اليمن: ازدياد الغضب الشعبي من تزايد "أخطاء" غارات التحالف

اليمن: ازدياد الغضب الشعبي من تزايد "أخطاء" غارات التحالف

20 يوليو 2017
معظم الغارات الخاطئة في تعز (عبد الناصر الصديق/الأناضول)
+ الخط -
تزايد، خلال الفترة الماضية، عدد الغارات الجوية الخاطئة التي تنفذها طائرات التحالف العربي في اليمن، وتتسبب في سقوط عدد كبير من المدنيين، ما أثار حالة من السخط الشعبي من تزايد عدد الضحايا.

وتركزت معظم الغارات الجوية الخاطئة في مديريتي موزع والوازعية، الواقعتين ضمن المديريات الساحلية التابعة لمحافظة تعز، والتي تولت دولة الإمارات مسؤولية قيادة الأعمال العسكرية فيها، حيث سقط فيهما منذ بداية الحرب ما يقارب من 100 مدني نتيجة هذه الغارات.

وتطرح، في هذا السياق، تساؤلات عديدة عن مسؤولية أبوظبي، لكونها تتولّى معظم العمليات العسكرية والغارات في تلك المنطقة، من دون أن يتأكد ما إذا كانت الغارة الأخيرة نفذتها طائرة إماراتية أم لا.

وقُتل 21 مدنياً من أبناء قرية الهاملي، بمديرية موزع إحدى المناطق الساحلية غربي تعز، أمس الأربعاء، إثر استهدافهم بضربتين جويتين خاطئتين شنّتهما مقاتلات التحالف العربي، منهم 8 أفراد من أسرة واحدة.


وأفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، بأنّ 4 من جثث الضحايا قد تفحمت بشكل كلي، ولم يتم التعرف على هويتها، وأنّ جميع ضحايا إحدى الغارتين وعددهم 19 شخصا، هم أولاد عمومة وينتمون لعائلة البريق في موزع غربي تعز، مشيرة إلى أنّه تّم استهداف الضحايا أثناء نزوحهم من مناطق الاشتباكات، وتوقفهم أمام جسر الهاملي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة (غرباً)، ليتم استهدافهم بغارة جوية خاطئة، ما تسبّب بهذا العدد الكبير من الضحايا.

وقال أحمد عبده الظرافي، مدير عام مديرية الوازعية، لــ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "59 مدنياً بالإضافة إلى عشرات الجرحى، سقطوا في مديريته وهي مديرية ترتبط بمدينة المخا الساحلية، بسبب 6 غارات خاطئة لمقاتلات التحالف العربي، خلال الفترات الماضية، منها غارتان بمنطقة الأحيوق، وغارتان بمنطقة شعب، وغارة بالزويم، وغارة بمركز المديرية بالشقيراء، وجميع هذه المناطق تتبع مديرية الوازعية جنوبي غرب تعز".

وحمّل الظرافي، قوات التحالف العربي، المسؤولية، فضلاً عن الانقلابيين الحوثيين "لأنّ أغلب الضربات الخاطئة سببها أطقم عسكرية هاربة تلاحقها طائرات التحالف، وتقوم بالاختباء في المناطق السكنية، ما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين"، بحسب قوله.

وأضاف: "كما أنّ قيادة الجيش الوطني تتحمّل جزءاً من المسؤولية بسبب رفع إحداثيات بمناطق يتم تحريرها، دون إشعار غرفة العمليات التابعة للتحالف بتحرير هذه المناطق".


ويرى مراقبون للشأن اليمني أنّ زيادة أخطاء التحالف في اليمن، قد أثّرت تأثيراً سلبياً على الحاضن الشعبي للشرعية ولدول التحالف العربي، حيث بات معظم الناشطين المؤيدين للشرعية، ينتقدون أخطاء التحالف المتزايدة، ويضعونها في سياق الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، مؤكدين أنّ تزايد عدد الضحايا من المدنيين، يضع التحالف في موقف حرج خاصة أمام المجتمع الدولي، وأمام الشعب اليمني، الذي وضع أمله في التحالف لتحريره من الانقلابيين.

وربما تكون أخطاء التحالف، وسقوط العديد من الضحايا المدنيين، بسبب الغارات الجوية وتأثيرها على الرأي العام، قد جعلت الانقلابيين أكثر حرصاً على استمرار الحرب وطول أمدها، للاستفادة من الأخطاء المتزايدة للشرعية والتحالف الداعم لها، واستغلال ذلك كورقة ضغط في أي مفاوضات من شأنها فرض تسوية سياسية تنهي الحرب في اليمن وتقر الحل السياسي الدائم.

وفي هذا الإطار، يقول المحامي رضوان العبسي لــ"العربي الجديد"، إنّ القانون الدولي يلزم الأطراف المتحاربة بتجنيب المدنيين ويلات الحرب، واحترام قواعد الاشتباك المنظمة لذلك، ومن ضمن هذه القواعد عدم وضع أدوات ومعدات عسكرية في أوساط المدنيين، وكذلك عدم قصف أي أهداف عسكرية موجودة وسط المدنيين.

ويؤكد العبسي أنّ قصف الطيران للمدنيين هو من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي لا تسقط بالتقادم، ويتحمل مسؤولية هذه الجرائم من قام بوضع معدات عسكرية وسط المدنيين وكذلك الطيران الذي قام بقصف هذه الأهداف".



المساهمون