العراق: رعبٌ في تلعفر بعد حملات اختطاف ينفذها "الحشد"

العراق: رعبٌ في تلعفر بعد حملات اختطاف ينفذها "الحشد"

09 أكتوبر 2018
تغيب سلطة الدولة عن تلعفر(أحمد الربية/فرانس برس)
+ الخط -


يخيّم الرعب على بلدة تلعفر، شمال غربي نينوى العراقية، بعد عمليات اختطاف منظّمة تنفذها فصائل مسلحة مرتبطة بمليشيات "الحشد الشعبي"، وسط غيابٍ لسلطة الدولة في عموم البلدة، التي حررتها القوات العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" العام الماضي، بدعم من "التحالف الدولي". 

وقال مسؤول أمني في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العوائل التي عادت أخيراً إلى بلدة تلعفر، تلقت تهديدات من قبل فصائل الحشد الشعبي، تفيد بأنه على أفرادها ترك منازلهم أو أنهم سيتعرضون للقتل أو الخطف"، مبيناً أنّ "الحشد بدأ تنفيذ تهديداته، وقام بعمليات اختطاف ممنهجة للعوائل التي لم تترك منازلها، وقد اختطف حتى الآن أكثر من 14 شخصاً".

وأكد المصدر أنّ "عمليات الخطف تجري بوضح النهار، حيث تقتحم المليشيات المنازل وتخطف أحد أفراد عائلاتها وتقتاده إلى جهة مجهولة من بين أهله"، مبيناً أنّ "المختطفين انقطعت أخبارهم، ولا أحد يعرف عن مصيرهم شيئاً".

وأشار المصدر إلى أنّ "عمليات الخطف تسببت بحالة رعبٍ لدى الأهالي، الذين لا يعرفون متى يقتحم الحشد منازلهم".

ويؤكد وجهاء عشائر في محافظة نينوى، أنّ عمليات الخطف تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في البلدة، ومنع العوائل المتبقية من العودة إليها.

وأوضح الشيخ عرفان الحيالي، وهو أحد شيوخ المحافظة، لـ"العربي الجديد"، أن "تلعفر بلدة معزولة تماماً عن نينوى، ولا توجد فيها أي سلطة للدولة أو القانون، وأنّ المنطقة بكاملها تخضع لسلطة مليشيات الحشد"، مبيناً أنّ "الحشد يسعى من خلال عمليات الخطف هذه، إلى إفراغ البلدة من مكون معين، لإحداث تغيير ديموغرافي فيها".

وأكد الحيالي أنّ "الوضع في البلدة خطيرٌ للغاية، ولا يمكن للأهالي أن يحموا أنفسهم وأبناءهم من عمليات الخطف"، داعياً الحكومة إلى "التدخل وبسط نفوذها على البلدة، وتوفير الحماية اللازمة للأهالي".

ويشكو أهالي تلعفر تجاهل الحكومة لبلدتهم، وتركها بيد المليشيات تنفذ أجندتها بحرية مطلقة. وقال والد أحد المختطفين في البلدة إنّ "ابنه اختطف منذ يوم الخميس الماضي، وإنّ أخباره انقطعت تماماً، ولا أحد يعرف مصيره حتى الآن". وأكد أبو باسل لـ"العربي الجديد"، أنّ "عناصر الحشد هددونا بترك المنطقة أو القتل، لكنّ ظروفنا المادية لم تسعفنا بالخروج من البلدة، وحاولنا التوسط لدى الحشد، لكن الوقت فاتنا واختطفوا ولدي".


وأضاف: "لقد حزمنا أمتعتنا وسنرحل عن المنطقة، لا نريد سوى عودة ابننا"، مؤكداً الرغبة في "التفاوض مع الحشد وإبلاغهم بقرارنا بترك المنطقة على أن يطلقوا ولدي، لكننا لم نعرف الجهة التي نتفاوض معها، فغالبية قيادات الحشد لا تعترف بعمليات الاختطاف"، مناشداً الجهات المسؤولة والمنظمات الحقوقية، بـ"التدخل للكشف عن مصير أبنائنا المختطفين، وإعادتهم إلى ذويهم".

يشار إلى أن بلدة تلعفر تقع في أطراف محافظة نينوى، من الجهة الشمالية الغربية، وأنّ مليشيات "الحشد" لم تخرج منها منذ تحريرها من سيطرة "داعش" منذ أكثر من عام، وسط مناشدات من أهلها بانتشال البلدة من قبضة الحشد.