الجزائر: توقيف زعيم الكارتل المالي لدى محاولته الفرار لتونس

الجزائر: توقيف زعيم الكارتل المالي علي حداد لدى محاولته الفرار إلى تونس

31 مارس 2019
حداد كان ممنوعا من مغادرة البلاد (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -

أوقفت السلطات الجزائرية، فجر اليوم الأحد، زعيم الكارتل المالي ورئيس منظمة منتدى المؤسسات (تكتل لرجال الأعمال) علي حداد، في المركز الحدودي "أم الطبول" على الحدود الجزائرية التونسية، عندما كان يحاول الفرار إلى تونس. 

وقالت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" إن حداد، الذي استقال أول أمس الجمعة من منتدى رؤساء المؤسسات، أوقف في المعبر الحدودي وتم تسليمه إلى الدرك الوطني (جهاز تابع للجيش)، ليتم ترحيله من ولاية الطارف الحدودية نحو العاصمة. 

وذكرت المصادر أن حداد تعمّد الخروج من العاصمة الجزائرية ليلا لعدم إثارة الانتباه، وبهدف الوصول فجرا إلى المعبر الحدودي لضمان المرور دون أن يثير الشكوك.

وأوقف زعيم الكارتل المالي في سياق تدابير احترازية تزامنا مع تحقيقات تقوم بها الأجهزة الأمنية عن صلته بمجموعات من البلطجية تم توقيفها من قبل مصالح الأمن، واعترفوا بأنه تم توظيفهم من قبل رجل الأعمال لتخريب الحراك الشعبي وإشاعة الفوضى والعنف، ولإعطاء مبرر لتدخل قمعي للسلطة ضد التظاهرات.

وكان "العربي الجديد" أول من نشر، في 16 مارس/ آذار الجاري، قرار السلطات الجزائرية منع زعيم الكارتل المالي، وعدد من رجال الأعمال، من مغادرة البلاد، ومطالبتهم بالبقاء في الجزائر.

وأوضح مصدر جزائري مسؤول حينها، لـ"العربي الجديد"، أن "السلطات وزعت برقية مؤكدة على المحطات الحدودية والمطارات والموانئ، لمنع مغادرة رجل الأعمال علي حداد البلاد"، مشيرا إلى أن "السلطات كانت أبلغت المعني بأنه ممنوع من المغادرة، وطلبت منه البقاء في البلاد".

ويعد علي حداد من بين أبرز المقربين لمحيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وعلى علاقة خاصة بشقيقه السعيد بوتفليقة، وحاز بسبب ذلك استثمارات وصفقات متعددة في قطاعات الإعلام والأشغال العمومية والطرق والبنى التحيتة، رغم تحفظات تقنية عديدة على المشاريع التي يقوم بإنجازها.


ولعب حداد دورا في جمع الأموال ومساهمات رجال الأعمال في تمويل الحملات الانتخابية للرئيس بوتفليقة منذ الولاية الرئاسية الثانية له في عام 2004، ويملك إضافة إلى عدد من الشركات، قناة تلفزيونية وصحيفتين.  

وخلال مسيرات الحراك الشعبي وجه الشارع الجزائري انتقادات شديدة إلى علي حداد وآخرين ممن يسميهم بـ"رموز الفساد"، بسبب استغلالهم لعلاقتهم مع محيط بوتفليقة للفوز بصفقات غير قانونية وقروض غير مضمونة. 

وأول أمس الجمعة، أعلن حداد ستقالته من المنتدى الذي يعتبر أكبر تكتل لرجال الأعمال في البلاد.

ويأتي انسحاب حداد بعد أكثر من شهر على الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر، إذ يعيش الكارتل المالي ضغطا كبيرا على غرار الأحزاب السياسية الموالية للرئيس بوتفليقة.