ماكرون يحشد الفرنسيين لمحاربة "الشرّ الإسلاموي الوبيل"

ماكرون يحشد الفرنسيين لمحاربة "الشرّ الإسلاموي الوبيل"

08 أكتوبر 2019
ماكرون يدعو لليقظة عبر الوشاية (فرنسوا موري/ فرانس برس)
+ الخط -
خرج الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، عن صمته بعد الاعتداء الذي تعرَّض له أفراد الشرطة في مقر لهم في باريس، وأسفر عن مقتل أربعة من موظفي الشرطة، بينهم امرأة، ومقتل المهاجم، وهو أيضا من موظفي الداخلية في قسم الاستخبارات.

خرجة ماكرون جاءت بمناسبة هي تكريم هؤلاء الضحايا الأربع، ومنحهم أوسمة رفيعة، وذلك بحضور شخصيات رفيعة من الدولة، من بينها رئيسا الجمهورية، السابق والأسبق، فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي. وجددت المعارضة اليمينية طلبها له بالاستقالة بعد ما جرى في مقر الشرطة، وتصريحاته الأولى عن المهاجم، والتي تخالف ما اكتشفه المحققون بعد ذلك.

وكان الحزن والغضب باديَيْن على ماكرون، الذي ألقى خطابا مؤثرا، تناول فيه "المأساة التي ضربت فرنسا كلها"، واستغرقت 7 دقائق، والتي ضربت قلب وزارة الداخلية. واعتبر ما وقع مأساة تمس كل الفرنسيين على اختلاف معتقداتهم، طالبا من الأمة الفرنسية جمعاء أن تشارك في مكافحة الإرهاب في حياتها اليومية، وأن تتعبأ في وجه ما وصفه بـ "الشرّ الإسلاموي الوبيل". وأوضح أنه سيتم "تسليط الضوء على ما جرى"، كنوع من الرد على مطالب المعارَضة بـ"الشفافية الكاملة"، وأنه سيتم تحديد المسؤوليات، وأيضا تحقيق العدالة، وأخيرا استخلاص الدروس والعِبَر، واعداً بـ"التزام الدولة عدم تكرار هذه الانحرافات".

وشدد ماكرون على أن القوانين موجودة ولكن المؤسسات ومصالح الدولة لوحدها لا تكفي من أجل مكافحة الإرهاب، ولهذا دعا إلى "مجتَمَع يَقَظَة"، في مواجهة "الشر الإسلاموي"، الذي "يجب علينا استئصاله". وطلب ماكرون من كل فرد التعبئة، وحتى لا يعتبر الأمر "دعوة للوشاية"، استدرك بالقول: "إن مجتمع اليقظة لا يعني الشبهات"، وإنما يتعلق الأمر بـ"تيقظ معقول للضمائر"، وهو ما يعني القدرة على "اكتشاف الإشارات الصغرى التي تعني ابتعادا عن قيمنا وقوانيننا وطريقتنا في العيش، في المدرسة وفي العمل وفي دور العبادة وفي الجوار. اكتشاف هذه الإشارات التي يمكن أن تقود إلى مآسٍ كبيرة، كما حدث في قلب الجمهورية وقلب وزارة الداخلية".

وإذا كان رؤساء سابقون لفرنسا قد واجهوا مآسي مشابهة، من حيث مقتل رجال شرطة، وإن لم يشهدوا وجود عدوّ داخلي، في قلب الداخلية، وكانت تصريحاتهم متزنة، خوفا من أي فهم سيئ قد يمس قسما من الفرنسيين، وخصوصا المسلمين، إلا أن ماكرون، لم يكلف نفسَه اختيار الكلمات. فقد هاجَم ما سماه "إسلاما ضالاّ ومنحرفا"، قبل أن يعود إلى استخدام "الإسىلاموية"، وأيضا قبل أن يطلب مؤازرة الأمة بأسرها، وباختلاف مكوناتها ومعتقداتها، مساعدة الدولة ومؤسساتها على استئصال "الإسلاموية السريّة". وقال إن فرنسا اكتشفت، والعالَم، مع هذه المأساة أن "العدو" قد يختبئ حتى في أكثر الأماكن السرية، والتي لا يتوقعها أحدٌ، ولعل هذا ما ستكشف عنه التحقيقات البوليسية التي تنهمك، حاليا، بقراءة محتويات ذاكرة تخزين رقمية تعود للمُهاجِم.

وكان ميكايل آربون (45 عاما) خبير الكمبيوتر في دائرة الاستخبارات، قتل بسكين مطبخ الجمعة ثلاثة شرطيين وشرطية في هجوم استمر 30 دقيقة انتهى بمقتله برصاص شرطي أرداه في الرأس. وكان قد اعتنق الإسلام قبل نحو 10 سنوات وتبنى أفكارا متطرفة، بحسب المحققين.


وأثار هجومه تساؤلات حول كيفية تمكنه من تفادي رصده من جانب الشرطة، رغم حصوله على تصريح أمني عالي المستوى. وقال ماكرون، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس": "ما لا يمكن تصوره وقبوله" أن آربون الذي عمل لدى الشرطة منذ 2003 تمكن من تنفيذ هجوم "في المكان نفسه الذي نقوم فيه بملاحقة الإرهابيين والمجرمين".

المساهمون