قوى سياسية عراقية تجتمع مساء اليوم لتحديد مصير الزرفي

قوى سياسية عراقية تجتمع مساء اليوم لتحديد مصير الزرفي

21 مارس 2020
كتل سياسية وازنة في البرلمان ترفض الزرفي (تويتر)
+ الخط -
قالت مصادر سياسية عراقية رفيعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنه من المقرر عقد اجتماع مغلق بعد الساعة التاسعة من مساء اليوم السبت، في العاصمة العراقية، يضم قادة وزعماء كتل وقوى سياسية شيعية، للخروج باتفاق موحد حول تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة.
ويأتي ذلك بعد يومين فقط من اجتماع موسع ضم عدداً من قادة الكتل السياسية الرافضة لخطوة رئيس الجمهورية برهم صالح تكليف الزرفي، وتوصف هذه الكتل عادة بأنها مقربة أو مدعومة من إيران، وأبرزها "تحالف الفتح"، بزعامة هادي العامري، ويمثل هذا التحالف الجناح السياسي لمليشيات "الحشد الشعبي"؛ وأيضاً "ائتلاف دولة القانون"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، فضلاً عن كتل صغيرة أخرى وفصائل مسلحة مرتبطة بإيران.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "القوى السياسية الشيعية الرئيسية (تحالف سائرون، تحالف الفتح، ائتلاف النصر، تيار الحكمة، ائتلاف دولة القانون، حركة عطاء، حزب الفضيلة)، ستعقد اجتماعاً مهماً بعد الساعة التاسعة، مساء اليوم، في منزل زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، في حي الجادرية، جنوبي بغداد".
وبيّنت أن "الاجتماع المرتقب، جاء بعد فشل الحوارات واللقاءات التي أجريت خلال اليومين الماضين"، وأن "هذا الاجتماع سيكون حاسماً من أجل الاتفاق على تمرير رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، في البرلمان العراقي، ضمن مسعى لإنهاء الانقسام الحالي بالبيت السياسي العربي الشيعي في العراق".


ورجّحت المصادر ذاتها أن يكون الاجتماع غير إيجابي بالنسبة للزرفي؛ فحتى الكتل الداعمة له حالياً بدت غير متمسكة به وقابلة للتفاوض والتحاور بشأن استبداله.

إلى ذلك قال النائب عن تيار الحكمة أسعد المرشدي، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "هناك خلافات كبيرة بين القوى السياسية الشيعية، بشأن تكليف عدنان الزرفي، بتشكيل الحكومة الجديدة، والاجتماعات، التي عقدت خلال اليومين الماضيين، انتهت دون أي نتائج".
وبيّن المرشدي أن "القوى السياسية الشيعية ستواصل اجتماعاتها وحواراتها، إلى حين الوصول لاتفاق نهائي بشأن تمرير رئيس الوزراء المكلف في البرلمان العراقي من عدمه، وإذا كان الاتفاق على عدم التمرير، فبكل تأكيد سيقدم الزرفي خلال الأيام المقبلة، إذ لا يمكن له نيل الثقة، دون دعم الكتل الشيعية".
وأضاف أن "تحالف الفتح وائتلاف دولة القانون رافضان بشدة لتمرير الزرفي البرلمان، ونعتقد أن هذا القرار جاء بتأثير إحدى دول الإقليم، في حين أن تحالفي سائرون والنصر داعمان للزرفي، وتيار الحكمة داعم لأي اتفاق يحصل بين هذه الأطراف، فهو لغاية الآن في موقف محايد، لا يعارض ولا يؤيد".
وكشف النائب عن تيار الحكمة أن "رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي حاول فتح قنوات حوار وتواصل مع تحالف الفتح، لكن التحالف رفض ذلك، وأكد أن رفضه للزرفي لا يمكن التراجع عنه، وهذا الموقف نفسه لائتلاف دولة القانون".
في السياق، رجح المحلل السياسي عبد الله الركابي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الخلافات داخل البيت السياسي الشيعي وصلت إلى طريق مسدود لا يمكن حلها، ولهذا نعتقد أن الزرفي سيقدم اعتذاره في حال استمرارها وعدم حصول متغير مفاجئ بالمعادلة الحالية، كما سيكون اتفاق القوى الشيعية على بديله أمراً صعباً أيضاً".
ويرى الركابي أن "هناك قوى سياسية شيعية تعمل على خلق هذه المشاكل والخلافات، من أجل إبقاء الحكومة الحالية، برئاسة عادل عبد المهدي، لفترة أطول، مهما كان ثمن ذلك؛ فهي لها امتيازات في هذه الحكومة، لا يمكن أن تحصل عليها في الحكومات القادمة، مهما عملت".