الجيش يستأنف تقدّمه نحو الموصل القديمة ومطالبات بحماية المدنيين

الجيش يستأنف تقدّمه نحو الموصل القديمة ومطالبات بحماية المدنيين

16 ابريل 2017
وجود المدنيين يبطئ معركة الموصل (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

استأنفت القطعات العراقية، اليوم الأحد، تقدّمها باتجاه الموصل بعد توقف دام لنحو ثلاثة أسابيع، وأحرزت تقدماً بسيطاً، بينما تستمر الاشتباكات مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي حصّن نفسه خلال فترة توقف المعارك، في وقت طالب فيه مسؤولون بالحرص على حياة المدنيين.


وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطعات العراقية من الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب استأنفت اليوم التقدّم نحو الموصل القديمة"، مبينا أنّها باغتت تنظيم (داعش) من المحورين الجنوبي والغربي للساحل الأيمن".

وأوضح أنّ "التنظيم تصدّى للقطعات ودفع بعدد من انتحارييه نحوهم، كما احتدمت الاشتباكات في المحورين"، مبينا أنّ "قوات مكافحة الإرهاب استطاعت اقتحام خط صد التنظيم في حي التنك غربي الموصل، وتوغّلت في منطقة السوق".

وأشار إلى أنّ "القطعات رتبت صفوفها داخل السوق، وبدأت عملية تطهير داخله"، مبينا أنّ "الاشتباكات ما زالت مستمرّة وأنّ القوات بدأت تتحصّن داخل السوق لمنع أي تقدّم لـ(داعش) نحوها".
وأكد أنّ "قوات الشرطة الاتحادية بدورها تقدّمت نحو منطقة الزنجيلي، وأحرزت موطئ قدم بسيط، بعد اشتباكات عنيفة مع التنظيم"، مشيرا إلى أنّ "طيران التحالف كان مساندا للقطعات العراقية فقط، لكنّه لم يقصف ولم يوجه أي ضربات لفتح الطريق أمامها بسبب الكثافة السكانية في تلك المناطق".

وكانت القطعات العراقية قد أوقفت تقدّمها نحو مدينة الموصل منذ نهاية الشهر الماضي، عقب الكشف عن مجزرة الموصل الجديد، والتي راح ضحيتها مئات المدنيين نتيجة قصف طاول الحي السكني.

ودعا مسؤولون من محافظة نينوى القطعات العراقية إلى "الحرص على حياة المدنيين خلال عملية التقدّم، محذّرين من وجود مئات العوائل يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية".

وقالت النائبة عن المحافظة، نورا البجاري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطعات بدأت بالتقدم نحو مدينة الموصل القديمة، لكن تفاصيل الخطة التي تتقدم بها لم تكشف لأحد"، مبينة أنّ "هذه المناطق تحتاج إلى وقت كبير للسيطرة عليها، لأنّها مكتظّة بالسكان، ما يعوق من تقدّم القطعات بشكل كبير".

ورجّحت أنّ "تتأنّى القطعات وتتريّث بالتقدّم، لأننا خسرنا الكثير من المدنيين ولا نريد خسارة أعداد أخرى"، محذّرة من "خطورة ما أقدم عليه التنظيم الذي أجبر الأهالي ليكونوا دروعاً بشرية، وحتى إنّه لجأ أخيرا إلى إجبار العوائل بالتواجد مع القناصين على أسطح المنازل، الأمر الذي يشكّل خطراً ويعيق تقدم القوات والقصف".

ودعت إلى "أهمية تعديل الخطة العسكرية التي تتقدّم فيها القطعات باتجاه المدينة، لأنّ مئات العوائل تتواجد في المدينة"، منتقدة "عدم توفير ممرّات آمنة لخروج المدنيين".

يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" استغلّ توقف المعارك ولجأ إلى تلغيم شوارع وأزقة ومداخل الموصل القديمة بشكل كثيف، لمنع أي تقدّم للقطعات العراقية، كما استطاع خلال هذه الفترة من تحصين نفسه داخل المدينة.