العاهل الأردني يحذّر من مخاطر التصعيد الأميركي الإيراني

العاهل الأردني يحذّر من "فوضى لا توصف" جرّاء التصعيد الأميركي الإيراني

عمّان
avata
أنور الزيادات
صحافي أردني. مراسل العربي الجديد في الأردن.
15 يناير 2020
+ الخط -
حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، من مخاطر المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران على الشرق الأوسط والعالم، متسائلاً: "ماذا لو لم يبتعد الجانبان عن حافة الهاوية في المرة المقبلة؟"، مشدداً على أن أي انزلاق من شأنه أن يتسبب في "فوضى لا توصف".

وقال الملك عبد الله إن أي "حرب شاملة" أميركية إيرانية سـ"تهدد استقرار المنطقة بأسرها، وتهدد بإحداث اضطرابات هائلة في الاقتصاد العالمي بأكمله، بما في ذلك أسواق الطاقة، وتهدد بعودة الإرهاب إلى الظهور في جميع أنحاء العالم؟".

ويقوم ملك الأردن بجولة أوروبية استهلها من بروكسل، أمس الثلاثاء، حيث التقى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وقد بحث معه "دور الاتحاد الأوروبي في دعم مساعي تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها"، كما ألقى خطاباً أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبوغ الفرنسية الأربعاء.

وشدد العاهل الأردني على أنه "لا يمكن الوصول إلى عالم أكثر سلاماً دون شرق أوسط مستقر، والاستقرار في الشرق الأوسط غير ممكن دون سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأضاف أن "ما يحدث في الشرق الأوسط يترك أثره على كل مكان حول العالم، ومخاطر الفشل في المضي قدماً نحو تحقيق السلام في المنطقة تفاقمت، إذ يستمر العنف ويستمر بناء المستوطنات، وعدم احترام القانون الدولي".

وتابع أن "أكثر من سبعين عاماً من الصراع قد أودت بآمال تحقيق العدالة. واليوم، يسعى مناصرو حل الدولة الواحدة إلى فرض حل لا يمكن تصوره على المنطقة والعالم: دولة واحدة مبنية على أسس غير عادلة، تضع الفلسطينيين في مرتبة مواطنين من الدرجة الثانية. دولة واحدة تدير ظهرها لمنطقتها، وتديم الانقسامات بين الشعوب والأديان في جميع أنحاء العالم".

وتساءل العاهل الأردني: "هل يمكننا تحمل عواقب سلب المسلمين والمسيحيين على حد سواء من الروحانية والسلام والعيش المشترك، التي ترمز إليها مدينة القدس، والسماح لها بدلاً من ذلك بالانحدار إلى صراع سياسي؟".

وعن الأوضاع في العراق، قال إن "العراق موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا من 4 عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب "داعش"، واليوم مستقبلهم يرتكز على سلام هش"، مضيفاً: "أنا، شخصياً، لن أتخلى عن إخوتنا وأخواتنا هناك".

وأضاف أن "الأزمة في سورية لم تنته بعد"، مشيراً إلى أن "أكثر من نصف مليون شخص، والعديد منهم بالأصل لاجئون، نزحوا خلال الأشهر التسعة الماضية".

وأشار ملك الأردن إلى أن "السمة التي ميزت العقد الماضي أن الشعوب تمكنت من إسماع صوتها، وتدفق الملايين إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم، معبرين عن مطالبهم بصوت واضح، وهو فرصة عادلة ليشقوا طريقهم إلى النجاح".

وببحث العاهل الأردني في لقائه مع أعضاء مجلس حلف شمال الأطلسي (الناتو) "تجديد اتفاقية التعاون مع الحلف في المجالات العسكرية والأمنية والتدريب ومكافحة الإرهاب، والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط".

وفي السياق، قال المحلل السياسي محمد الملكاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ "ملك الأردن أراد أن يحمل رسالة للأوروبيين أن التحالفات التي تشهدها المنطقة تهدد الاستقرار في المنطقة، وأن الدعم الذي يقدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبنيامين نتنياهو سيجر المنطقة إلى حرب جيدة إذا لم تقم أوروبا بدورها في المنطقة".

وأضاف أن "تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بعدم إخلاء أي مستوطنة إسرائيلية مقامة بالضفة الغربية، وعزمه ضم منطقة غور الأردن وشمالي البحر الميت بالضفة إلى سيادة تل أبيب، حال انتخابه رئيساً للوزراء مرة أخرى، يعني أنه لا دولة فلسطينية، وأن ما تبقى سيضم للأردن، وهو أمر مرفوض بالمطلق".

وأشار إلى أن "العاهل الأردني بحث في جولته الأوروبية التوتر بين إيران والولايات المتحدة وما تمثله من تهديد للمنطقة، كما حمل التخوفات من مشروع إيران النووي، والتحذيرات من خطر هذا المشروع على استقرار الشرق الأوسط".

وقال المتحدث ذاته إن "جميع هذه التحذيرات تعني مطالبة واضحة لدول الاتحاد الأوروبي بالقيام بمسؤوليته تجاه المنطقة".

بدوره، أكد الكاتب الصحافي الأردني زياد الرباعي، لـ"العربي الجديد"، إن "ملك الأردن حمل عدة رسائل تحذيرية إلى أوروبا، ومنها عودة الإرهاب الى المنطقة، وربما عودة "داعش" مجدداً بقوة، وهو الأمر الذي يجب على الجميع مواجهته".

ولفت الرفاعي إلى أن "الملك يدعو أوروبا للعودة لاعباً أساسياً في المنطقة، من أجل عودة مسيرة السلام إلى مسارها، خاصة أنه كان واضحاً في الإشارة إلى تراجع العلاقات مع إسرائيل، رغم ربطه ذلك بالانتخابات الإسرائيلية".

ذات صلة

الصورة
عزمي بشارة (العربي الجديد)

سياسة

قال المفكر العربي عزمي بشارة إن جهات عديدة في أوروبا والولايات المتحدة تعمل منذ عقود بشكل منظم على تحويل التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى حالة دفاع عن النفس
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة
شلباية: نادال قدوتي في التنس وتعلمت كثيراً من أنس جابر

رياضة

حلّ موهبة التنس الأردنية عبد الله شلباية ضيفاً، في حوار حصري مع "العربي الجديد"، من أجل الحديث عن قدوته في عالم الكرة الصفراء، وأهدافه المستقبلية.

الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.