بغداد وواشنطن تسابقان الزمن لاستعادة نصف الموصل

بغداد وواشنطن تسابقان الزمن لاستعادة نصف الموصل

27 ديسمبر 2016
جنود أميركيون يشاركون بقداس قرب الموصل (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

رغم غزارة الأمطار التي شهدتها مدينة الموصل وضواحيها خلال الـ48 ساعة الماضية، إلا أن القوات العراقية، مدعومة بوحدات أميركية خاصة، تواصل سباقها مع الزمن لإحراز تقدم جديد في الساحل الأيسر من المدينة، في إصرار واضح على محاولة الخروج بنصر جزئي قبل انتهاء العام الحالي، من خلال إعلانها استعادة النصف الأول من الموصل. وتواصلت المعارك والاشتباكات بين القوات المشتركة المهاجمة وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على المحاور الشمالية والشرقية والجنوبية، في الوقت الذي كثفت فيه طائرات التحالف ضرباتها الجوية على وسط وجنوب المدينة المحاصرة.

وقال مسؤول عسكري عراقي إن "المعارك ستتواصل حتى نهاية رأس السنة، والهدف هو استعادة الساحل الأيسر من الموصل (نصف المدينة) من قبضة تنظيم داعش"، موضحاً أن "القوات العراقية تسيطر اليوم على 38 حياً سكنياً بعد عمليات ناجحة السبت والأحد، وبات لدينا نحو 20 حياً سكنياً من إجمالي الساحل الأيسر، للإعلان عن تحرير نصف المدينة، لذا الوقت هام جداً لنا، ونسعى للاستفادة من الدعم البري الأميركي لنا". وأضاف "حالياً الأحياء التي تحت سيطرتنا هي كوكجلي، والشقق الخضراء، ويونس السبعاوي، والأربجية، والسماح، والشيشان، وصدام، و30 تموز، والتحرير، والأمن، وبعويزة، والسلام، والانتصار، والقدس، وعدن، والبكر، والقادسية الثانية، والمحاربين، والسادة، والقادسية الأولى، والزهور، وجديدة المفتي، والميثاق، والبريد، والنور، والمصارف، والفلاح، والإخاء الأولى، والإخاء الثانية، والمرور، والمزارع، والنهضة، والمعلمين، والشلالات، ودجلة، ومناطق وأحياء صغيرة أخرى".

وأشار المسؤول العسكري العراقي إلى أن "الأحياء الصعبة المتبقية، والتي ستوصلنا إلى ضفاف نهر دجلة في حال السيطرة عليها هي البلديات، ومنها إلى جامعة الموصل، ثم الأندلس وصولاً إلى دجلة أو طريق آخر يبدأ من حي النور، الذي نسيطر عليه حالياً، ومنها إلى المدينة الأثرية، ثم الحي الثقافي ومنه إلى دجلة، أو الطريق الثالث من حي التأميم، الذي نسيطر عليه، ومنه إلى حي النعمانية ثم الفيصلية المطل على دجلة"، لافتاً إلى أنه سيكون لدى القوات المهاجمة ثلاث طرق لخوض معاركها خلال الأيام المتبقية من العام الحالي".

ودفعت قيادة عمليات نينوى، خلال الساعات الماضية، بشكل تدريجي بأكثر من 30 ألف جندي وعنصر من جهاز مكافحة الإرهاب إلى محاور الشمال والشرق والجنوب، ترافقهم وحدات أميركية خاصة، بحسب قيادات عراقية تؤكد أن عددهم لا يتجاوز 250 جندياً من قوات الكوماندوس تم الدفع بهم الجمعة الماضي. وقال العقيد في قيادة عمليات نينوى، محمد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم مستمر، ونحاول الوصول إلى نهر دجلة، وسيكون انتصاراً مادياً ومعنوياً مع نهاية العام الحالي"، مبيناً أن "المعارك تستخدم فيها أسلحة ثقيلة، لكن بشكل محدود، وتركزت طيلة نهار الأحد في أحياء المثنى والرفاق وصناعة الكرامة والسكر والصديق". إلا أن ضباطاً آخرين في القوات العراقية شككوا بإمكانية استعادة الساحل الأيسر من الموصل قبل نهاية العام الحالي، رغم تأكيدهم أن الهدف الحالي هو استعادته وفقا للخطة الزمنية الجديدة. وقال جنرال عراقي، تحدث عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، إن عملية استعادة كل حي تتطلب في أحسن الحالات 48 ساعة، بدءا من معركة تحريره وطرد التنظيم منه وانتهاءً بإعادة الانتشار فيه وإقامة سواتر قبل التقدم إلى الحي المجاور، مبيناً أن ذلك يتطلب من القوات نحو أسبوعين للوصول الى دجلة، كما لا يمكن ضمان شن "داعش" هجمات مضادة لوقف تقدم القوات العراقية. وأشار إلى أن "تلك الخطط موجهة إلى الجنود أكثر من كونها حقيقية، لدفعهم لبذل مزيد من الجهد في المعركة". ورجح أن يتم استبدال قيادات عسكرية في قيادة عمليات نينوى خلال الفترة المقبلة بسبب مشاكل تتعلق بإدارة المعركة.

ميدانياً، نجحت القوات العراقية، أول من أمس، في السيطرة على مستشفى السلام وأكاديمية الشرطة جنوب شرق الموصل، وعلى أجزاء من حيي السكر والسابع من نيسان شمال شرق الموصل. ولم يسجل أي تقدم ملحوظ على المحور الشرقي، إذ ما زالت المعارك تدور على أطراف حي المثنى. وقصفت طائرات التحالف الدولي مواقع عدة داخل المدينة، بينها مسجد الفاروق ودير ما كوركيس، بشكل متزامن. وأسفر ذلك، وفقاً لمصادر محلية خاصة لـ"العربي الجديد"، عن مقتل وإصابة نحو 50 مدنياً. وقتل نحو 20 مسلحاً من "داعش" بقصف جوي أميركي لمنصة صواريخ وأحد التجمعات قرب معسكر الغزلاني جنوب المدينة.

المساهمون