الإمارات تُغرق ليبيا بالسلاح: توجّس من تدخل تركي

الإمارات تستمرّ في إغراق ليبيا بالسلاح: توجّس من تدخل تركي

09 فبراير 2020
الجديد في شحنات الأسلحة هو الكم وليس النوع(فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال دولة الإمارات تغرق ليبيا بالسلاح، دعماً لحليفها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على الرغم من موافقتها على مخرجات قمة برلين التي تعهّد خلالها المشاركون في القمة، بوقف التدخلات الخارجية في ليبيا التي تغذي الصراع، في وقت حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من "انحدار ليبيا نحو صراع أعمق وأكثر تدميراً، غذّته مشاركة القوى الخارجية".

وكشف مراقبون لحركة الملاحة الجوية الدولية، أمس السبت، عن إقلاع "3 طائرات شحن من الإمارات العربية المتحدة متجهة إلى شرقي ليبيا، مساء الجمعة"، بحسب وكالة "الأناضول".

وقالت مصادر برلمانية وعسكرية ليبية مقربة من حفتر، إن "الجديد في شحنات الأسلحة هو الكم وليس النوع، فلا يوجد جديد في نوعية الأسلحة الإماراتية التي تصل تباعاً لمواقع حفتر العسكرية شرق البلاد"، مؤكدة أن الإمارات أطلقت جسراً جوياً لنقل الأسلحة بكثافة بين قاعدة الظفرة الإماراتية وقاعدتَي الخادم، القريبة من قاعدة الرجمة مقر حفتر العسكري الرئيس، وبنينا في بنغازي.

وأوضحت المصادر، في تطابق لشهادتها لـ"العربي الجديد"، أن الشحنات هي عبارة عن "عربات "تايغر"، وشحنات كبيرة من ذخيرة الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وطائرات مسيّرة"، لكنها كشفت عن زيادة في عدد منظومات الدفاع الجوي، ما يشير إلى توجس حفتر وحلفائه من خطر تدخل القوات التركية، التي تمتلك طائرات متقدمة يمكنها أن ترجح كفة قوات الحكومة في محيط طرابلس ومصراته.

وعن نقلها إلى مواقع القتال، أكدت المصادر أن عمليات النقل تتم ببطء، بسبب عدم انتهاء خطط حفتر لإعادة توزيع قواته في مواقعها الجديدة، تحسباً لتدخل تركي أو لتغير موازين المعركة، بعد حصول قوات الحكومة على معدات عسكرية تركية جديدة.

وبينما تؤكد معلومات المصادر رغبة حفتر في إشعال ميدان المعركة مجدداً، لم تتوفر على معلومات عن موعد إطلاق حربه الجديدة، في وقت تؤكد فيه انزعاجه الشديد من مساعي المجتمع الدولي لوقف عمليته العسكرية التي تستهدف السيطرة على طرابلس.

وبينما نقلت الوكالة عن حسابات مراقبين على مواقع التواصل الاجتماعي، تأكيدهم أن الإمارات "أرسلت في الفترة بين تاريخي 12 و26 يناير/ كانون الثاني، 37 طائرة شحن إلى ليبيا، وأن عدد الرحلات اليومية يتراوح بين رحلتين و3 رحلات"، أشارت إلى أن عدد طائرات الشحن الإماراتية إلى قوات حفتر، ارتفع إلى 40 طائرة في الفترة من 12 يناير الماضي حتى الجمعة الماضي.


لكن عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، نشرت على صفحتها الرسمية أمس السبت، صوراً لخريطة جوية تبين حركة "ثلاث طائرات شحن جوي عسكرية، تنطلق من الإمارات، إلى قاعدة الخادم التي تسيطر عليها الإمارات لدعم المجرم حفتر بشرق ليبيا"، وقالت إن رصدها تم "مساء اليوم"، ما يشير إلى تزايد عمليات الشحن.


ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن القائد الميداني بقوات حكومة الوفاق، يوسف الأمين، اليوم الأحد، تأكيده مواصلة حفتر تحشيد المزيد من المقاتلين الأجانب على محاور القتال، "متجاهلاً الهدنة".

وأكد الأمين رصد فرق الاستخبارات مرور تحشيدات حفتر عبر ممرات الإمداد، مشدداً على استعداد قوات الحكومة لصدّ أي تقدم.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خلال كلمته في افتتاح القمة الأفريقية بأديس أبابا اليوم الأحد، من انحدار ليبيا نحو صراع أعمق وأكثر تدميراً، غذته مشاركة القوى الخارجية. وقال: "على الرغم من بصيص الأمل الذي أتاحه مؤتمر برلين، إلا أن تعهد المجتمع الدولي بإنهاء التدخل الأجنبي لم يتحقق على الأرض"، مشيراً إلى أن استمرار تدفق الأسلحة وعودة العمليات العسكرية قد زاد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.