اجتماع للقوى السياسية العراقية: عودة إلى المربع الأول؟

اجتماع حاسم الليلة للقوى السياسية العراقية: عودة إلى المربع الأول؟

05 ابريل 2020
الكتل تقود مناورات اللحظات الأخيرة (فيسبوك)
+ الخط -
كشفت مصادر سياسية عراقية مطلعة، مساء الأحد، لـ"العربي الجديد"، أنه من المقرر عقد اجتماع هذه الليلة وصفته بالحاسم بين الكتل السياسية "الشيعية" الرئيسة، يتضمن مبادرة جديدة تقدمت بها أطراف سياسية ضمن المعسكر الرافض لتكليف عدنان الزرفي برئاسة الحكومة، تتضمن الموافقة على ترشيح رئيس جهاز المخابرات الحالي، مصطفى الكاظمي، لرئاسة الحكومة. 

وتحاول تلك الكتل سحب الدعم من الزرفي، المكلف بتشكيل الحكومة، والذي تمكن خلال الساعات الماضية من رفع أسهمه عبر كسب دعم نواب جدد من كتل مختلفة لصالحه.


ويواصل الزرفي لقاءاته وحواراته مع عدة قوى سياسية بشكل منفرد، وفي هذا الصدد أكد تحالف "النصر"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، أبرز الكتل السياسية الشيعية الداعمة للزرفي، أن الأخير نجح في الحصول على أصوات مريحة تمكنه من المرور بجلسة التصويت على الحكومة.
الاجتماع المقرر عقده قبل العاشرة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي، سبقته عدة اجتماعات بين قيادات سياسية مختلفة، من أجل الخروج باتفاق جديد، بناء على المبادرة الجديدة المتضمنة القبول بالكاظمي لمهمة تشكيل الحكومة، مقابل سحب تحالف "سائرون"، بزعامة مقتدى الصدر، و"النصر"، بزعامة حيدر العبادي، دعمهما لعدنان الزرفي.
وكان الكاظمي قد واجه اعتراضا شديدا من قبل قوى سياسية وفصائل مسلحة مقربة من إيران، خلال المشاورات التي سبقت تكليف محمد توفيق علاوي وبعده عدنان الزرفي.
ويشارك في الاجتماع المقرر، لأول مرة، ممثل عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وهو مصطفى اليعقوبي، فضلا عن زعيم تحالف "الفتح" هادي العامري، وزعيم كتلة "دولة القانون" نوري المالكي.


ووفقا لقيادي بالتيار الصدري أكد صحة هذه المعلومات، فإن "قادة القوى السياسية الشيعية، الرافضة للزرفي، كثفوا حواراتهم للخروج باتفاق مع الطرف الشيعي الآخر الداعم له، بعد تحرك مؤثر لرئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، منذ يوم أمس السبت، ولهذا اتفقوا على ترشيح شخصية بديلة لها مقبولية لدى النواب ولدى مقتدى الصدر أيضا، وهو مصطفى الكاظمي"، وفقا لقوله.
بالمقابل، قال القيادي في تحالف "الفتح" سعد السعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوى السياسية الشيعية استأنفت حواراتها لإيجاد بديل نهائي ومناسب للجميع لرئاسة الحكومة، ويمكن القول إنها تقترب من ذلك".
وعن حظوظ الكاظمي، بيّن السعدي أن "هذا الاسم مطروح مع مرشحين آخرين، وربما له حظوظ أكثر من منافسيه الآخرين، والساعات القادمة سوف تتضح الصورة بشكل أكبر، فالاجتماعات مستمرة، من دون التوصل الى نتائج نهائية".


بالمقابل، استبق ائتلاف "النصر"، بزعامة حيدر العبادي، الاجتماع في بيان مقتضب صدر مساء الأحد، قال فيه إنه "يؤكد أهمية الالتزام بالسياقات والتوقيتات الدستورية فيما يتعلق بالتكليف لتشكيل حكومة جديدة". وجاء في البيان أن "ائتلاف النصر حريص على التوصل إلى تفاهمات وتوافقات وطنية لتسهيل مسارات تشكيل حكومة جديدة بعيدا عن أي وصاية خارجية، لتحقيق طموحات المواطن العراقي، خصوصا في هذا الظرف العصيب من تفشي وباء كورونا والأزمة الاقتصادية الخانقة".
وأضاف: "مع التأكيد على إعطاء المكلّف الحالي فرصته الدستورية، التزاما بالسياقات القانونية والسياسية".