أجواء التدخل العسكري في ليبيا تظلّل المناورات المصرية الفرنسية

أجواء التدخل العسكري في ليبيا تظلّل المناورات المصرية الفرنسية

07 مارس 2016
خبراء يرون أن المناورات تستهدف التحضير للتدخل بليبيا(الأناضول)
+ الخط -
بدأت مصر وفرنسا مناورات عسكرية مشتركة، قبالة السواحل المصرية على مشارف السواحل الشرقية الليبية، في وقتٍ تتزايد فيه المطالبات بتدخل عسكري هناك، لمواجهة الجماعات المسلحة وبالأخص تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأعلن الجيش المصري انطلاق مناورات عسكرية بحرية وجوية مشتركة مع فرنسا على السواحل المصرية باسم "رمسيس 2016"، تشارك فيها قطع عسكرية اشترتها القاهرة من باريس في صفقةٍ باهظة الثمن العام الماضي.

ويقول الخبير العسكري، اللواء يسري قنديل، إن المناورات المصرية الفرنسية، أمر طبيعي في ظل حالة التقارب العسكري بين الدولتين، وشراء أسلحة من باريس، وبالتالي هناك حاجة لتجربتها مع الدولة المصنّعة.

ويضيف قنديل، لـ"العربي الجديد"، أن المناورات تكتسب أهمية كبيرة في ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة، خاصة وأن فرنسا إحدى القوى الأساسية الفاعلة في التحالف الدولي لمواجهة "داعش".

ويشير إلى أنه ليس من المستبعد أن يكون الهدف الرئيسي من المناورات التدخل العسكري في ليبيا، أو توجيه ضربات عسكرية جوية، فضلاً عن حماية السواحل ومنع وصول سفن محملة بالأسلحة للجماعات الإرهابية.

واعتبر أن مصر لن تتدخل بريًّا في ليبيا، ولكن يمكن أن تقدم دعماً جوياً أو بحرياً، مثلما حدث في مسألة التدخل العربي في اليمن، واقتصار دور مصر على تأمين السواحل فقط.

اقرأ أيضاً - مصر: خلاف داخل الجيش حول تكتيكات مواجهة "ولاية سيناء"

ويرى خبير عسكري تحدث لـ"العربي الجديد"، أنه "على الرغم من أن المناورات مبرمجة منذ شهور، فإنه لا يمكن فصل المناورات المصرية الفرنسية المشتركة في البحر المتوسط، التي بدأت أمس الأحد، عن مؤشرات واحتمالية التدخل العسكري في ليبيا خلال الفترة المقبلة".

ووفقاً لتقديرات غربية وآراء الخبراء، فإن الهدف من المناورات المشتركة في البحر المتوسط، يتعلق بالأساس بعمليات تدخل عسكري في ليبيا، ولكن وفق تطورات الموقف الدولي والإقليمي لهذه الخطوة.

وفي سياق المناورات الحالية على سواحل المتوسط، اعترفت فرنسا في نهاية 2015، بالقيام بعمليات استخباراتية فوق ليبيا بطائرات من حاملة الطائرات "شارل ديغول"، عندما كانت في طريقها إلى شرق المتوسط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في 26 فبراير/شباط الماضي، أن حاملة الطائرات شارل ديغول غادرت الخليج مع طائراتها الـ26 المشاركة في محاربة "داعش"، وسلّمت قيادة القوة البحرية للتحالف الدولي إلى الولايات المتحدة.

ومع انطلاق هذه المناورات، حذّرت الجزائر من أي تدخل عسكري محتمل جديد في ليبيا، مجددةً تمسكها بالحل السياسي التوافقي للأزمة.

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في تصريحات صحافية، إن "أي تدخل عسكري آخر في ليبيا سيسفر عنه المزيد من الخراب والخسائر البشرية".

اقرأ أيضاً - بان كي مون: جرائم حرب ترتكب في ليبيا

وكشف الناطق باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، عن تفاصيل المناورات، بالقول إن "التدريب يشمل مشاركة الوحدات والقطع البحرية المصرية والفرنسية، إضافة إلى الفرقاطة المصرية طراز فريم -تحيا مصر- التي تشارك للمرة الأولى بطاقمها المصري في تنفيذ أنشطة تدريبية مشتركة".

كذلك تشارك عناصر القوات الجوية من الدولتين بالعديد من الأنشطة والمهام التدريبية، بالإضافة إلى تشكيلات من المقاتلات متعددة المهام من طراز "رافال" المصرية والفرنسية وطائرات "إف – 16" و"الألفاجيت" وطائرات الإنذار المبكر من طراز "إي تو سي".

وخلال سنوات طويلة، لم تتمكن القوات المسلحة المصرية من إجراء مناورات على الحدود الشرقية لمصر في عمق سيناء، خاصة في ظل تركز الجيش الثاني والثالث في تلك المنطقة، وهما الأكبر عدداً وبمثابة القوة الضاربة للقوات المسلحة المصرية، وذلك بسبب اتفاقية "كامب ديفيد".

ولكن بدأ الموقف يتغير تدريجياً في إجراء مناورات بسيناء، بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي، في ظل مواجهة الجماعات المسلحة هناك، وهو ما تمثل في مناورات بدر 2014.

اقرأ أيضاً - حركة الشعب في تونس: الحرب على ليبيا ستدمر المنطقة