"الهيئة الاجتماعية للسويداء": إدارة ذاتية جديدة جنوب سورية

"الهيئة الاجتماعية للسويداء": إدارة ذاتية جديدة جنوب سورية

20 ابريل 2017
شبح التقسيم يحيق بسورية (ياسين اكغول/ فرانس برس)
+ الخط -

يسود محافظة السويداء، ذات الغالبية من أبناء "طائفة الموحدين الدروز"، نوع من الترقب والحراك المكثف هذه الأيام، حيث يتم طرح العديد من السيناريوهات لمستقبل المحافظة، يبدو أنها ليست منفصلة عن تطور الأزمة السورية، وما قد يكون عليه شكل الحكم في سورية مستقبلاً، ما بين مناطق فدرالية أو إدارة لا مركزية موسعة.


وزاد من جدية بحث هذه السيناريوهات انتشار حديث مشابه في محافظة درعا، وطرح رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء ودرعا، وفيق ناصر، عبر اجتماع موسع شمل نحو 400 شخص، بينهم ممثلو النظام في المحافظة، قبل أيام بدعوة من عضو مجلس الشعب عن المحافظة، معين نصر، ما أسماه "مشروع تشكيل هيئة اجتماعية في محافظة السويداء".

ونص "المشروع" على تكليف أعضاء مجلس الشعب بزيارة الفعاليات الاجتماعية والدينية خلال مدة أقصاها 15 يوما، لتحديد أسماء مرشحيهم للهيئة، وينبثق عن هذه الهيئة لجنة مصغرة تمثل الحراك على مستوى المحافظة بمهمة القيام بدور صلة الوصل بين مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية، والفعاليات الاجتماعية والدينية والثقافية في المحافظة.

كما تقوم هذه اللجنة المصغرة باقتراح الحلول، ونقل صيغ التنسيق والتعاون بين المجتمع والدولة لمواجهة جميع المستجدات، وتفوض باللقاء بأعضاء اللجنة الأمنية فرادى ومجتمعين، وتم تقسيم الهيئة إلى ثلاثة أقسام، هي قسم السويداء وقسم شهبا وقسم صلخد.



وقال ناشط في السويداء، ويدعى أبو علاء، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الأوضاع في المحافظة تتطور على أكثر من مسار، حيث يحضر اثنان من مشايخ عقل الطائفة، وهما يوسف جربوع وحمود الحناوي، مؤتمرا على مستوى المحافظة يشارك به مختلف مكوناتها، لبحث أوضاع المحافظة المتدهورة، وعلى رأسها الوضع الأمني، حيث يعتبر البعض هذه الهيئة الاجتماعية التي يريد ناصر تشكيلها تستهدف مكانة وسلطة مشايخ العقل الذين لهم مكانة خاصة في مجتمعهم".

وأضاف "كما تأتي هذه الهيئة وسط تسريبات تتحدث عن تشكيل إدارة ذاتية في السويداء وقد تمتد إلى درعا والقنيطرة، بدعم أميركي رئيسي وإقليمي من الأردن والسعودية والإمارات، وعلى الرغم من أنه لم يتضح إن كانت هذه الإدارة تمتلك مقومات النجاح أو ما هو شكل هذه الإدارة".

وتابع "أن تحركات النظام تؤشر أنه شريك في تحضير المنطقة للشكل الجديد، حيث زاد من استفزاز الأهالي على الحواجز المنتشرة على استراد دمشق السويداء، فالرحلة التي كانت تستغرق نحو ساعة واحدة اليوم تستغرق ما بين 3-4 ساعات، يتعرض خلالها المدنيون للمضايقة بشكل التفتيش وتدقيق البطاقات الشخصية، إضافة إلى ارتفاع الإتاوات المفروضة على البضائع ما ينعكس زيادة في أسعار البضاعة".

وبين أن "التطورات دفعت بالكثير من القوى والفعاليات بالتفكير الجدي لبحث مستقبل المحافظة وإدارتها، بالرغم من أن التيار العام هو مع الحفاظ على الارتباط العميق بسورية كوطن ومؤسسات الدولة كإدارة، وإن كان في صيغة إدارة ذاتية أو لا مركزية موسعة".

ولفت إلى أن "من بين القضايا المهمة التي يتم تداولها، حل ملف المتخلفين عن الخدمة العسكرية والاحتياطية، والذي يزيد عددهم عن 30 ألف شاب، بشكل يضمن بقائهم في المحافظة".

وتأتي مسألة إدارة السويداء، في ظل تقارير غير رسمية عن "وجود خريطة تضع خطوطاً غير مرئية، تقسم سورية، التي ستبقى في الشكل العام موحدة، إلى مناطق نفوذ، ولكل منطقة صبغة طائفية أو قومية ما"، بحسب معارض، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث مع "العربي الجديد".

هذا الأخير اعتبر أنه "مهما كان يحضر لسورية، فلا بد من أن يفرض الشعب السوري في النهاية رأيه، ولا أعتقد أن الشعب السوري غير راغب بالعيش المشترك كما كان منذ مئات السنين، لكن نحن اليوم بحاجة إلى تضافر جهود القوى السورية وفك الارتباطات الدولية والإقليمية".

وأضاف أن "النظام وروسيا وإيران شركاء فاعلون بما حل في البلاد وما يحضر لها في المستقبل، وكل ما يبحث على الأرض يثبت ذلك، ومن انسحابه من الحسكة لصالح الأكراد، لخطوط المعركة التي خاضها في حلب وريفها فهم يساهمون برسم الخرائط الجديدة علموا أم لم يعلموا".



المساهمون