هدوءٌ حذر في درعا واستئناف المفاوضات بعد وساطة أردنية

هدوءٌ حذر في درعا واستئناف المفاوضات بعد وساطة أردنية

01 يوليو 2018
رفضت المعارضة الشروط الروسية في درعا(Getty)
+ الخط -
يسودُ هدوءٌ حذر محافظة درعا جنوب سورية، صباح اليوم الأحد، تزامناً مع استئناف المفاوضات في بلدة بصرى الشام، جنوب غرب سورية، بين المعارضة ومفاوضين روس بشأن اتفاق سلام ، وذلك بعد وساطة أردنية، وفقاً لما أكده المتحدث باسم المعارضة السورية، إبراهيم الجباوي، لوكالة "رويترز".

وأضاف المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية التي تمثل مفاوضي الجيش السوري الحر لوكالة "رويترز"، أن فريقاً يمثل الجيش السوري الحر يجري الآن محادثات مع ضباط روس في بلدة بصرى الشام.

وتأتي المفاوضات عقب فشل جولة مفاوضات أمس بسبب إصرار الروس على فرض شروط اعتبرتها المعارضة أقرب إلى الاستسلام، وأكدت أنها لن تقبل بها أبداً.

وقال وفد المعارضة إنه عرض على روسيا خلال المفاوضات التي تجري في أطراف بلدة بصرى الشام في ريف درعا الجنوبي الشرقي، إدارةً مشتركة مع قوات النظام لمعبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وأوضح الجباوي، في تصريحات صحافية، أنهم اقترحوا على الروس أيضاً عدم دخول قوات النظام من جيش وشرطة إلى المدن والبلدات، وبقاء السلاح الخفيف والمتوسط بيد "الجيش السوري الحر" للدفاع عن أنفسهم في حال غدر النظام بهم، وعدم تهجير أي مقاتل من المحافظة.

وقال، في المقابل، إن روسيا اشترطت تسليم كامل الأرض والسلاح الثقيل والخفيف والمطلوبين أمنياً إلى قوات النظام، الأمر الذي رفضه وفد المعارضة، ما أدى إلى انسحابه من الجولة الأولى للمفاوضات.

قصف روسي

وبالتزامن مع مفاوضات أمس، شنّت قوات النظام والطيران الحربي الروسي عمليات قصف مكثفة أسفرت عن مقتل 59 مدنياً وإصابة العشرات.

وقال "مكتب توثيق الشهداء" في درعا أن 59 مدنياً، بينهم 23 طفلاً و11 سيدة، قتلوا أمس السبت، جرّاء الغارات التي نفذها الطيران الحربي الروسي والسوري والقصف المدفعي على ريف درعا الشرقي.

وأوضح المكتب أن ستة مدنيين، بينهم طفل وثلاث سيدات، قتلوا بعد إصابتهم بغارات الطيران الحربي الروسي والسوري والقصف المدفعي على ريف درعا الغربي، فيما لقيت سيدتان و12 طفلاً من الفارين من هجمات النظام، مصرعهم قرب الحدود الأردنية مع محافظة درعا جراء العطش والمرض.

كما ارتكب طيران النظام المروحي مجزرة بحق المدنيين، جراء إلقاء براميل متفجرة على بلدة غصم بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى سقوط 15 قتيلاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة العشرات بجروح خطيرة، فضلا عن دمار كبير في الأبنية السكنية.

كما تعرضت مدن وقرى نوى وكحيل والسهوة والمتاعية وأم المياذن ونصيب والغارية الغربية والنعيمة والجيزة وصيدا والمسيفرة والطيبة وطفس والشيخ سعد وبصرى الشام واليادودة ومنطقة غرز وتل السمن، لعشرات الغارات الجوية من قبل النظام والروس، وترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف.

من جهتها، نفت أمس مصادر عسكرية في الجيش الحر التابعة للمعارضة السورية الأنباء التي تحدثت عن دخول بلدة بصرى الشام بالمصالحة مع النظام السوري.

وأعلنت فصائل المعارضة أمس أنها استعادت السيطرة على بلدات السهوة وصيدا والطيبة والمتاعية وغصم ومعربا والجيزة، بالإضافة إلى مواقع عسكرية في محيط مدينة الحراك، ما أسفر عن تراجع كبير لقوات النظام، في مدن الحراك والكرك الشرقي.


وأعلنت غرفة العمليات المركزية تدمير ثلاث دبابات، إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات النظام، خلال المعارك العنيفة في حي سجنة، والقاعدة الجوية قرب درعا البلد، والتي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بغية قطع التواصل بين ريفي درعا الشرقي والغربي.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن انضمام ثلاث بلدات إلى نظام الهدنة في المنطقة و"موافقة 250 مسلحاً من فصائل المعارضة المحلية على تسوية أوضاعهم مع القوات الحكومية".

وأوضح مدير مركز حميميم للمصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء ألكسي تسيغانكوف، في بيان صدر عنه مساء السبت، أن هذه البلدات هي أم ولد وابطع وجبيب.

غير أن مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" عدم دقة هذه المعلومات. وباستثناء بلدة ابطع الموالية أصلاً للنظام بحسب المصادر، فإن أم ولد وجبيب هي مع المعارضة اليوم، لافتاً إلى تمكن فصائل المعارضة أمس من استعادة بلدة داعل المجاورة لبلدة ابطع بعد أن دخلتها قوات النظام وأفراد من الشرطة العسكرية الروسية.

 

 

المساهمون