الاحتلال يبرّر قتله الفلسطيني نمر رغم اعترافه أنّه بـ"الخطأ"

الاحتلال يبرّر قتله الفلسطيني نمر رغم اعترافه أنّه بـ"الخطأ"

07 سبتمبر 2016
الاحتلال لم يسلّم جثمان نمر إلى عائلته (العربي الجديد)
+ الخط -


على خلاف ما هو معهود، اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بجريمتها، إعدام الشاب مصطفى نمر في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، الإثنين الماضي، لكنّها تحاول تبرير الجريمة بالقول، إنّ "جنودها تصرفوا كما هو متوقّع منهم".

وكان نمر (22 عاماً) برفقة زوج شقيقته عائدين، فجر الإثنين، إلى منزل العائلة في مخيم شعفاط، قبل أن يصرعهما رصاص جنود الاحتلال. ولتبرير الجريمة صدرت عن المتحدثة باسم شرطة الاحتلال الرواية الجاهزة، وهي أنه كانت هناك "محاولة دهس جنود".

العائلة تمسكت بنفي رواية سلطات الاحتلال، التي ما لبثت أن تراجعت عنها، واعترفت لوالد الشهيد، طلال نمر، أنّ جنودها قتلوا ابنه بـ"طريق الخطأ"، وأنّ تحقيقات الشرطة الإسرائيلية أثبتت أنّ الحادث لا يعدو كونه فقدان الشهيد سيطرته على المركبة، بعد أن فوجئ بالجنود في عتمة الليل في المخيم، حيث وقعت اشتباكات ومواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال هناك.

والد الشهيد نمر، قال لـ"العربي الجديد"، إنّهم "يكذبون في اليوم ألف مرة، حين توجهنا إليهم وفندنا روايتهم، وبعد أن وجدوا طعاماً وخبزاً، كان جلبه الشهيد وزوج شقيقته للأسرة في السيارة التي هشمها الرصاص، أدركوا أنّ الحديث يدور عن حادث لا علاقة له بما زعموا. لقد استدعونا إلى مركز شرطة الاحتلال في (نيفي يعقوب) أول أمس، وأبلغونا بما توصلوا إليه من نتائج أولية لتحقيقاتهم مع جنودهم".

وكما أبلغ أحد الضباط عائلة الشهيد نمر، فإنّ "الحديث يدور عن خطأ في التقدير لدى الجنود، وعدم قصد قتله".

لم يتردد والد الشهيد في تلك اللحظة، كما قال لـ"العربي الجديد"، في الردّ على الضابط الإسرائيلي متسائلاً "هل سيعيد اعترافكم لنا مصطفى؟، ولا يزال مصير قريبنا زوج ابنتي علي مجهولاً، وترفضون تزويدنا بأي معلومات عن وضعه الصحي، وطالما أنكم اعترفتم بالخطأ، فلماذا لا تسلموننا جثمان مصطفى؟ ولماذا تصرون على إبقائها في معهد أبو كبير للتشريح؟".

وأضاف والد الشهيد أنّه "حتى الآن لم يتم تبليغنا بموعد الدفن، لكنهم قالوا، إنّ ذلك سيتم بعد الانتهاء من التشريح دون أن يحددوا موعداً لذلك".



ورأى المسؤول في حركة فتح في مخيم شعفاط ثائر الفسفوس لـ"العربي الجديد" أنّ "اعتراف الاحتلال بجريمته، وقد سماها "خطأ" لن يغيّر من واقع التصفيات والإعدامات الميدانية التي تنفذها قواته منذ هبة القدس الشعبية قبل حوالى عام".

وذكّر الفسفوس بقتل الشهيد أنور السلايمة قبل 3 أشهر، قائلاً إنّ "الاحتلال أصدر حينها روايته المزعومة بأنّ الشهيد السلايمة وصديقه من عائلة الرشق حاولا دهس جنود في بلدة الرام خلال حملة اعتقالات جرت في البلدة آنذاك، لكن اتضح لهم وللعالم أجمع أن هذه الرواية غير صحيحة، وأنّ الجنود يقترفون جرائم القتل لمجرد القتل".

في بيت الشهيد نمر، حيث تنتظر عائلته وأقرباؤه وأصدقاؤه، لحظة تسلم الجثمان، يقول والده إنّ مصطفى كان يحلم بأن يؤسس أسرة ويبني بيتاً، لكنّ حلمه انتهى بمقتله "البشع" على أيدي جنود الاحتلال بعد أن أصابوه بثلاث رصاصات اخترقت إحداها القلب مباشرة.