السيسي ومعارضوه على أبواب البيت الأبيض

السيسي ومعارضوه على أبواب البيت الأبيض

01 ابريل 2017
السيسي وترامب سيلتقيان الإثنين في البيت الأبيض(دومينيك رويتير/Getty)
+ الخط -




بالتزامن مع وصول الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، دشّن نشطاء مصريون حملة لتعريف الأميركيين بـ"الجرائم التي يرتكبها نظام السيسي ضد المعارضين" في بلاده.

وقام النشطاء بنشر وتوزيع لافتات تحمل صور النشطاء والمعارضين المعتقلين على خلفية مشاركاتهم في فعاليات ومظاهرات ضد السيسي في الشوارع الرئيسية في واشنطن، تزامنًا مع وصول الأخير.

وتضُم الصور عدداً من الشباب والنشطاء، من بينهم أحمد دومة، ومكتوب عليها تعليقات تُطالب بالإفراج عنهم من السجون المصرية.

وفي مقابل ذلك، دعا ما يسمى بـ"الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن"، اليوم السبت، المصريين المقيمين في الولايات المتحدة للتواجد بكثافة أمام البيت الأبيض لتأييد الرئيس السيسي خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وذكر بيان صادر عن الاتحاد، اليوم، أن الدعوة للتواجد أمام البيت الأبيض، ودعم الرئيس السيسي، "دور وطني يجب أن يقوم به كل مصري من أجل إظهار الصورة الحقيقية للوضع داخل مصر".

وقال مؤسس الاتحاد والباحث في الشأن السياسي والقبطي، كريم كمال، إنه أجرى تحركات كثيفة واتصالات مستمرة مع القيادات المصرية الوطنية المقيمة في الولايات المتحدة. مضيفًا: "لمسنا من أغلب المصريين المقيمين في أميركا حبهم الجارف لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي".

وبدوره، أكّد منسق الاتحاد في الولايات المتحدة، نبيل مجلع، أنه وفّر عددًا من الأتوبيسات بالمجان لمن يريد استقبال الرئيس أمام البيت الأبيض، وسيكون التحرك يوم الإثنين 3 إبريل/نيسان الساعة الواحدة فجراً. وأضاف: "الأتوبيسات كثيرة، لكن قد لا تكفي، لأن طلبات المصريين متزايدة من جميع أنحاء الولايات المتحدة لاستقبال الرئيس".


من جانبه، دعا المعارض القبطي، مجدي خليل، المسيحيين المصريين المقيمين في أميركا، إلى الاحتجاج على الفعاليات المسيحية المؤيدة للسيسي في واشنطن، ومنع تمويل الأتوبيسات من ميزانيات الكنائس، ومنع أي أتوبيس من أن يقف أمام الكنائس لشحن الأقباط إلى البيت الأبيض، أو الأمم المتحدة، أو لمقر الرئيس المصري.

كما دعا إلى منع أي وفود مصرية رسمية من دخول كنائس أميركا والتحدث داخلها. وقال: "نحن مصممون بكل الطرق على منع الكنائس في المهجر من أن تنغمس في السياسة والنفاق والكذب والشهادة للزور، وأرجو من الأقباط الأحرار المحترمين أن يتعاونوا معنا في هذا العمل النبيل".


وكان السيسي قد غادر مطار القاهرة الدولي، صباح اليوم، على رأس وفد رفيع المستوى، متوجهًا إلى واشنطن، في زيارة تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها الرئيس الأميركي.

واصطحب السيسي كلاً من وزراء: الخارجية، سامح شكري، والاستثمار والتعاون الدولي، سحر نصر، والتجارة والصناعة، طارق قابيل، والمالية، عمرو الجارحي، ورئيس المخابرات العامة، اللواء خالد فوزي، ومدير مكتب الرئيس، عباس كامل، والمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف.

وحسب التصريحات الرسمية، فإن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، وزيادة حجم التدفقات الاستثمارية الأميركية إلى مصر، في ضوء برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي تنفذه مصر بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، والذي يستهدف القضاء على المشكلات الهيكلية التي عانى منها الاقتصاد المصري لعقود، فضلًا عن التعديلات التشريعية والإجرائية التي تتم حاليًّا من أجل توفير البيئة المؤاتية للاستثمار، وعزم مصر على الاستمرار في تنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية الشاملة.

ويعقد السيسي، بعد وصوله، عددًا من اللقاءات مع مسؤولين أميركيين، وعدداً من اللقاءات الثنائية التي تجمعه بأعضاء الكونغرس الأميركي، وغرفة التجارة المركزية، ووزير الخارجية، ونائب الرئيس الأميركي، على أن تُجرى المباحثات الثنائية الرسمية مع ترامب في البيت الأبيض، بعد غد الإثنين، وذلك لتعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور في ما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أعدت الملفات التي سيناقشها الرئيس المصري مع نظيره الأميركي، في أول زيارة رسمية للسيسي إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه، والتي بدأ التخطيط لها بعد سحب مصر مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن، ثم جاء حديث السيسي عن خطة الإدارة الأميركية الجديدة لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، معيداً إلى الأذهان الطريقة التي تعامل بها مع الأزمة السورية والحرب على "داعش"، عندما تولى رئاسة مصر منذ عامين ونصف العام، والتي اتسمت بغياب الموقف الحاسم، ما أدى إلى استبعاد مصر من المحادثات الدولية والإقليمية حول الأزمة السورية.

وبدلًا من أن يعلن السيسي تأييده للخطوة التي تعهد بها الرئيس الأميركي، أو معارضته لها، قال الرئيس المصري إن "مصر منتبهة لهذا الأمر، ولا تريد تعقيد الأمور، وإن تحقيق السلام للفلسطينيين نقطة فاصلة في المنطقة، وإنه يبلغ المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بأهمية ذلك، وإن مصر تبذل جهودًا حتى لا يزداد الأمر تعقيدًا"، غير أنه شدد، في وقت لاحق، على أن مصر تؤمن فقط بحل الدولتين لإنهاء هذه القضية المزمنة.

المساهمون