الانتداب الروسي

الانتداب الروسي

10 أكتوبر 2015
عينت موسكو مستشارين روس في حكومة نظام الأسد (Getty)
+ الخط -
يشير الأداء الروسي على الأرض السورية إلى أن ثمة صفقة عقدها الروس مع النظام في سورية تؤدي بالنتيجة إلى انتداب روسي كامل على المناطق التي يسيطر عليها النظام في سورية والتي تضم كلا من الساحل السوري وحمص، وحماة، ودمشق. الطرح الروسي للحل في سورية والشروط التي يفرضها الروس على النظام مقابل تدخلهم لصالحه في حربه ضد الشعب السوري، يقوم على معطيات تشي بضمان تحويل كل مفاصل الدولة ومؤسساتها، (بدءا من المؤسسة العسكرية وانتهاء بالمؤسسات الخدمية الحكومية) إلى مؤسسات ذات ولاء روسي بالمطلق. فالتدخل الروسي بصيغته الحالية يضمن وجودها ضمن أية محادثات سياسية حول سورية، كما يضمن لها حصة اقتصادية في أي حل سياسي في المستقبل.

كما أن صيغة الحل التي طرحها الروس والقائمة على إنشاء حكومة وحدة وطنية تليها انتخابات برلمانية، تسعى موسكو بموجبها إلى أن تقوم تلك الحكومة على المزاوجة بين النظام والمعارضة المصنعة في موسكو، بما يضمن حكومة توجهها روسي، بالإضافة إلى أن طرح إجراء انتخابات برلمانية ترافق مع تهيئة الروس لبعض عملائهم من السوريين من أجل إدخالهم في تركيبة البرلمان الجديد بحيث يصبح برلمانا روسي الهوى، الأمر الذي يضمن للروس كلا من الحكومة والبرلمان.

لم ينتظر الروس أن يتم تحقيق الرؤية التي قدموها للهيمنة على مؤسسات الدولة السورية، إذ تشهد المؤسسة العسكرية للنظام في الوقت الحالي استحضارا للشخصيات ذات الولاء الروسي، وتسويقها كشخصيات قيادية، بهدف ضمان ولاء المؤسسة العسكرية، كما عينت موسكو مستشارين روس في كل وزارات حكومة نظام بشار الأسد، ويعتبر هذا المستشار هو المرجع لاتخاذ أي قرار داخل أي وزارة. لكن بالرغم من كل هذه الإجراءات التي يقوم بها الروس من أجل ضمان حكومة ومؤسسات يتم التحكم بها بالكامل في دولة الانتداب العائدة، إلا أن وجود فصائل معارضة مسلحة قوية، والجدية في إعادة هيكلة الجيش الحر، بالإضافة إلى ممانعة الدول الإقليمية في المنطقة، لن تسمح ببقاء هذا الانتداب الذي سيزول مع زوال النظام.

المساهمون