واشنطن نفذت عملية سرية "فاشلة" ضد قائد إيراني باليمن

يوم قتل سليماني... واشنطن نفذت عملية سرية "فاشلة" ضد قائد إيراني باليمن

11 يناير 2020
شهلائي يتخذ من اليمن مقراً له (محمد حمود/ الأناضول)
+ الخط -
كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، الجمعة، أنّ القوات الأميركية نفذت "مهمة سرية" أخرى ضد مسؤول عسكري إيراني كبير في اليمن، في اليوم الذي قتل فيه الجيش الأميركي قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد، الجمعة الماضي.

واستهدفت الضربة الأميركية عبد الرضا شهلائي، الممول والقائد الرئيسي لـ"فيلق القدس" الإيراني في اليمن، لكنه لم تؤد إلى وفاته، وفقاً لما ذكره أربعة مسؤولين أميركيين على دراية بالأمر، للصحيفة.

وقد تشير العملية "غير الناجحة" إلى أنّ قتل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسليماني، الأسبوع الماضي، كان جزءاً من عملية أوسع نطاقاً مما تم الكشف عنه سابقاً، وفق الصحيفة.

كما أنّ العملية، بحسب الصحيفة، تثير تساؤلات حول ما إذا كانت المهمة الأميركية تهدف في الأصل إلى شل قيادة الحرس الثوري الإيراني، أم منع هجوم وشيك على الأميركيين فحسب، كما تقول إدارة ترامب.

وأوضح المسؤولون الأميركيون، للصحيفة، أنّ العملية ضد شهلائي لا تزال "سرية للغاية"، ورفض كثيرون تقديم تفاصيل أخرى، سوى أن قالوا "إنها لم تكن ناجحة".


وذكر المسؤولون لـ"واشنطن بوست" أنّ المسؤولين في البنتاغون والقادة العسكريين في فلوريدا كانوا يراقبون الضربتين وناقشوا الإعلان عنهما معاً، "إذا سارت الأمور على ما يرام".

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، شريطة عدم ذكر اسمه، للصحيفة: "لو قتلناه، لكنا نتفاخر بذلك في نفس الليلة".

وقال مسؤول آخر رفيع المستوى إنّه سمح بتنفيذ الضربتين في نفس الوقت تقريباً، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة لم تكشف عن مهمة شهلائي "لأنها لم تسر وفقاً للخطة".

ولم يستبعد المسؤول أن يبقى شهلائي هدفاً للولايات المتحدة في المستقبل، على الرغم من أن كلا البلدين قد أبديا اهتماماً بتخفيف حدة الأزمة.

ومن غير الواضح، وفق "واشنطن بوست" سبب فشل العملية. وقد رفضت وزارة الخارجية والبيت الأبيض، التعليق للصحيفة على تقريرها.

وعرضت وزارة الخارجية الأميركية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مكافأة قدرها 15 مليون دولار، مقابل معلومات تؤدي إلى شهلائي، وتعطيل الآليات المالية للحرس الثوري الإيراني.

وجاء في الإعلان أنّ شهلائي يتخذ من اليمن مقراً له ولديه "تاريخ طويل من المشاركة في الهجمات التي تستهدف الولايات المتحدة وحلفاءنا، بما في ذلك في مؤامرة 2011 ضد السفير السعودي" في مطعم إيطالي في واشنطن.


واتهمت الولايات المتحدة شهلائي بتنسيق مؤامرة فاشلة في 2011 لاغتيال سفير السعودية لديها في مقهى في واشنطن.

ويزعم المسؤولون الأميركيون أنّ شهلائي، المولود في حوالي عام 1957، على علاقة بالهجمات ضد القوات الأميركية في العراق، بما في ذلك غارة متطورة عام 2007 حيث قام عناصر مليشيات مدعومون من إيران باختطاف وقتل خمسة جنود أميركيين في مدينة كربلاء.


مسؤولان يؤكدان لـ"رويترز"

وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان، لـ"رويترز"، اليوم الجمعة، إنّ الولايات المتحدة نفذت عملية سرية في اليمن استهدفت مسؤولاً عسكرياً إيرانياً الأسبوع الماضي، لكنها فشلت في قتله. وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن اسميهما إن الضربة نُفذت في نفس اليوم الذي قتلت فيه الولايات المتحدة سليماني في ضربة بطائرة مسيرة في بغداد.

وامتنعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق بشأن الضربة الفاشلة في اليمن، والتي تحدثت عنها أول مرة صحيفة "واشنطن بوست".

وقالت ريبيكا ريباريش المتحدثة باسم البنتاغون "لا تعلق وزارة الدفاع على عمليات مزعومة في المنطقة".

المساهمون