بريطانيا "متأكدة" من استهداف إيران للناقلتين... وطهران: مُكمّلة للعقوبات

بريطانيا "متأكدة" من استهداف إيران للناقلتين... وخطوات إيرانية إضافية للانسحاب من "النووي"

16 يونيو 2019
دعت بريطانيا إلى وقف التصعيد (Getty)
+ الخط -
وجهت بريطانيا، اليوم الأحد، مرة جديدة، أصابع الاتهام إلى إيران، في حادثة الهجمات على ناقلتي النفط في خليج عمان، التي وقعت يوم الخميس الماضي، إذ قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إن بلاده "شبه متأكدة" من وقوف طهران وراء هذه الهجمات التي رفعت من منسوب التوتر في المنطقة.

يأتي هذا في وقت لمّحت فيه السلطات الإيرانية إلى دور رئيسي لواشنطن، معلنة في الوقت ذاته أنها ستفصح يوم غد الإثنين عن خطوات إضافية للانسحاب من الاتفاق النووي.

وقال هنت، في حديث لشبكة "بي بي سي"، إن لندن لا تعتقد أن أي أحد آخر يمكنه القيام بالهجمات على ناقلتي النفط. وأضاف "قمنا بتقييمنا الاستخباري، والعبارة التي استخدمناها أننا شبه متأكدين... لا نعتقد أن أي أحد آخر يمكنه القيام بذلك"، داعياً "جميع الأطراف إلى وقف التصعيد".

ورداً على الاتهامات الغربية، لمّح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني اليوم إلى أن الولايات المتحدة تقف خلف الهجمات التي وصفها بـ"المشبوهة"، التي وقعت الخميس في مياه الخليج.

وقال لاريجاني، في خطاب ألقاه أمام المجلس، بحسب ما نقلت وكالتا "إرنا" و"إسنا" للأنباء، إن "الأعمال المريبة ضد ناقلات النفط في خليج عمان تأتي مكملة للعقوبات (الأميركية ضد ايران)، لأن واشنطن لم تحقق أي نتيجة من خلال العقوبات".

وأشار لاريجاني إلى أنه "بالنظر إلى السجل التاريخي لأميركا، فإن الأميركيين استهدفوا سفنهم بالقرب من اليابان لتقديم مبررات للأعمال العدائية (ضد طوكيو) في أعقاب الحرب العالمية" الثانية.

وفي سياق الرد الإيراني على الضغوط الغربية المتواصلة، ذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء اليوم الأحد، أن طهران ستعلن غداً الإثنين عن خطوات إضافية للحد من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الكبرى عام 2015، وانسحبت منه واشنطن العام الماضي.

وقالت الوكالة "ستعلن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية غداً في موقع آراك للمياه الثقيلة، خطوات تمهيدية اتخذت لتقليص التزامات طهران بموجب الاتفاق النووي بدرجة أكبر".

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أكدت أمس السبت أن "الانسحاب من الاتفاق النووي يقع ضمن جدول أعمال إيران"، مهددة في الوقت ذاته، أن مهلة الـ60 يوماً التي منحتها طهران لأطراف الاتفاق النووي، لتمكينها من تحصيل منافعها الاقتصادية من الاتفاق، والتي ستنتهي في السابع من الشهر المقبل، "لن تُمدَّد".

وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أعلن، في الثامن من مايو/ أيار الماضي، عن قرارات "مرحلية"، تعلق بموجبها إيران تنفيذ تعهدات في الاتفاق النووي، رداً على الضغوط الأميركية، وما تصفه طهران بمماطلات الشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق، أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا، في تنفيذ تعهداتهم، بعدما صفّرت العقوبات الأميركية منافعها الاقتصادية من الاتفاق النووي.

وأعلنت طهران أنها ستعلق بعض تعهداتها على مرحلتين، بدأت الأولى الشهر الماضي، وشملت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم والمياه الثقيلة، على أن تبدأ المرحلة الثانية في حال لم يلبّ الشركاء المطالب الإيرانية في القطاعين النفطي والمصرفي خلال 60 يوماً، لتخفيف آثار العقوبات الأميركية. وتشمل المرحلة الثانية، رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل "آراك" النووي.

وتنتهي المهلة الإيرانية في السابع من يوليو/ تموز المقبل، وسط حديث إيراني عن أن طهران لم تلمس بعد خطوات عملية أوروبية تلبّي مطالبها. كما أن أوروبا، من جهتها، تحذّر إيران من الاستمرار في تقليص تعهداتها، داعية إياها إلى مواصلة الالتزام بهذه التعهدات.



ناقلتا النفط قبالة الإمارات

إلى ذلك، دخلت ناقلة النفط اليابانية التي تعرضت للهجوم في خليج عمان، إلى مرساها المقرر قبالة السواحل الإماراتية اليوم.

وقالت شركة "بي إس إم"، المشغّلة للناقلة اليابانية "كوكوكا كوراجوس"، ومقرها سنغافورة، في بيان، إن الناقلة "وصلت بأمان إلى مرساها المقرر في الشارقة" في منطقة تقع في شرق الإمارات، مشيرة إلى أنّ "تقييم الأضرار والتحضير لنقل الحمولة من سفينة إلى أخرى سيبدأ بعد أن تستكمل سلطات الميناء إجراءات التدقيق والمعاملات الاعتيادية"، مؤكدة أن "أعضاء طاقم السفينة موجودون على متنها، وهم بخير وبصحة جيدة".

والناقلة الثانية التي تعرضت للهجمات الخميس هي الناقلة النرويجية "فرنت ألتير". وبحسب وكالة "رويترز"، تظهر بيانات رصد مسارات السفن من "رفينيتيف أيكون" أن فرنت ألتير متوقفة قبالة ساحل ميناء خورفكان في الشارقة، أما "كوكوكا كاريدجس" فهي متوقفة قبالة ميناء كلباء في الإمارة ذاتها.

وفي الإطار، دعا الكرملين اليوم الأحد إلى "تقييم مسؤول" لحادثة خليج عمان، والتريث إلى حين الحصول على بيانات مؤكدة.


(رويترز، فرانس برس)

المساهمون