شهران على عملية سيناء: لا أفق لنهاية الحرب

شهران على عملية سيناء: لا أفق لنهاية الحرب

10 ابريل 2018
العمليات مستمرة في سيناء (الأناضول)
+ الخط -

مرَّ شهران كاملان على بدء العملية العسكرية الشاملة التي أطلقها الجيش المصري لإنهاء تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" من محافظة شمال سيناء، من دون تحقيق ذلك؛ بدليل استمرار العملية العسكرية، مع عدم قدرة المؤسسة العسكرية على إيجاد نهاية للعملية.

وعلى وقع إعلان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر الرفاعي، في البيان الثامن عشر، عن "نتائج جديدة للعملية العسكرية"، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي التنظيم وقوات حرس الحدود المصري، عند نقطة أمنية مركزية على طريق الساحل شمال مدينة رفح، أوقعت خسائر بشرية ومادية في صفوف الطرفين.

وأعلن الجيش المصري في بيانه الأخير مقتل 4 مسلحين على الأقل، وتوقيف 252 شخصاً، في اليوم الـ59 للعملية العسكرية الشاملة، وأن "العمليات أسفرت خلال الأيام الماضية عن نتائج منها قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير وكرين للعناصر الإرهابية، ما أسفر عن مقتل عدد من التكفيريين". وأوضح أنه "تمّ القضاء على 3 عناصر تكفيرية شديدي الخطورة والقبض على فردين آخرين وسط سيناء، بخلاف القضاء على عنصر تكفيري شمال سيناء". كما أشار إلى أنه "تمّ القبض على 250 فرداً من العناصر الإجرامية والمطلوبين جنائياً والمشتبه بهم، وبذلك يرتفع عدد القتلى إلى 167 مسلحاً، عدا عن مقتل 24 عسكرياً بينهم ضباط في هجمات للتنظيم، فيما بلغ عدد الموقوفين 3942 شخصاً منذ بدء العملية العسكرية".

وفي إشارة واضحة إلى استمرارية العملية العسكرية في سيناء، ختم الجيش بيانه بالقول: "تواصل القوات المسلحة والشرطة جهودها للقضاء على البنية التحتية للعناصر الإرهابية"، في تأكيد على أن الجيش ورغم مرور شهرين كاملين على بدء العملية العسكرية لم يستطِع الحسم مع تنظيم "ولاية سيناء"، وأن حالة المواجهة بينهما ما زالت مستمرة، من دون معرفة مواعيد لنهاية العملية، أو إنجاز المهمة المطلوبة منها.


وإزاء ذلك، طرح متابعون للشأن بسيناء تساؤلات عن فترة التمديد التي كان قد منحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقائد أركان حرب الجيش المصري الفريق محمد فريد حجازي، في استكمال العمليات العسكرية بعد انتهاء المهلة التي حددها السيسي مسبقاً، والتي انتهت بنهاية فبراير/شباط الماضي، فبدا أنه تمديد بلا نهاية، بعد مرور 40 يوماً على انتهاء المهلة الأولى، والتي قال السيسي فيها إن "الفريق حجازي مسؤول أمامه عن انتهاء الإرهاب في سيناء في غضونها"، إلا أن ذلك لم يتم، وما زالت عمليات الجيش مستمرة دون نهاية.

وفي الشأن الميداني، قال أحد وجهاء مدينة الشيخ زويد لـ"العربي الجديد" إن "الوضع الأمني ما زال على حاله، إذ أن التنظيم توارى عن الأنظار في مناطق واسعة من انتشاره خلال الفترة الماضية، مما استدعى قلقاً في صفوف القيادة الميدانية للجيش، بالنظر إلى إمكانية تحضير التنظيم لهجوم إرهابي كبير على غرار هجمات سابقة تعرضت لها ارتكازات أمنية ذات ثقل عسكري، وهذا ما دفع الجيش إلى تعزيز الكمائن والارتكازات، وإقامة سواتر رملية، وتشديد الحركة في محيطها".

وكشفت مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد"، أن "الجيش المصري أوقف الحملات العسكرية التي كانت تستهدف قرى وأحياء مدينتي رفح والشيخ زويد منذ عشرة أيام على الأقل، في ظل المخاوف المتنامية من هجوم مباغت لتنظيم ولاية سيناء، وعلى إثر الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الجيش المصري منذ بداية شهر مارس الماضي، في سلسلة هجمات واشتباكات وقعت بمدينة رفح، خصوصاً أثناء شن الجيش حملات عسكرية تستهدف تدمير منازل المواطنين، وتجريف مزارعهم".

من جهته، رأى باحث في شؤون سيناء أن "العملية العسكرية برمتها لم تعد في حسبان النظام المصري في ظل الانتهاء من العملية الانتخابية وفوز السيسي بولاية رئاسية ثانية، فلذلك لا تجد المؤسسة العسكرية مغنماً من البحث الجدي عن نهاية للعملية العسكرية، بتحقيق إنجاز عسكري تحت مبدأ الحسم مع التنظيم الإرهابي، وبالتالي ستبقى العملية نشطة إلى ما لا نهاية، وبذلك يمكن للنظام المصري أن يستفيد من عملية سيناء بإبقائها سيفاً مسلطاً على آلاف السكان في سيناء، وشماعةً يعلق عليها تقصيره في شتى المجالات الحيوية".