معارك محتدمة في الشمال العراقي

معارك محتدمة في الشمال العراقي

عثمان المختار (العربي الجديد)
عثمان المختار
صحافي عراقي متخصص بصحافة البيانات وتدقيق المعلومات. مدير مكتب "العربي الجديد" في العراق.
02 يوليو 2016
+ الخط -
تستفيد الحكومة العراقية من موقف أميركي أكثر انفتاحاً على مليشيات "الحشد الشعبي"، من أجل زجّ المزيد منها إلى المحور الشمالي من البلاد، حيث تشتدّ المعارك منذ نحو أسبوع على محوري مخمور والشرقاط. في هذا السياق، تفيد مصادر عسكرية عراقية، بأن "المعارك الجارية منذ أيام عدة تتركز في مناطق سهلية ووديان وتلال، بمحيط القيارة (90 كيلومتراً جنوب الموصل) والشرقاط (100 كيلومتر شمال تكريت). وتجد القوات العراقية والمليشيات المساندة لها، حرية كبيرة في التحرّك بمحور الشرقاط، فيما تجد قوات "البشمركة" والجيش العراقي نفسها أمام مهمة غير سهلة في محور مخمور، غير أن المحورين يحظيان بدعم أميركي جوي واسع.

في هذا الإطار، يشير قائد عمليات الجيش في محافظة نينوى، اللواء الركن نجم الدين الجبوري، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، إلى أن "القوات العراقية تمكنت من السيطرة على تسع قرى بمحيط القيارة، حيث لا تزال المعارك متواصلة هناك". ويضيف بأن "التنظيم يستخدم الانتحاريين بكثافة، لكنه داخل حلقة استنزاف كبيرة والمدينة مصيرها التحرير". ويبيّن الجبوري أن "الوضع لم يعد في صالح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهو بمرحلة تراجع وتآكل"، وفقاً لقوله.

وعلمت "العربي الجديد" من ثلاثة مصادر عسكرية وسياسية، أن "دفعات جديدة من مليشيات الحشد وصلت إلى المحور الشمالي، تحديداً إلى مشارف الشرقاط والقيارة، حيث تسعى الحكومة لاستعادة السيطرة عليها بهدف قطع اتصال التنظيم في الشمال عن الغرب بشكل كامل وعزله في الموصل". ولا تسمح القوات العراقية باصطحاب جميع الصحافيين معها، بل يقتصر ذلك على عدد محدود من الصحافيين العاملين في قنوات تلفزيونية حكومية أو تلك التابعة للمليشيات وعددها 13 محطة فضائية. وفي الشرقاط ما تزال القوات العراقية تسعى لفتح ثغرة لداخل المدينة، وسط مقاومة كبيرة من "داعش"، بوجود عوائق عدة، كحقول الألغام والانتحاريين، الذين ينتشرون في المنطقة المعروفة بالتلال، التي تلف المدينة من ثلاثة محاور.

في هذا الصدد، يقول معاون قائد الفرقة الثامنة بالجيش العراقي، العميد ناظم محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك حالياً تتركّز على استنزاف داعش ومقاتليه داخل المدينة، ونأمل في أن يؤدي القصف الأميركي على خطوطهم الخلفية، إلى تفكيك دفاعاتهم أمامنا". ويوضح أن "سوء الأحوال الجوية سبب تأخر إضافي في التقدم".

من جهته، يقول عضو مجلس محافظة نينوى، سعيد الحمداني، لـ"العربي الجديد"، إن "الحشد خط أحمر ولا يمكن أن يقترب من الموصل، كي لا يرتكب جرائم شبيهة بما فعله في الفلوجة وغيرها من المدن". ويرى الحمداني أنه "لا يُمكن الوثوق بكلام رئيس الوزراء (حيدر العبادي)، حول أن الحشد سيبقى خارج الموصل، فقد سبق أن وعد بها وجهاء الفلوجة وأخلف بوعده، إثر دخول الحشد الفلوجة".

ويضيف بأن "إصرار قادة المليشيات على دخول المدينة دليل على نية سوء لديها، خصوصاً أنها تخسر العشرات من مقاتليها في كل معركة"، معرباً عن اعتقاده بأن "العمليات ستستمر حتى نهاية العام، وأن استعادة الموصل لن تكون خلال هذه الفترة، وعلى الأقلّ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".

أما العقيد الركن محمد الجابري، من "قوات تحرير الموصل"، وهي قوات متطوعة ضد "داعش"، مدعومة من تركيا وأكراد العراق، خصوصاً، فيرى بأن "تحرّكات مليشيات الحشد الواسعة، ما كانت لتتمّ من دون رضى أميركي". ويضيف "من جهتنا، إن همّنا الأول هو تحرير الموصل وأهلها، لكن بالنسبة للمليشيات، لا يُمكن أن تعطي شيئاً تفتقده، فهي أصلاً تابعة لإيران ولا يمكن التعامل معها".



ذات صلة

الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".

المساهمون