الانتخابات العراقية تنذر بأزمات مقبلة: دعوات إلى الهدوء والحوار

الانتخابات العراقية تنذر بأزمات مقبلة: دعوات إلى الهدوء والحوار

13 مايو 2018
الصدر يحذّر من التلاعب بأصوات الناخبين (صافين حمد/فرانس برس)
+ الخط -

حذّرت كتل سياسية عراقية من "أزمات خطيرة"، بسبب تداعيات نتائج الانتخابات، داعية إلى "تغليب لغة الهدوء والحوار لتلافيها"، بينما حثّ زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، أتباعه على الاستعداد لـ"هبة رجل واحد"، إذا ثبت التلاعب بأصوات الناخبين، وسط مطالبات بإلغاء الانتخابات.

وحذّر مقتدى الصدر، في بيان صحافي، من "التلاعب بعمليات العد والفرز لأصوات الناخبين"، داعياً أتباعه إلى "الاستعداد لهبة رجل واحد، إذ إن التلاعب بأصوات الشعب جريمة لا تغتفر، وإن فعلوا وسكتم فستكون النهاية"، بحسب تعبيره.

ويأتي ذلك، في وقت تتحدّث فيه كتل سياسية عن تزوير وتلاعب بنتائج الانتخابات، التي لم تعلن بعد، والتي بلغت نسبة المشاركة فيها 44.52 في المائة فقط، كتقديرات أولية أعلنت عنها المفوضية.

من جهته، قال رئيس "تحالف القرار"، أسامة النجيفي، في بيان صحافي، "إنّ نتائج انخفاض نسبة التصويت في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس، كانت سلبية"، مبيناً أنّ "النسبة المتدنية من التأييد الجماهيري، الذي ستعتمد عليه أي مجموعة تسعى لتشكيل الحكومة المقبلة، وما يقابلها من نسبة جماهيرية عالية، يمكن أن تنحاز بسهولة إلى جانب أي قوة معارضة، فضلاً عن عدم قناعة كثير من التحالفات السياسية بنتائج الانتخابات".

وأكد النجيفي أنّ "كل ذلك سيدفع العراق إلى أحضان أزمة جديدة قد تتعدى تأخير تشكيل الحكومة المقبلة، أو القناعة بقدرتها على مواجهة التحديات"، داعياً قادة وأعضاء الكتل السياسية إلى "الهدوء والحوار لمعالجة الأزمة الحالية، وأن يضعوا نصب أعينهم حفظ وضع العراق من الفوضى أو الخلافات التي تفتح المجال للأجندات الأجنبية للعب دور مباشر يتعارض مع استقرار العراق وأمن شعبه".

وكان "تحالف الوطنية"، بزعامة إياد علاوي، قد تحدث اليوم عن عمليات "تزوير وتضليل وشراء لأصوات الناخبين"، داعياً إلى إعادة الانتخابات، مع "إبقاء الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال، حتى توفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات تعبر عن تطلعات الشعب".

بدوره، قال المرشح عن "تحالف بغداد"، سنان الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "انخفاض نسب التصويت يفتح الباب أمام أزمات خطيرة مقبلة عليها البلاد"، مبيناً أنّ "التحالفات الكبيرة التي لن تحقق نتائج مرضية لها ستتحرك للطعن بنتائج الانتخابات، وهي اليوم بدأت تمهد لذلك من خلال الحديث عن تزوير وتلاعب وسرقة للأصوات".

وأضاف أنّ "نسب التصويت المنخفضة لم تكن متوقعة أبداً، وهذا بحد ذاته منعطف خطير، إذ أنّ كتلاً سياسية ستخسر خسارة غير متوقعة بسبب ذلك، والمشكلة أنّ الأحزاب العراقية لا تؤمن بالديمقراطية، بل تسعى لتحقيق المصالح الخاصة بكل الوسائل، ما يفتح باب الأزمات"، داعياً الكتل إلى "تغليب لغة الحوار، والقبول بما ستفرزه صناديق الاقتراع".

وجرت في العراق، أمس، الانتخابات البرلمانية في نسختها الرابعة بعد احتلال العراق عام 2003، وقد تنافس فيها 71 تحالفاً انتخابياً، ممثلة لـ204 أحزاب سياسية.

ومن المفترض أن تعلن مفوضية الانتخابات النتائج النهائية غداً الإثنين.