مصر ستمضي في الغارات على ليبيا... منفردة

أكدت مصادر حكومية مصرية لـ"العربي الجديد" أن مصر مستعدة للاستمرار في توجيه ضربات عسكرية ضد تنظيم "داعش" في ليبيا، ولو منفردة، معتبرةً أن "القانون الدولي وميثاق اﻷمم المتحدة يؤيدان تحركاتها، فضلاً عن كونها تحظى بدعم حكومة الأزمة برئاسة عبد الله الثني (الصورة)". وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن البيان الأخير المشترك الصادر عن الوﻻيات المتحدة والدول الأوروبية في روما، والرافض ضمنياً لتشكيل تحالف عسكري دولي بشأن ليبيا، "لا يفت في عضد مصر" حتى في ضوء حقيقة توقيعه من فرنسا وإيطاليا اللتين كانتا مؤيدتين لفكرة تشكيل التحالف.

" مصادر حكومية: الخيار اﻷول بالنسبة للقاهرة كان ولا يزال أن تستخدم مصر حقها في الدفاع عن نفسها وحدودها منفردة "

ووفقاً للمصادر، فإن "فكرة التحالف ما زالت خياراً ضمن قائمة سيناريوهات مصر للتعامل مع اﻷزمة، لكنها ليست الخيار الوحيد، وأن الخيار اﻷول كان ولا يزال أن تستخدم مصر حقها في الدفاع عن نفسها وحدودها، منفردة". وأكدت المصادر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أوصل هذه الرسالة، أمس الأربعاء، إلى قيادات المنطقة الغربية العسكرية والقوات الجوية، القائمين على عملية ضرب داعش في ليبيا، ومفادها "أن مصر مستمرة وجاهزة". وعما إذا كان السيسي قد شعر بخيبة أمل إزاء البيان الأميركي اﻷوروبي المشترك، ولا سيما بعد مباحثاته الهاتفية مع قادة فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، قالت المصادر إن "مصر تعلم أن تشكيل تحالف دولي أمر ليس سهلاً"، موضحةً أن "التحالف العسكري وفقاً لدعوة السيسي ﻻ يتعارض مع الحل السياسي، بل قد يساعد على إنجازه".
وحول إمكانية تشكيل تحالف عربي للتعامل مع اﻷزمة بدلاً من تدخل أطراف دولية، ذكرت المصادر أن "مصر واﻷردن بدأتا نشاطاً مكثفاً في هذا الصدد ستظهر ثماره خلال أيام"، منوهة إلى وجود "بعض دول الجوار التي لا زالت تتحفظ على التدخل العسكري بأي صورة". وعن احتماﻻت الدفع بوحدات برية أو قوات خاصة، أكدت المصادر أن "التدخل الشامل مرفوض، وأن الاستعانة بوحدات خاصة في ظروف معينة لتنفيذ بعض العمليات الخاطفة تحت الغطاء الجوي أمر وارد".