السبسي لـ"التلفزيون العربي":حسناً تفعل النهضة بفصل الدعوي عن السياسي

السبسي لـ"التلفزيون العربي":حسناً تفعل النهضة بفصل الدعوي عن السياسي

20 مايو 2016
السبسي: زيارتي للدوحة تاريخية(فيسبوك)
+ الخط -
وصف الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، زيارته إلى الدوحة، التي بدأت الثلاثاء الماضي واختتمها أمس الخميس، بأنها "ناجحة قبل أن تبدأ"، معتبراً أن التعاون بين بلاده وقطر ممتاز، وواصفاً الزيارة التي أجرى خلالها مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بأنها "تاريخية فعلاً".
وأشار الرئيس التونسي، في مقابلة مع شبكة التلفزيون العربي، بثّها أمس في برنامج "حديث خاص"، إلى أن قطر هي ثاني دولة في العالم لها استثمارات في تونس. ورداً على سؤال عما إذا كان الجليد قد ذاب في العلاقات مع دول خليجية بسبب وجود أطراف في الحكم في تونس لا ترتاح إليها هذه الدول، قال السبسي إن كل جليد لا بد أن يذوب. وشدد السبسي على أن تونس لا تساوم في قراراتها السيادية، كما أنه لا شيء نهائي في السياسة، واصفاً العلاقات مع دولة الإمارات بأنها ممتازة، وإن لكل من البلدين مصلحة في العلاقات الحسنة بينهما. مع العلم أن السبسي زار في جولة خليجية سابقة كلاً من السعودية والكويت والبحرين.



وأعرب السبسي، في المقابلة مع شبكة التلفزيون العربي والتي أجرتها معه الزميلة ليلى الشايب، عن سروره بما رآه من تطور في زيارته قطر، وهي الثانية له، بعد زيارته السابقة عندما كان رئيساً للحكومة في 2011.

وفيما لم يقدم السبسي جواباً محدّداً على سؤال وجّه له عمّا إذا كان هناك تواصل بين تونس والنظام السوري، اكتفى بالقول إنه يتمنى خروج سورية من أزمتها، واعتبر أن الحل فيها لا يمكن أن يكون عسكرياً بل سياسي، ووصف الحرب القائمة فيها بأنها بمثابة نزاع بين الغرب وروسيا. وعمّا إذا كان يرى وجود شبان تونسيين يقاتلون مع تنظيمات متشددة في سورية يسيء إلى صورة تونس، وما إذا كان هناك تواصل مع السلطة في دمشق بشأنهم، قال السبسي إن هذه الإساءة قائمة، غير أنه لا علاقة لسورية بأمر هؤلاء الشبان، ذلك أن المسؤولية عن التحاقهم بالقتال هناك هو الوضع في تونس نفسه، حيث إن هناك 620 ألف تونسي وتونسية بلا عمل، بينهم 240 ألفاً يحملون شهادات جامعية عليا، وأعداد منهم يصبحون فريسة للإرهابيين الذين يستدرجونهم. ولدى هؤلاء خطط ومنظمات، وأموال طائلة يغرون بها الشباب الذين يُعطى الواحد منهم ألفا يورو.
وشدد السبسي على أنه لا بد من القضاء على أسباب الإرهاب، ومنها تأمين العمل للشبان العاطلين، غير أن الاقتصاد التونسي في أوضاعه الحالية لا يستوعب هذا الأمر، ولذلك لا بد من استثمارات داخلية وخارجية، وهو ما يتم العمل عليه، وما تقوم به الحكومة، غير أن الحال ما زال دون ما هو مطلوب. وأفاد الرئيس التونسي بأن الحكومة قامت بإصلاحات هيكلية وإجرائية، بما فيها ما يخص الضرائب، كما أن هناك مشاريع موجودة في مجلس النواب للمصادقة عليها، من شأنها أن تحسّن الأوضاع.
من جهة ثانية، امتنع الرئيس التونسي عن الإجابة بأي اتجاه عمّا إذا كان سيلبي الدعوة التي تلقاها لحضور افتتاح المؤتمر العام لحركة النهضة، والذي ينعقد اليوم الجمعة. وقال إن أحسن ما تفعله الحركة حين تقوم بما أعلنته عن استعدادها للفصل بين العملين، الدعوي والسياسي. وأوضح السبسي أن لكل حزب في تونس الحق في مزاولة نشاطه السياسي، مع عدم نسيان أنه لا مرجعية دينية للدولة التونسية في دستورها، مع التأكيد، في الوقت نفسه، على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وهو الإسلام الصحيح الذي يصدر عن النص القرآني.
وبشأن أزمة الانشقاق والمشكلات التي يمر بها حزب نداء تونس الذي كان يتزعمه، قال السبسي إنه كان قد أسس الحزب لإيجاد توازن سياسي في البلاد، غير أنه استقال منه احتراماً للدستور الذي يوجب هذا الأمر، ووصف ما يجري في الحزب بأنه غير سليم، إلا أنه أشار إلى أن أغلب الأحزاب في تونس تعرف أزمات مماثلة، وأوضح أيضاً أن "نداء تونس" بدأ يسترجع لياقته ويخرج من الأزمة.
وعلى الرغم من الصعوبات، قال السبسي إن مستقبل تونس لا بد أن يكون أفضل من ماضيها، وإنه شخصياً لم يترشح للرئاسة التي فاز في انتخاباتها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 إلا لقناعته بهذا الأمر، معرباً عن قناعته بأن تونس ستكون في وضع أفضل يفتخر به كل أبنائها. وأوضح السبسي أن الحكومة التي أعقبت الانتخابات وجدت نفسها في مواجهة تحديات كبرى، أولها الإرهاب، وقال إن تونس ليست وحدها المعنية بهذا القضية، ذلك أن للإرهاب بعداً دولياً وإقليمياً، ولا بد من استراتيجية شاملة مع الدول المهددة بالإرهاب الذي ليس هناك دولة واحدة في منأى منه.
وفي ما يتعلق بليبيا، شدد الرئيس السبسي على أن حل الخلافات في ليبيا سياسي، ويجب أن يرضي كل الليبيين، ولا يمكن أن يكون بتدخل عسكري، ذلك أن لمثل هذا التدخل تداعياته التي لن تتوقف على الداخل الليبي، وإنما ستتأثر بها تونس التي ظلت تشجع الحوار بين كل الأطراف. وأشار إلى أنه ليست كل الدول تفضّل الحل السلمي والسياسي في ليبيا، على الرغم من أن تدخلاً عسكرياً سيسبب انقسام ليبيا إلى شطرين، قبل أن يعرب عن اعتقاده بأن ليبيا تمضي في طريق الحل حالياً.
إلى ذلك، نفى السبسي أن تكون الحكومة التونسية قد تحاورت مع المهربين في الحلول التي وضعتها بشأن استئناف التبادل التجاري مع ليبيا عبر الحدود، وقال إن هذه الحلول تتعلق بالمعابر الرسمية، ولا علاقة للمهربين بالموضوع. وأفاد بأنه تم العمل على تأمين الحدود مع ليبيا، بتركيب أجهزة إلكترونية، وبدعم من حكومات دول صديقة.