"ولاية سيناء" يكثف هجماته في الشيخ زويد

"ولاية سيناء" يكثف هجماته في الشيخ زويد

21 سبتمبر 2019
يهاجم "ولاية سيناء" بالرغم من الاستنفار العسكري(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

كثّف تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، خلال الأيام الماضية، هجماته ضد قوات الجيش المصري في مدينة الشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، شرقي البلاد، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية فادحة في صفوف هذه القوات، في حين لم تتمكن قوات الجيش من التصدي لهذه الهجمات، أو استهداف المجموعات العسكرية التي تقوم بها، على الرغم من الاستنفار العسكري الواسع في سيناء، ووجود الارتكازات الأمنية والكمائن في كافة أنحاء المدينة. مع الإشارة إلى أن الهجمات تنوعت بين استهداف الكمائن والآليات وقنص المجندين، وإطلاق القذائف وتفجير عبوات ناسفة.

وفي التفاصيل، قالت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري، لـ"العربي الجديد"، إن الأسبوع الأخير شهد مقتل أكثر من 11 عسكرياً مصرياً في مدينة الشيخ زويد فقط، بالإضافة إلى أكثر من 13 إصابة، بينهم ضباط، وهي إحصائية تعد الأكبر من ناحية عدد الخسائر البشرية نتيجة هجمات متعددة، في وقت قصير، وفي منطقة جغرافية محددة، متمثلة في الشيخ زويد. وأضافت أن القتلى والمصابين سقطوا جراء إصابتهم بشظايا ورصاص حي، بينما تحوّلت بعض الجثث إلى أشلاء نتيجة قوة الانفجار، فيما جرى تأكيد ضرورة التكتم على أسماء وعناوين القتلى، بعد نقلهم إلى مساقط رؤوسهم، في تشديد إجرائي على المعلومات يُعد الأكثر صرامة، منذ أشهر طويلة، من قبل الجهات المعنية في متابعة ملف ضحايا الأحداث الأمنية في المستشفى.

ورصدت "العربي الجديد" أبرز الهجمات التي تعرضت لها قوات الجيش في الأسبوع الأخير، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى. وهي كالتالي: مقتل وإصابة عدد من العسكريين في هجمات متزامنة في مدينة الشيخ زويد على آليات وكمائن، ومقتل مجندين وإصابة آخرين في عملية قنص لقوة تأمين كمين الخروبة، غرب المدينة، ومقتل مجندين في تفجير آلية جنوبها، ومقتل ثلاثة مجندين في هجوم على كمين "نمر 2"، واستهداف الكمين أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة. فيما ردت قوات الجيش بقصف مدفعي متكرر على عدة قرى في جنوب المدينة وغرب رفح المجاورة، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات نتيجة القصف.

وتعد غالبية مناطق الشيخ زويد التي شهدت هجمات من قبل التنظيم خلال الفترة الأخيرة شبه خالية من السكان، إذ إن غالبية قرى جنوب وشرق المدينة هُجرت قسرياً من قبل قوات الجيش بفعل الحملات العسكرية والقصف العشوائي وهجمات التنظيم المسلح خلال السنوات الماضية. كما أن كل المناطق المجاورة للكمائن والارتكازات الأمنية خالية من السكان في غالبية مناطق سيناء، في ظل الاستهداف المباشر لكل من يتحرك في محيط النقاط الأمنية، منذ الانقلاب العسكري صيف العام 2013، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين بالرصاص العشوائي الذي تطلقه قوات الأمن، والذي يتواصل حتى اليوم.




وتعقيباً على ذلك، قال باحث في شؤون سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن التصعيد العسكري من قبل "ولاية سيناء"، في مدينة الشيخ زويد أخيراً، يشير إلى عدة دلالات، أولها أن التنظيم الإرهابي يحاول الإيحاء بأن قوته العسكرية في المدينة عادت إلى ما كانت عليه في العام 2015، من ناحية القدرة على الضرب في كل مكان وزمان وبشتى الأشكال، وهذا ما قاد التنظيم إلى محاولة السيطرة على المدينة في يوليو/تموز 2015، إذ تُعتبر مناطق جنوب وغرب الشيخ زويد، من أهم نقاط تمركز التنظيم منذ بداية الحرب في سيناء. كما يحاول التنظيم الإيحاء بالقدرة على العودة للنشاط العسكري في المدينة، على الرغم من العملية العسكرية الشاملة، التي تخللها قصف جوي ومدفعي وحملات برية على كافة مناطق الشيخ زويد وإعادة فرض السيطرة على قرى لم تكن قوات الجيش تستطيع الوصول إليها سابقاً، وأن ذلك كله انتهى بعودة نشاط "ولاية سيناء" والضرب في كافة مناطق الشيخ زويد، بما فيها مركز المدينة وهذا ما ظهر خلال الأشهر الماضية من خلال العمليات الانتحارية.

وأضاف الباحث أن من ضمن الدلالات أيضاً أن الهجمات تأتي في الوقت الذي دعا فيه نواب وشخصيات ومشايخ، أهالي الشيخ زويد الذين نزحوا منها للعودة إلى بعض القرى التي اعتبروها آمنة، ويمكن العودة للحياة فيها، في دليل على قدرة الجيش المصري على تحقيق الأمن لهذه المناطق. إلا أن الهجمات الأخيرة جاءت لتُبدد كل الآمال التي بناها الداعون لعودة أهالي الشيخ زويد، والتي امتدت إلى سكان مدينة رفح بإمكانية العودة لديارهم في مرحلة لاحقة. وكان النائب في مجلس النواب المصري عن الشيخ زويد إبراهيم أبو شعيرة، وعدد من مشايخ المدينة المحسوبين على النظام المصري والمقربين من الأمن، دعوا المهجرين إلى العودة إليها، خلال الفترة الحالية، بعد توفير المياه والكهرباء للقرى التي هجروا منها. إلا أن الدعوات لم تلق الاستجابة المطلوبة، في ظل تخوف المواطنين من إمكانية تعرضهم للقتل أو الاعتقال أو الإصابة من قبل الجيش أو التنظيم تحت حجج واهية، كما جرى مع مئات المواطنين من سكان المدينة على مدار سنوات الحرب منذ 2013.