منفذ اعتداء نيس الحويج بوهلال.. منعزل بسجل جنائي

منفذ اعتداء نيس الحويج بوهلال.. منعزل بسجل جنائي

15 يوليو 2016
الدوافع مازالت غامضة (آن كريستين بوجولات/ فرانس برس)
+ الخط -

بعدما استفاقت فرنسا اليوم الجمعة، على صدمة الاعتداء الذي نفذه سائق شاحنة نقل دهس حشودا، ليل أمس، وسط الساحة الرئيسية بمدينة نيس جنوب غرب فرنسا وأوقع 84 قتيلا وعشرات الجرحى 18 منهم في حالة خطرة، بدأت تتكشف ملامح منفذ الاعتداء، دون أن تتضح بشكل كلي دوافعه وما إذا كان ما دبره عملا منفردا.


وبحسب ما أوردته صحيفة "نيس ماتان" المحلية، اليوم، فإن منفذ الاعتداء يدعى محمد لحويج بوهلال، وهو فرنسي من أصول تونسية وعمره 31 سنة، مقيم منذ فترة طويلة في نيس. هذا الأخير لم تكن له سوابق إرهابية. وأكدت الصحيفة أن وثائق الهوية التي عثرت عليها قوات الأمن داخل الشاحنة تعود فعليا إليه.

سائق الشاحنة، بحسب الصحيفة المحلية، كان معروفاً لدى الشرطة بسوابقه الإجرامية، خصوصاً المرتبطة بالعنف. ولم يتمكن الأمن الفرنسي من ملاحظة أي مؤشرات تشي بارتباطه بتنظيم متطرف، ولا يظهر اسمه ضمن القوائم التي تضعها مصالح الأمن حول الأشخاص الذين يشكلون تهديداً لأمن البلاد.

في المقابل، تشير معلومات الصحيفة إلى أن اعتداء نيس جرى التخطيط له على مهل، بعدما أوضحت أن السائق قام باستئجار الشاحنة، التي نفذ بها الاعتداء، يوم الأربعاء الماضي، من مكان لا يبعد كثيراً عن مدينة نيس.

إلى ذلك، جرت عملية تفتيش الجمعة للمنزل المفترض لسائق الشاحنة، وقال سيباستيان، وهو من سكان البناية المكونة من أربعة طوابق حيث منزل السائق، لوكالة "فرانس برس"، إن الأخير لم تكن تظهر عليه مظاهر تطرف، وكان معظم الأوقات يرتدي سروالا قصيرا. وقالت جارته الكسيا إنه تحدث إليها مرة واحدة حين أخطأ في عداد الكهرباء.

وفي الطابق العلوي، قال أفراد أسرة إن السائق لم يكن يرد أبداً على التحية. وفي الطابق الأرضي، قالت انان إنها كانت تحتاط لهذا "الشاب الوسيم الذي كان يطيل النظر لابنتيها".

وبدأت عملية التفتيش عند الساعة 09.30 (07.30 ت غ) بحضور عدد كبير من الشرطيين من قوات النخبة مدججين بالسلاح. وحتى قبل الظهر كان خبراء من الشرطة ما يزالون في الشقة التي يفترض أن السائق كان يقطنها.

ومع منتصف النهار أغلقت الشرطة الشارع وبدا أنها تفتش بمساعدة كلب مدرب شاحنة خفيفة وقد فتح باباها الخلفيان على بعد مئة متر من البناية. وسمع صوت انفجار خفيف أثناء هذه العمليات، بحسب مراسلي "فرانس برس".

ويعكف المحققون الفرنسيون على تحديد إمكانية وجود أشخاص متواطئين مع السائق في التخطيط لتنفيذ الاعتداء. وتقوم مصالح الأمن الفرنسية كذلك بالاستماع لشهادات العديد من أقارب محمد لحويج بوهلال، لاستجلاء دوافع الاعتداء والمتواطئين المحتملين معه. كما قام الأمن الفرنسي بشن سلسلة أعمال دهم أخرى.

وتؤكد المصادر المقربة من التحقيق أنه تم العثور على مسدس استخدمه السائق قبل أن تقتله الشرطة، أمّا الأسلحة والقنابل، التي تحدّث عمدة مدينة نيس عن العثور عليها في الشاحنة، فقد كانت وهمية.

وتواصل الشرطة ووسائل الاستخبارات الفرنسية عملها في دراسة وتحليل الوثائق التي عثر عليها في الشاحنة، خاصة بطاقة مصرفية والهاتف، وأيضا تحليل الكاميرات المنتشرة في نيس لمعرفة تحركات السائق، قبل أيام من فعلته، وما إن كان معه آخرون.

وحتى الساعة لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، الذي أكّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ليلة أمس، أنه "لا يمكن نفيُ طابعه الإرهابي"، فيما أكد رئيس الوزراء، مانويل فالس، أنّ "فرنسا لن ترضخ للتهديد الإرهابي وستكافحه"، معلناً اعتماد أقصى حالات الاستنفار الأمني.