ترامب أوشك على إقالة إسبر على خلفية الاحتجاجات

ترامب أوشك على إقالة إسبر بعد الاختلاف معه بشأن زجّ الجيش بالاحتجاجات

10 يونيو 2020
من زيارة ترامب لكنيسة قرب البيت الأبيض(براندن سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -
كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، عن أنّ الرئيس دونالد ترامب أوشك، الأسبوع الماضي، على إقالة وزير الدفاع مارك إسبر بعد اختلاف الآراء بينهما بشأن الاستعانة بالجيش في الداخل، قبل أن يثنيه مستشارون وحلفاء في الإدارة عن الأمر.

وتحدث المسؤولون عن غضب ترامب من وزير دفاعه لعدم دعم ميله إلى استخدام قوات الخدمة الفعلية لقمع الاحتجاجات في العاصمة واشنطن، ومينيابوليس، وأماكن أخرى بعد مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي في 25 مايو/ أيار الماضي.
وتشاور ترامب، وفق المسؤولين، مع عدد من المستشارين من أجل الوقوف عند رأيهم بشأن التضارب بالآراء بينه وبين إسبر، بقصد إقالة الأخير. ويقول المسؤولون إن ترامب، بعد تحذيرات مستشاريه من الخطوة، وضع خطط إقالة إسبر فوراً، جانباً.
وتحدثت الصحيفة الأميركية عن أن وزير الدفاع، الذي يعي مشاعر ترامب، كان يقوم باستعداداته الخاصة للاستقالة، جزئياً بسبب خيبة أمله نتيجة الخلافات بشأن دور الجيش، وفق ما أكده المسؤولون. وأكد بعض المسؤولين أن إسبر بدأ بإعداد خطاب الاستقالة قبل إقناعه، من قبل مساعديه ومستشارين آخرين، بالعدول عن الأمر.
وتقول الصحيفة إن قراراً بطرد كبير مسؤولي البنتاغون كان سيعني تعديلاً كبيراً في الإدارة، في ظلّ واحدة من أكبر الأزمات الأمنية لرئاسة ترامب. وتنقل عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن الرئيس كان قريباً من فقدان ثقته بإسبر، وهذا يوم سيّئ، مستطرداً: "في النهاية، قرّر إبقاءه في مكانه".

ولم يستجب مسؤولون في البيت الأبيض والبنتاغون فوراً لطلب التعليق على الموضوع.
وكان ترامب يعتقد أن العنف الذي شهدته بعض التظاهرات كان كبيراً على وكالات إنفاذ القانون المحلية وقوات الحرس الوطني، وكان يفضّل استخدام قوات الخدمة الفعلية لقمع العنف، وفق المسؤولين، إلا أنّ مستشاريه، ومن بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، لم يشجعوه على تفعيل قانون الانتفاضة 1807، واستدعاء القوات الفيدرالية.


وأشار المسؤولون إلى أن ترامب ومسؤولي البيت الأبيض انزعجوا كذلك من تعليقات إسبر التي نأى فيها بنفسه عن خطوة ترامب بمغادرة البيت الأبيض للظهور في صورة أمام كنيسة بالقرب منه، وقد أبلغ الرئيس في ذلك اليوم عدداً من المسؤولين الذين تواصل معهم أنه خطّط لإقالة إسبر في اليوم نفسه. إلا أن المستشارين لفتوا إلى أن إقالة إسبر ستضع الإدارة الأميركية في موقف صعب، إذ إن قليلين هم الأفراد المؤهلون الذين بإمكانهم أن يخلفوا إسبر بسرعة، ما قد يترك البنتاغون من دون قائد مؤكد، قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وخيّم توتر خطير على علاقة ترامب بالمؤسسة العسكرية، بعدما رفض إسبر دعوة سيد البيت الأبيض إلى نشر الجيش للسيطرة على الاحتجاجات، بينما انتقدت شخصيات بارزة سابقة في البنتاغون، بينها وزير الدفاع السابق جيم ماتيس، طريقة تعاطي ترامب مع التظاهرات.
واندلعت احتجاجات عارمة في الولايات المتحدة الأميركية بعد مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي. وأدّت وفاة فلويد إلى إعادة إشعال الغضب القديم في الولايات المتحدة إزاء إقدام الشرطة على قتل أميركيين من أصل أفريقي، وأطلقت العنان لموجة اضطرابات مدنية لم تشهدها البلاد منذ عام 1968.