السودان: اضطراب بصفوف "الحرية والتغيير" بسبب تشكيل مجلس السيادة

السودان: اضطراب بصفوف "الحرية والتغيير" بسبب تشكيل مجلس السيادة

19 اغسطس 2019
على "الحرية والتغيير" تسمية 5 مرشحين للمجلس(ابراهيم حميد/فرانس برس)
+ الخط -
شهدت أروقة "قوى إعلان الحرية والتغيير" في السودان، في الساعات الماضية، اضطراباً كبيراً، حال بينها وبين إكمال تسمية كامل ممثليها في المجلس السيادي الانتقالي.

وكان من المقرر الأحد الإعلان عن أسماء مجلس السيادة وعددهم 11 عضواً، 5 منهم من العسكريين، و5 من المدنيين، وعضو آخر يتم التوافق عليه بين الطرفين، إلا أن "الحرية والتغيير" لم تستطع التوصل إلى توافق حول ممثليها في المجلس.


والسبت، وقّع كل من المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" على اتفاق نهائي يضم إعلانين؛ سياسياً ودستورياً، يمهدان لتشكيل حكومة انتقالية تدير البلاد لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، إضافة إلى مجلس للسيادة وباقي مكونات الحكم.

وأثار تصريح صحافي للقيادي بـ"الحرية والتغيير"، ساطع الحاج عن اعتماد 5 أسماء من بينهم طه عثمان إسحق وهو قيادي في "تجمع المهنيين" السودانيين، غضباً واسعاً في صفوف مكونات "تجمع المهنيين" النقابية، التي أصدر عدد منها بيانات ترفض ترشيح إسحق، استناداً إلى قرار سابق بعدم المشاركة في أي من أجهزة السلطة الانتقالية، واعتبرت ذلك نقضاً للعهد الذي ضربه "تجمع المهنيين"، فيما سيّر أنصار التجمع مسيرة في منطقة بري شرق الخرطوم توجهت نحو مقر تجمع المهنيين للاعتراض على الترشيح نفسه.

وأعلنت كلّ من "شبكة الصحافيين السودانيين"، ونقابة الأطباء الشرعية، الأحد، رفضهما لترشيح "تجمع المهنيين" ممثلاً له في مجلس السيادة، لمخالفته قرار التجمع بعدم المشاركة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء. وجاء ذلك في بيانين منفصلين للشبكة والنقابة، وهما من الأجسام الرئيسة المكونة لـ"تجمع المهنيين"، أبرز مكونات "قوى إعلان الحرية والتغيير".

وكان التجمع قرر عدم المشاركة في مجلس السيادة ومجلس الوزراء، ليتمكن من ممارسة دور رقابي في المرحلة الانتقالية.

وقالت شبكة الصحافيين إن "ما نُشر بوكالة الأنباء الرسمية عن ترشيح طه عثمان إسحق عن التجمع لمنصب في المجلس السيادي، أمر يخالف قرارات التجمع". وأضافت أن "قرارات التجمع تقضي بعدم المشاركة في المجلس السيادي ومجلس الوزراء".

وتابعت: "إننا في شبكة الصحافيين السودانيين نعلن عن رفضنا القاطع لهذا الاختيار"، موضحة أنها ستعقد اجتماعات مع أجسام التجمع، لبحث مواقفها من ذلك "التجاوز"، واتخاذ "موقف موحد وحاسم"، وفق البيان.


بدورها، قالت نقابة أطباء السودان الشرعية (غير رسمية): "عهدنا كان أن لا نشارك في هياكل السلطة الانتقالية على مستوى مجلس السيادة ومجلس الوزراء، لكن ما حدث اليوم من تقديم عضو من التجمع لعضوية المجلس السيادي هو تجاوز لهذا العهد". وتابعت: "تعبر النقابة عن رفضها لهذا القرار المعيب، مؤسسياً وأخلاقياً".
وأوضحت أن "هذا الرفض ليس الهدف منه شخصية المرشح، الذي لا نطعن في أهليته لعضوية مجلس السيادة".

ووجد طه عثمان إسحق نفسه مع هذا الضغط مضطراً إلى الاعتذار عن المنصب وذلك في منشور على صفحته على الفيسبوك.

تجمع المهنيين يوضح أسباب ترشيح طه عثمان 

ولاحقا، أصدر تجمع المهنيين السودانيين في فجر اليوم الإثنين، بيانا، أوضح فيه ملابسات ترشيح طه عثمان، إذ اجتمعت سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين مع ممثلي التجمع فى المجلس المركزى لقوى الحرية و التغيير في الثالثة من صباح السبت عقب اعتذار مرشح

تجمع المهنيين محمد أحمد يوسف عن الترشح، وقرر الاجتماع الامتناع عن تقديم مرشح، و ترك الأمر للجنة المفوضة من قوى الحرية و التغيير.

وأضاف البيان:"اجتمعت اللجنة المفوضة اليوم (الأحد) وناقشت المرشح لمقعد دارفور، وبعد دراسة مستفيضة رشحت كلا من البروفيسور موسى آدم عبد الجليل والأستاذ طه عثمان إسحق وثبت ممثلوا التجمع قرار تجمع المهنيين بعدم مشاركة أعضائه في مجلس السيادة وامتنع ممثلو التجمع عن التصويت وقبل حسم الترشيحات تلقت اللجنة اتصالا تلفونيا من البروفيسور موسى آدم عبد الجليل حيث قدم اعتذارا عن شغل المنصب".

وأكد البيان "اتفق بقية المجتمعين على ترشيح طه باعتباره المرشح الوحيد المتبقي، فأصبح ترشيح طه هو قرار اللجنة المفوضة وحسب آلية اتخاذ القرار فيها".

وأشار إلى أن "مجريات الترشيح والاعتراض داخل مجلس التجمع تمت بديمقراطية عالية وشفافية ووضوح، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو للعيان وكأنه خلاف سلبي، إلا أنه في واقع الأمر حمل وجها ديمقراطيا حميدا فقط يحتاج للتجويد وتحسين التجربة بعد ثلاثين عاماً من سيادة الاستبداد".

وأضاف البيان أنه "مع الوضع في الاعتبار تركيبة التجمع المعقدة والتي تشمل أجساماً متعددة وبخلفيات سياسية واجتماعية ومفاهيمية متنوعة، فإن كثيرا من الاختلاف في وجهات النظر يخضع للوائح التنظيمية التي تحكم عمل التجمع، فهي لوائح ديمقراطية تتيح الاعتراض والتحفظ والسحب أو الترشيح وفقاً لضوابط محددة، وإن كنا في حاجة الآن لإجراء عدد من التعديلات مواكبة للظرف السياسي والموضوعي للتجمع".

واصفا اعتذاره بأنه يأتي في إطار الالتزام بقرار تجمع المهنيين السودانيين، مطالبا "الزملاء والشركاء في قوى الحرية والتغيير العمل مستقبلاً على احترام قرارات التجمع والتعامل بالروح الرفاقية والعمل المشترك دون تدخلات غير مطلوبة".


وتتضارب المعلومات عن اجتماعات تتواصل للوصول إلى التوافق على شخصيات جديدة.

وأُعلن الأحد عن تسمية عائشة موسى سعيد وحسن شيخ إدريس، ومحمد الفكي سليمان وصديق تاور كافي وطه عثمان إسحاق، أعضاء في المجلس.

ومن المقرر حلّ المجلس العسكري الانتقالي عقب الإعلان عن أسماء مرشحيه لمجلس السيادة وتأدية اليمين الدستورية، أمام رئيس القضاء.