"طالبان" تنفي التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن الحكومة المؤقتة

"طالبان" تنفي التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن حكومة مؤقتة في أفغانستان

24 اغسطس 2019
أجواء "إيجابية" تسود المفاوضات (Getty)
+ الخط -

بينما تسود الأجواء "الإيجابية"، الجولة "الأخيرة" من المفاوضات بين "طالبان" وواشنطن، والتي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، نفت الحركة التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي بشأن تشكيل حكومة مؤقتة تتولى المرحلة الانتقالية في أفغانستان.

ونفت حركة "طالبان" الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام، اليوم السبت، بشأن التوصل إلى توافق مع واشنطن، حول تشكيل حكومة مؤقتة لمدة 14 شهراً في أفغانستان.

وقال الناطق باسم المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة سهيل شاهين، في تغريدة على "تويتر"، إنّ تلك الأنباء لا أساس لها.


وأكد المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد نفي متحدث طالبان التوصل لاتفاق حول الحكومة الانتقالية، قائلا في تغريدة على تويتر إن "القرارات المتعلقة بالحكومة الأفغانية يجب أن تتخذ خلال مفاوضات بين الأطراف الأفغانية".


وكانت بعض وسائل الإعلام قد أوردت، في وقت سابق، اليوم السبت، نبأ توافق "طالبان" وواشنطن بشأن الحكومة المؤقتة.

وأعربت مصادر مقربة من المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، لـ"العربي الجديد"، عن استغرابها بشأن تلك الأنباء.

ورجحت مصادر دبلوماسية في الدوحة، لـ"العربي الجديد"، أن توقع واشنطن وحركة "طالبان" على اتفاق بشأن جدول انسحاب القوات الأجنبية بما فيها القوات الأميركية من أفغانستان، خلال الأيام القليلة المقبلة، أو مطلع شهر سبتمبر/أيلول المقبل.

وقالت المصادر، إنّ "كل المؤشرات تدل على أن المفاوضات التي تجري برعاية قطرية، في شوطها الأخير، وما لم تحدث مفاجأة ما، فإنّ الطرفين سيوقعان الاتفاق".

وأكدت المصادر، في نفس الوقت، على "الأجواء الإيجابية التي تشهدها الجولة الحالية من المفاوضات، والتي بدأت مساء الخميس الماضي".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قد صرح، في شهر يونيو/حزيران الماضي، أن "الولايات المتحدة تعوّل على عقد اتفاقية مع طالبان حول بسط السلام في أفغانستان قبل بداية شهر سبتمبر المقبل".


ووفق مصادر وثيقة الصلة بالجولة التاسعة من المفاوضات التي بدأت بالدوحة، مساء الخميس، فإنّ حركة "طالبان"، والوفد الأميركي برئاسة المبعوث زلماي خليل زاد، قد توافقا على جدول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، في مدة لا تزيد عن 14 شهراً.

وشارك الجنرال سكوت ميلر القائد الأعلى للقوات الأميركية، وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، في جولة المفاوضات الجارية وفق وكالة الأنباء الفرنسية، ما يؤشر على أنّ المفاوضات في مراحلها النهائية.

ومن المتوقع أن يتضمن الاتفاق سحب أكثر من 13 ألف جندي أميركي من أفغانستان، مع جدول زمني واضح، وهو المطلب الرئيسي لحركة "طالبان" التي ستلتزم في المقابل بعدم استخدام المقاتلين الأجانب أراضي أفغانستان، كما من المتوقع أيضاً أن يتضمن الاتفاق وقفاً لإطلاق النار بين الحركة والأميركيين.

"الأولوية للمصالحة"

في الأثناء، أكد السفير الأميركي لدى أفغانستان جون باس، أنّ بلاده تعمل بجد من أجل المصالحة الأفغانية، وأنّ "الأولوية" لديها هي للمصالحة مع العمل من أجل إجراء انتخابات.

وقال السفير في حديث مع صحافيين في مدينة مزار شريف مركز إقليم بلخ شمال أفغانستان، اليوم السبت، إنّ "الولايات المتحدة ستخرج قواتها من أفغانستان، إذا ما خفت وتيرة هجمات طالبان، وإذا لم يبق هناك خطر هجمات على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من الأراضي الأفغانية".

وأكد السفير أنّ "المصالحة هي الأولوية لدى الولايات المتحدة لأنها أولوية الشعب الأفغاني".

كما شدد باس على أنّ واشنطن "تعمل بجد من أجل إتاحة الفرصة للحوار الأفغاني- الأفغاني، من أجل الوصول إلى مصالحة عملية وشاملة ومقبولة لجميع الأفغان"، مؤكداً كذلك أنّ "العمل من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية أيضاً مستمر".

وتربط واشنطن بين توقيع اتفاق سلام في أفغانستان، ونجاح الحوار والمفاوضات بين جميع الأطراف الأفغانية، بمن فيها حركة "طالبان" والحكومة الأفغانية. في المقابل، تسعى "طالبان" للتوصل إلى اتفاق بشأن خروج القوات الأجنبية، قبيل الخوص في أي حوار داخلي، مع رفضها التواصل مع الحكومة.



ونجحت قطر وألمانيا، في شهر يوليو/تموز الماضي، في جمع الأطراف الأفغانية على طاولة حوار واحدة في الدوحة لأول مرة، ونتجت عن ذلك "ورقة تفاهمات"، تهيّئ الأرضية لتحقيق السلام.

وتسعى حركة "طالبان" إلى حضور دولي، في توقيع مراسم الاتفاق مع واشنطن، وخاصة حضور كل من روسيا والصين لتصبحا دولتين ضامنتين لاتفاقيتها المستقبلية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن حضور مراقبين دوليين من دول الجوار والأمم المتحدة.

وسيزور المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، كابول، في ختام الجولة التاسعة من المفاوضات من أجل تشجيع الاستعدادات للمفاوضات بين الأفغان، وسيبلغ كبار القادة الأفغان بشأن الاتفاق على إعلان نهاية الحرب.