المعارضة السودانية ترفض إعلان مجلس الانقلاب وسط استمرار التظاهرات

المعارضة السودانية ترفض إعلان مجلس الانقلاب العسكري: "خلعوا قبعة ووضعوا أخرى"

الخرطوم

العربي الجديد

العربي الجديد
12 ابريل 2019
+ الخط -
رفض "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض ما أعلنته اللجنة الأمنية لمجلس الانقلاب العسكري، اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنّ الانقلابيين "خلعوا قبعة ووضعوا أخرى"، ومشدداً على أنّ المعارضة ستقاوم الطوارئ وحظر التجوال. يأتي ذلك فيما يواصل الآلاف من السودانيين التدفق نحو مقرّ قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، للانضمام إلى الاعتصام. 

وقال التجمّع في بيان نشره على صفحته على "فيسبوك": "نؤكّد رفضنا الحاسم لما حدث يوم الخميس، ونتبعه برفض مغلظ للمؤتمر الصحافي للجنة النظام الأمنية، وهو رفض يستند على خبرة الشعب السوداني في التعامل مع كل أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية".

وأضاف أنّ "ما حدث لم يكن سوى تبديل أقنعة نفس النظام الذي خرج الشعب ثائراً عليه وساعياً لإسقاطه واقتلاعه من جذوره".

وتابع أنّ "الوجوه التي قد أجادت تمثيل دور الخائن وتريد اليوم أن تمثل دور البطولة، وجوهٌ لها تاريخ في خيانة الوطن والمشاركة في دماره وإهدار مُقدّراته، وهو تاريخٌ لا يشرّف الشعب السوداني ولن يكون منسياً لمجرد أنّ أصحابه خلعوا قبعة ووضعوا أخرى".


وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلن مجلس الانقلاب العسكري في السودان أنّه لن يسمح بأي فوضى في البلاد، مشيراً إلى أنه سيدير نظام الحكم لفترة انتقالية، ولن يتدخل في العملية السياسية.

وقال الفريق الأول الركن عمر زين العابدين، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الخرطوم، إنّ "مدة بقاء المجلس الانتقالي أقصاها حتى عامين وتقصيرها يعتمد على الحوار مع القوى السياسية"، مشيراً كذلك إلى "أنّه لم يتم إلغاء الدستور بل جرى تعطيله، وهناك إمكانية لرفع تعطيل الدستور إذا تم التوافق على ذلك".

ورفض وصف رئيس المجلس وزير الدفاع عوض بن عوف، ومدير جهاز المخابرات صلاح قوش، بأنّهما من رموز النظام، قائلاً: "هما من قادا التغيير، وضحّيا بنفسيهما في سبيل إعطاء هذه الفرصة للشعب".

وقال: "لن نقصي أي حزب سياسي، ولن نقصي حزب المؤتمر الوطني، سواء باسمه أو باسم آخر"، مشيراً إلى أنّه "سيتم تشكيل حكومة مدنية من قبل الأحزاب، ولن نتدخل في تشكيلها إلا في وزارتي الدفاع والداخلية".

ورداً على سؤال بشأن مصير الرئيس المطاح عمر البشير، اكتفى بالقول: "ما زلنا نتحفظ عليه في مكان آمن"، رافضاً الدعوات الدولية لتسليم البشير إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأشار "تجمّع المهنيين السودانيين" في بيانه إلى أنّ مطالب المعارضة "واضحة وعادلة ومشروعة"، مشدداً على ضرورة "تحقيق المطالب السلمية المتمثلة في تسليم السلطة فوراً لحكومة مدنية انتقالية، كأحد الشروط الواجبة النفاذ".

وتعهّد التجمّع بأنه سيقاوم الطوارئ وحظر التجوال، و"كل الإجراءات التي أعلنها الانقلابيون، وسننتصر كما فعلنا من قبل على كل أساليب العنف والتخويف والترهيب، التي سيحاول النظام تطبيقها على الشعب".

وأعرب التجمّع في الوقت عينه ترحيبه "بأي بادرة تحقن دماء الشعب وتعيد الأمور لنصابها، وأملنا في الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود في قوات شعبنا المسلحة لم يفقد، فهم من صنعوا الفارق ورجّحوا كفّة الشعب في مواجهة البطش، وهم من نعوّل عليهم في ضبط ساعة التغيير وربط أحزمة أمان الثورة".


المتظاهرون يواصلون التحدّي

وأمس الخميس، أدى النائب الأول للرئيس السوداني ووزير الدفاع عوض بن عوف، الذي قاد عملية الانقلاب على عمر البشير، القسم رئيساً للمجلس العسكري، يتولّى إدارة فترة انتقالية لمدة عامين.

كذلك أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر، وإقفال المداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر.

واليوم، واصل الآلاف من السودانيين اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة أمام المقر، في تحدٍّ لحظر المجلس العسكري التجوّل، وسط توقعات بأن يكون حشد اليوم الأكبر من نوعه منذ بدء الاعتصام أمام المقر، يوم السبت الماضي.

وتواصلت الهتافات المطالبة برحيل مجلس الانقلاب العسكري، لا سيما رئيسه عوض بن عوف الذي كان حتى وقت قريب اليد اليمنى للبشير ومن أكثر المدافعين عن النظام، وكذلك مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول صلاح قوش.


وأدى آلاف المتظاهرين صلاة الغائب على أرواح "شهداء الثورة"، الذين سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل نحو 4 أشهر.

وخلال خطبة الجمعة، دعا الشيخ السوداني الشهير مهران ماهر، بحسب ما أوردت "الأناضول"، إلى تحقيق العدالة ومحاربة الفساد وإزالة الظلم.

وشدد ماهر على ضرورة القصاص من كل ظالم حتى لو كان حاكماً، وقال: "يجب أن يقام القصاص على كل ظالم حتى لو سافر للخارج، فلا حصانة في الإسلام لرئيس أو وزير".


وبدت صفحة "تجمع المهنيين السودانيين" الدينامو المحرّك للاعتصام، إذ نشرت صوراً لاعتصامات أخرى في كل من أم روابة (غرب)، وبورتسودان، القضارف، كسلا (شرق)، والدمازين (جنوب شرق)، ومدني (وسط) السودان.


ملامح انقسام في الجيش

إلى ذلك، اعتذر قائد "قوات الدعم السريع" بالجيش السوداني الفريق محمد حمدان دقلو، عن عدم المشاركة في مجلس الانقلاب العسكري.

وقال في بيان نُشر على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على "فيسبوك"، وفق ما أوردت "الأناضول"، إنّ البلاد "تمر بمرحلة دقيقة تاريخية وصعبة تحتاج منا إلى عمل مشترك، تحت مظلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى كجهة قومية".

وتابع: "أودّ أن أعلن لعامّة الشعب السوداني بأني كقائد لقوات الدعم السريع اعتذرت عن المشاركة في المجلس العسكري منذ يوم 2019/4/11"، مضيفاً: "سنظل جزءاً من القوات المسلحة ونعمل لوحدة البلاد واحترام حقوق الإنسان وحماية الشعب السوداني".



وفي وقت سابق فجر اليوم الجمعة، وفي إشارة إلى انقسام داخل الجيش حول إجراءات مجلس الانقلاب العسكري، قال دقلو في بيان إنّ قوات الدعم السريع "ترفض أي حلول لم ترض الشعب السوداني".

وطلب من "قادة الانتفاضة (قيادة تجمع المهنيين، رؤساء الأحزاب، قادة الشباب) فتح باب الحوار والتفاوض، للوصول إلى حلول تُرضي الشعب السوداني وتجنب البلاد الانزلاق والفوضى".


وفي مؤتمره الصحافي اليوم الجمعة، قال رئيس اللجنة السياسية بمجلس الانقلاب العسكري الفريق الأول عمر زين العابدين، إنّ "قادة المنظومة الأمنية والدفاعية هم قادة التغيير الحالي"، وذكر من بينهم دقلو. وأضاف أنّ قوات الدعم السريع "قوة قتالية لأجل السودان وقوة منضبطة ومشبعة بحب السودان".

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
تشاد (مهند بلال/ فرانس برس)

مجتمع

فرّ مئات الآلاف من السودانيين من الحرب في بلادهم إلى تشاد، ووجدوا الأمان في أكواخ هشّة في مناطق صحراوية، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة وهو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة.
الصورة
مطار إسطنبول الدولي (محمت إيسير/ الأناضول)

مجتمع

استغاثت ثلاث عائلات مصرية معارضة لإنقاذها من الترحيل إلى العاصمة المصرية القاهرة، إثر احتجازها في مطار إسطنبول الدولي، بعدما هربت من ويلات الحرب في السودان عقب سبع سنوات قضتها هناك، مناشدة السلطات التركية الاستجابة لمطلبها في الحماية