مخاوف من تأثر علاقات تونس بالغرب بعد اعتداء برلين

مخاوف من تأثر علاقات تونس بالغرب بعد اعتداء برلين

26 ديسمبر 2016
تخوف من توتر العلاقات بعد أحداث برلين (شون غالوب/Getty)
+ الخط -
تزايدت مخاوف التونسيين من تغير نظرة الغرب إلى تونس وتوتر العلاقات، خاصة بعد مطالبة ألمانيا تونس بترحيل مواطنيها من المهاجرين غير الشرعيين، وما رافقها من تجييش إعلامي فرنسي ضد تونس، بعد اتهام التونسي، أنيس العماري، بتنفيذ اعتداء برلين.

ورأى وزير الخارجية التونسي السابق، المنجي الحامدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن العلاقات التونسية الغربية أو بالأحرى الأوروبية لن تتوتر بسبب العمليات الإرهابية التي تورط فيها تونسيون منتمون إلى "داعش""، لكنه يعتقد أن "سمعة التونسي اهتزت بعد أن كان مثالاً  يحتذى به في عدة بلدان غربية".

وأضاف: "رغم الأصول التونسية لهولاء الإرهابيين، إلا أنهم يعملون لصالح منظمات إقليمية تهدد كل بلدان العالم، ومنها تونس، لأن الإرهاب قاسم مشترك بين كل البلدان في العالم".

ويعتقد الحامدي أن "المصادقة على قانون الإرهاب للضرب بقوة على أيدي الإرهاب والإرهابيين، ربما تساعد تونس على تخطي هذه الأزمة ومحاربة الإرهاب الذي يهدف إلى ضرب تجربتها الديمقراطية الفريدة في المنطقة".

ودعا الحامدي تونس إلى العمل ضمن مشروع إقليمي دولي ضد الإرهاب، مشدداً على "تحكيم سياسة الدولة في هذا الشأن"، ومشيداً بتحسن الأوضاع الأمنية في تونس بفضل الجهود المبذولة في هذا المجال"، ومطالباً بـ"مزيد من الصرامة والجدية للتصدي لهذه المعضلة التي أصبحت كونية". 

ومن جهته، رأى الصحافي المتخصص في الشؤون السياسية، نبيل الشاهد، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "فرنسا تعيش حالة تجييش إعلامي غير مسبوق ضد تونس، وهنالك مساع أوروبية لم تعد سرية لمقايضة ملف المساعدات الاقتصادية لتونس بمخيمات لاجئين في الجنوب. أما بريطانيا، وعلى الرغم من كثير من التطمينات الدبلوماسية الباهتة، فلم ترفع الحظر عن زيارة رعاياها تونس، ويبدو أنها لن تغفر كارثة سوسة بسهولة".

ولفت إلى أن "ألمانيا بدأت تتحدث علناً عن ضريبة فادحة جراء تعاطيها ملف المهاجرين، وأن ميركل تحدثت مع السبسي بلهجة فيها كثير من تحميل المسؤولية لنا عن كوارث الدواعش التونسيين".

 وفي تصريح لـ "العربي الجديد" قال القيادي بحركة النهضة، سمير ديلو، إن "العلاقات التونسية الأوروبية أو الغربية لا يمكن أن تتغير أو تتوتر لأنها قديمة "، مؤكداً في المقابل أن "تونس يمكنها أن تتضرر من التجييش الإعلامي الأوروبي، وخاصة الفرنسي، وعلى تونس أن تدافع على نفسها لأن الإرهاب أصبح معولماً وتونس ضحية من ضحاياه كغيرها من دول العالم"، موضحاً، أن "أنيس العامري، تبنى التطرّف وأصبح إرهابياً في سجون إيطاليا وبالتالي لا يمكن اتهام تونس".

 

المساهمون