جنوب السودان: جهات إقليمية ودوليّة رتّبت لخروج زعيم المعارضة

جنوب السودان: جهات إقليمية ودوليّة رتّبت لخروج زعيم المعارضة

18 اغسطس 2016
مشار سيدير دبلوماسيّة المعارضة من الخارج (إسلام الحاج/فرانس برس)
+ الخط -

قالت الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن النائب السابق لرئيس جنوب السودان وزعيم المعارضة الحالي ريك مشار قد غادر البلاد، وهو حاليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة، بعد أسابيع من انسحابه من العاصمة جوبا أثناء قتال عنيف الشهر الماضي مع القوات الحكومية، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".


وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، للصحافيين في نيويورك إن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية علمت بوجود مشار في البلاد، منذ الأربعاء، واتصلت بحكومة الكونغو التي طلبت من البعثة نقل مشار من موقعه.


وقال "تم تسليم ريك مشار للسلطات في الكونغو الديمقراطية. ولسنا في موقف يسمح لنا بتأكيد مكانه المحدد."

ونفى متحدث باسم حكومة الكونغو الديمقراطية، لامبرت ميندي، تواصل الحكومة مع أي طرف لمساعدة مشار لكن حق قال إن مشار نقل من موقع قريب من الحدود مع جنوب السودان.

وقال حق "يمكننا أن نؤكد أن بعثة الأمم المتحدة نفذت عملية على أسس إنسانية لتسهيل نقل ريك مشار وزوجته وعشرة أشخاص آخرين من موقع في الكونغو الديمقراطية بدعم من سلطات البلاد"، وأضاف أن بعثة الأمم المتحدة اعتبرت أفضل طرف ينقل مشار بأمان.

وقال حق، إن الأمم المتحدة لا تعرف في أي منطقة كونغولية يوجد مشار حاليا، لكن "نعتقد أنه ليس في كينشاسا".

وقال مصدر مطلع على القضية لوكالة "فرانس برس" إن مشار قد يبقى في كيسنغاني (وسط شمال) إلا أن هذه المعلومة لم تؤكدها مصادر رسمية.

وقالت مصادر مطّلعة إن جهات إقليمية ودولية رتّبت عملية إخراج زعيم المعارضة المسلحة، رياك مشار، من دولة جنوب السودان بطريقة آمنة، وأوضحت أنه ينتظر أن يدير حوارات جديدة مع الرئيس الجنوبي، سلفا كير، بهدف إحياء اتفاقية السلام الجنوبي من جديد.

وأكدت المصادر ذاتها أن الخطوة ستفتح باب التفاوض من جديد، ولا سيما أن الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا "إيغاد" تعكف حالياً على وضع استراتيجية جديدة لجنوب السودان، وذلك من أجل إدارته خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي يتطلّب حوارات مباشرة مع الفرقاء الجنوبيين، بعد أن استكمل التشاور حولها مع دول المنطقة.


وفرّ زعيم المعارضة المسلحة، مشار، من جوبا في يوليو/تموز الماضي، عقب اندلاع أحداث القصر الرئاسي، وتطوّرها إلى درجة قصف مقر إقامته وثكنات جيشه في منطقة الجبل (على بعد 25 كيلومتراً من العاصمة جوبا).


وعمدت قيادات ضمن حركته إلى اختيار خليفة له بإيعاز من الحكومة في جوبا، والتي، بدورها، سارعت لإعلان تعبان دينك وزيراً للمعادن، ونائباً أوّل بديلاً لمشار.


وبدت المعارضة المسلحة سعيدةً بخروج قائدها من الجنوب، وإنهاء حالة الاختفاء القسري، على اعتبار أن هذه الخطوة من شأنها إنعاش دبلوماسيّتها، التي يُنتظر أن يقودها مشار بنفسه عبر سلسلة زيارات إلى دول المنطقة لتحقيق مكاسب للمعارضة.


وأكّدت المعارضة المسلحة، الخميس، أن رئيسها مشار سيظهر علناً عبر الإعلام، وقالت إن مشار وصل لإحدى الدول المجاورة بعد عملية "إجلاء ناجحة"، دون أن تحدد تفاصيلها، ورأت أن نشر قوة حفظ السلام من شأنه أن يسهم في عودة مشار إلى جوبا، ومباشرة مهامّه كنائب أول للرئيس الجنوبي.


واعتبرت الحكومة في جوبا أمر لجوء مشار إلى أية دولة مجاورة شأناً يخصه، إذ قال وزير الإعلام الجنوبي، مايكل مكواي، لـ"لعربي الجديد"، "إن الحكومة منذ خروج مشار من جوبا لا تعلم بمقرّ اختفائه"، مضيفاً أنّه "حتّى لو ظهر في أي مكان؛ فليس لدينا تعليق على ذلك".


ورأى أن أمر عودة مشار إلي منصبه كنائب أول؛ مرهون بحركته التي قال إنها هي "من اختارت تعبان دينق بديلاً له، وأوضح أنّ "عودة مشار شأن داخلي للمعارضة؛ فهم من عيّنوا بديلاً له، وإذا ارتأوا إعادته كان بها؛ وإذا رفضوا فهذا شأنهم".


واستبعد تماماً رغبة الحكومة في الجلوس مع مشار ومحاورته مرة أخرى، مؤكّداً أنها "أنهت التفاوض بالتوقيع على اتفاقية السلام، ولا يوجد ما يمكن أن يتمّ التفاوض عليه"، ولكنّه استدرك بالقول: "يمكن أن نتفاوض معه في حال اعترف بتمرّده مرة أخرى، وبفشل محاولته الانقلابية التي نفّذها الشهر الماضي، وهرب من جوبا على إثرها".