وجه رسالة بمناسبة الاحتفال بيوم العلم (Getty)
+ الخط -
استعار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عبارات سياسية لزعيم تاريخي وعالم جزائري راحل، تتضمن توجيه رسائل سياسية إلى فرنسا، في خضم حرب سياسية صامتة بين الجزائر وباريس، وفتور لافت في العلاقات بين البلدين، منذ بدء الحراك الشعبي في فبراير/شباط 2019.

وقال تبون في رسالة وجهها بمناسبة الاحتفاء بيوم العلم، اليوم الخميس، المصادف لذكرى وفاة رائد النهضة العلمية ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الجزائر، الشيخ عبد الحميد بن باديس (توفي في 16 إبريل/نيسان 1940)، إن "الأمة الجزائرية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا حتى لو أرادت".

وأضاف: "حارب شيخنا العلامة ابن باديس حتى آخر رمق من حياته، كل المخططات الاستعمارية الفرنسية لطمس الهوية الوطنية، وهدم عقيدة الأمة، ومحاولة القضاء على لغتها".

ولا تفوت تبون أي مناسبة وطنية وتاريخية دون إطلاق إشارات وتوجيه رسائل سياسية باتجاه باريس، تتضمن سعي السلطة السياسية الجديدة في الجزائر إلى إحداث قطيعة مع فرنسا وإنهاء نفوذها السياسي والاقتصادي في الجزائر. وتعتبر السلطة الجديدة في الجزائر أن الظروف باتت مناسبة لذلك، في ظل عملية التطهير السياسي والاقتصادي التي طاولت المصالح والمجموعات الموالية لفرنسا في الجزائر من جهة، والضعف السياسي وتراجع النفوذ الفرنسي في عدد من الدول الأفريقية من جهة أخرى.
وكان تبون قد اتهم في حوارات صحافية سابقة باريس ولوبيات سياسية فرنسية باستهداف الجزائر والعمل ضد المصالح الجزائرية، ومحاولة زعزعة الاستقرار وإثارة قلاقل داخلية في البلاد، ومحاولة التأثير في مسار الأحداث والحراك الشعبي في الجزائر، وكذا إبعاد الجزائر عن مسار المشاركة في حل أزمات المنطقة كليبيا ومالي.

وفي الثاني من إبريل/نيسان الماضي، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي بالجزائر كزافيي دريانكور لإبلاغه "احتجاج الجزائر الشديد على حملة إعلانية تشنها قنوات فرنسية، بينها قناة فرانس 24، التابعة للخارجية الفرنسية، ضد الجزائر"، وإطلاق تصريحات وصفتها الخارجية الجزائرية بـ"الكاذبة والبغيضة والقذف لتشويه صورة الجزائر".

وبدأت بوادر الفتور في العلاقات بين الجزائر وباريس منذ فبراير 2019، على خلفية بعض المواقف والتصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان بشأن الوضع في الجزائر، والمطالبة بمرحلة انتقالية في البلاد، ومهاجمة الجيش الجزائري وقيادته، وهو ما اعتبرته الجزائر حينها تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للبلاد.

وفي سياق متصل، كلف الرئيس الجزائري الحكومة بترميم جميع المساجد العتيقة في الجزائر، وبخاصة الجامع الأخضر في مدينة قسنطينة، شرقي الجزائر، الذي كان بن باديس يلقي فيه الدروس، "وذلك حرصاً من الدولة على بقاء هذا الصرح مصدر إشعاع ديني وثقافي، وشاهدا على مكانة هذا الرجل في تاريخ نهضة الأمة"، بعد تجاهله من قبل الحكومات السابقة.
وتحتفي الجزائر، في 16 إبريل من كل عام، بيوم العلم تمجيداً للعلم والعلماء، وإحياء لمآثر بن باديس الذي واجه الاستعمار الفرنسي. وتجرى الاحتفالات عادة في المدارس والجامعات والمؤسسات التربوية، بإقامة المسابقات الفكرية والثقافية، لكن الأزمة الوبائية هذه السنة والحجر الصحي المتزامن مع تعليق الدراسة لم يتيحا إقامة الاحتفالات.

وتعهد تبون بوضع خطط لترقية التعليم والاهتمام بالمعلمين والأساتذة والباحثين ماديا واجتماعيا، لترقية التعليم والبحث العلمي، وبرأي الرئيس تبون، فإن أزمة كورونا "مكنتنا من اكتشاف طاقاتنا العلمية ممثلة في أطبائنا الواقفين في طليعة المتصدين للوباء، كما أتاحت للشباب فرصة سانحة لإبراز قدراته التي تبرهن على كفاءته العلمية في مجال ابتكار الوسائل والتجهيزات، والأرضيات الرقمية والأعمال التطوعية".