بحاح في عدن و"القاعدة" يصعّد من لحج

بحاح في عدن و"القاعدة" يصعّد من لحج

26 يناير 2016
خطة أمنية حكومية للسيطرة على عدن (صالح عبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

عاد نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة، خالد بحاح، إلى مدينة عدن، المقرّ المؤقت لقيادة السلطة الشرعية، بعدما بقي لأشهر خارج اليمن، وبالتزامن مع الإجراءات المتواصلة لضبط الأمن في المحافظات المحررة. فيما شهدت محافظة لحج، المدخل الشمالي لعدن، تصعيداً من قبل تنظيم "القاعدة" الذي سيطر على  مدينة "الحوطة" ليتحكم بأبرز مدخلَيْن برّيَيْن إلى عدن.

اقرأ أيضاً: بحاح يعود إلى عدن و"القاعدة" يسيطر على الحوطة

وذكر موقع وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التابعة للحكومة أن عودة بحاح تأتي "في إطار العودة الدائمة للحكومة بكامل أعضائها للبدء في ممارسة مهامّهم وتلمّس هموم واحتياجات المواطنين واستكمال مواصلة أعمال الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار وإعادة الأمن والاستقرار، لاسيما في المدن والمحافظات التي تم تحريرها من المليشيا الحوثية وقوات صالح الانقلابية".

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في مكتب بحاح، قوله إن "من أولويات الحكومة في الوقت الراهن الجانب الأمني، ووضع خطة لإحكام السيطرة على مدينة عدن، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وتنشيط مختلف القطاعات الخدمية والأساسية التي تحتل أهمية لدى المواطنين".

وكان بحاح قد غادر عدن في أوائل أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي بعد هجوم استهدف مقرّ الحكومة المؤقت بسيارتين مفخختين. وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مقربة من الحكومة أن عودة بحاح حالياً يجري الإعداد لها منذ أسابيع، بعدما عاد في أوقات سابقة لساعات وغادر مجدداً، فيما كانت حكومته تتعرض لانتقادات مستمرة بسبب استمرار بقائها خارج البلاد، على الرغم من مضي نحو نصف عام على تحرير مدينة عدن التي توصف بأنها "العاصمة المؤقتة".

وكان تردي الوضع الأمني في عدن العائق الأبرز أمام عودة الحكومة، إذ شهدت المحافظة موجة اغتيالات وتفجيرات في ظل جهود مكثفة للسلطة المحلية الممثلة بالمحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن شلال شائع، بالتنسيق مع التحالف للحد من الانفلات الأمني، بعدما تحول إلى شبح استعصى على الجهود المشتركة للحكومة والتحالف خلال الأشهر الماضية".

"القاعدة" في الحوطة

وغير بعيد عن عدن، صعّد تنظيم "القاعدة" من تحركاته في محافظة لحج، الواقعة إلى الشمال من عدن، حيث نشر مسلّحيه في مدينة الحوطة مركز المحافظة، وفجر مقر إدارة الأمن أول من أمس، بعد زيارة قام بها المدير العام لشرطة لحج، العقيد عادل الحالمي، إلى المقر، وتناقل تصريحات عنه بوجود خطة أمنية لفرض الأمن في المحافظة. 

وكانت مدن محافظة لحج ساحة لمعارك عنيفة مع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في الأشهر الأولى من الحرب العام الماضي، الأمر الذي جعل المصالح والمقرات الأمنية فيها خراباً، فيما تتوجه انتقادات للحكومة الشرعية بأنها لم تفعل شيئاً يستحق الذكر في سبيل إعادة دور السلطة المحلية. يأتي ذلك وسط أنباء حول تلويح المحافظ المعين منذ نحو شهر، ناصر الخبجي، بالاستقالة، بسبب عدم منح الحكومة أي مخصصات مالية لإدارة الوضع في المحافظة.

وتحتل محافظة لحج أهمية استراتيجية بالنسبة للمحافظات الجنوبية، حيث تقع فيها قاعدة "العند" الجوية، أكبر القواعد العسكرية. كما كانت من المناطق التي يتمتع فيها الحراك الجنوبي بنفوذ منذ اندلاع فعالياته في العام 2009. وينتمي إلى هذه المحافظة العديد من المسؤولين والعسكريين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع المعتقل في سجون الحوثيين، اللواء محمود الصبيحي.

ومن جهة ثانية، تمثل سيطرة التنظيم على الحوطة تطوراً مهماً على صعيد الصراع بين الشرعية والجماعات المسلحة، إذ تعد بوابة عدن الشمالية التي تربطها بغالبية المحافظات، وتبعد عنها نحو 20 كيلومتراً. ومما يزيد من أهمية هذه السيطرة، أن التنظيم يسيطر أيضاً على مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، والتي تمثل بدورها البوابة الشرقية لعدن. وبذلك، فإن التنظيم أصبح يسيطر على أبرز طريقين بريّيْن  يربطان عدن ببقية المحافظات.

ويأتي التصعيد في الحوطة مترافقاً مع التطورات الأمنية التي شهدتها مدينة عدن خلال الأسابيع الماضية، وتمثلت بحملات وتحركات أمنية استعادت من خلالها السلطة المحلية زمام الأمن في العديد من أحياء عدن ومراكزها الحيوية. كما شهدت المدينة عدداً من حوادث الاغتيالات التي طاولت مسؤولين وضباطاً وقضاة، وكان أبرزها في الفترة الأخيرة محاولة اغتيال مدير الأمن شلال علي شائع، مدير شرطة المحافظة المعين، منذ أقل من شهرين.

اقرأ أيضاً: اليمن... هادي وبحاح وسلطة ما بعد الحرب