قوات حفتر تستعد لاقتحام درنة الليبية

قوات حفتر تستعد لاقتحام درنة الليبية بعد أشهر من حصارها

14 اغسطس 2017
قوات حفتر أعدت خطة لاقتحام المدينة المحاصرة (Getty)
+ الخط -



في وقت يعاني فيه أهالي مدينة درنة، أقصى شرق ليبيا، حصارًا خانقًا أفقدهم إمكانية الوصول إلى احتياجاتهم الإنسانية من غذاء ودواء؛ أعلنت قيادة قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، استعدادها لاقتحام المدينة، خلال الأيام القادمة.

وكشف مصدر عسكري تابع لقوات حفتر لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، عن خطة عسكرية يتم الإعداد لها لبدء اقتحام المدينة، تتمثل في السيطرة على مناطق استراتيجية بالنسبة للمدينة، من بينها وادي الناقة، المدخل الغربي للمدينة، والذي شنت من خلاله قوات "مجلس شورى درنة" عدة هجمات على قوات حفتر.

وقال المصدر، إن جبل تمسكت وبوالضحاك، بالإضافة إلى العقبة، أعدت لها وحدات خاصة للسيطرة عليها، كل على حدة، لتشتيت قوة شورى المدينة، إذ تعد هذه المواقع من مواقع الدفاع والسيطرة على مداخل ومنافذ المدينة المفضية إلى وسطها بشكل مباشر.

وأوضح المصدر أن قوات حفتر شكلت غرفة مشتركة بقيادة جديدة في منطقة عين مارة، حيث توجد كتيبة تُعرف باسم "أولياء الدم"، مكونة من أهالي المتضررين من تفجير منطقة القبضة قبل سنتين، والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصًا من أهالي عين مارة، ويتهم أهالي المنطقة شورى مدينة درنة بالضلوع في التفجير.

وأضاف أن محاور أخرى ستكون كخطوط حماية للتقدمات والاشتباكات المباشرة، منها محور الفتائح ومرتوبة شرق المدينة، معتبرًا أن خطًّا قتاليًّا جديدًا سيكون أكثر فعالية وكثافة، والمتمثل في الطيران الحربي، من دون أن يوضح ما إذا كان الطيران تابعًا لحفتر أم أنه قادم من دول أخرى كمصر، والتي سبق وأن نفذت عدة هجمات على المدينة في مناسبات سابقة.



وقال المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، أمس الأحد، إن "وحدات من القوات البرية تقدمت، الأحد، باتجاه مدينة درنة من خمسة محاور مصحوبة بإسناد جوي" مستعرضًا، على حسابه في موقع "تويتر"، صورًا لعسكريين يقومون بجولات جوية على شاطئ المدينة.

وأضاف المسماري أن طائرة تابعة لقوات حفتر استهدفت في منطقة الظهر الحمر، على مشارف درنة، "منازل، وتحديدًا منازل بوربيحه وسيدي القرباع"، نتج عنه تدمير سيارتين تابعتين لمقاتلي "مجلس شورى درنة".

وكان "مجلس شورى مدينة درنة" قد أعلن، يوم أمس، عن عزمه تسليم جثمان عادل الجهاني، الطيار الذي قتل بعد استهداف طائرته من قبل المجلس، أثناء محاولته قصف أحد المواقع التابعة له.

وكانت قوات حفتر شددت الخناق بشكل كبير على المدينة، بعد إسقاط طائرة الجهاني والتحفظ على جثته، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والغذائية لها.

وتعتبر مدينة درنة (300 كم شرق بنغازي) من المدن التي تمثل الوجه الحضاري والثقافي للبلاد، حيث ينتسب لها أغلب رموز الثقافة والأدب الليبيين، كما أنها عرفت بمعارضتها ورفضها للحكم الديكتاتوري منذ عهد القذافي الذي حاصرها في عام 1995 لعدة شهور، وقام بحملات تفتيش واعتقال في صفوف أبنائها.

وخلال ثورة فبراير، شاركت المدينة بقوة في إنجاح الثورة، حيث شكلت كتائب للثوار، من أبرزها "كتيبة شهداء أبوسليم"، شاركت في قتال كتائب القذافي.

وبرزت المدينة، مرة أخرى، إثر إطلاق حفتر "عملية الكرامة" منتصف عام 2014، لتعارض أهدافه الساعية للسيطرة على البلاد عسكريًّا. ويعتبر انتصار ثوار المدينة، الذين تشكلوا تحت مسمى "مجلس شورى مدينة درنة"، على تنظيم "داعش" الإرهابي، منتصف العام الماضي، وطردهم خارج المدينة، من أهم منجزاتهم، لتبقى المدينة تحت سيطرتهم تعاني من حصار قوات حفتر التي تصر على تصنيف ثوارها ضمن مسمى "الإرهاب".