الدوحة تنفي ادعاءات إماراتية باعتراض مقاتلات قطرية لإحدى طائراتها

الدوحة تنفي ادعاءات إماراتية باعتراض مقاتلات قطرية لإحدى طائراتها

15 يناير 2018
أكّدت لولوة الخاطر أن الاتهامات عارية من الصحة(العربي الجديد)
+ الخط -
نفت قطر، يوم الإثنين، ادعاءات الإمارات بأن إحدى طائراتها المتجهة إلى المنامة جرى اعتراضها من قبل مقاتلات قطرية، ووصفت تلك الأنباء بـ"الادعاء الذي يأتي بعد يوم واحد من حادثة اختراق طائرة عسكرية للنقل الجوي تابعة للإمارات أجواء دولة قطر".

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، أن مزاعم الإمارات عن اعتراض طائرات قطرية مقاتلة لأية طائرات مدنية إماراتية هو "ادعاء عارٍ من الصحة".

وأضافت الخاطر، بحسب تدوينة لها على "تويتر"، أنه "يبدو أن هيئة الطيران بدولة الإمارات تحاول من خلال نشرها ادعاءات كاذبة استباق الأحداث والتغطية على خبر اختراق الطائرة العسكرية الإماراتية الأجواء القطرية".

وشددت "كما يبدو، من ناحية ثانية، أن دولة الإمارات تحاول لفت الأنظار بعيدا عن حوادث أخرى سببت لها أزمات إعلامية في اليومين الماضيين، وتحاول التغطية عليها عن طريق خلق الفقاعات الإعلامية غير المؤسسة على وقائع حقيقية".

وذكرت الخاطر أنه "يجب التذكير بأن هذه الهجمة الإعلامية التي يبدو أنها ممنهجة تأتي بعد تسليم دولة قطر رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بشأن اختراقات طائرتين عسكريتين إماراتيتين المجال الجوي لدولة قطر".




وشهدت الأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر، والمتواصلة منذ أواخر شهر مايو/ أيار من العام الماضي، تصعيداً خلال الساعات الماضية، تمثّل بالاتهامات الإماراتية لقطر باختراق سلامة الطيران المدني، واعتراض طائرات عسكرية قطرية لطائرات مدنية إماراتية، وهو الاتهام الذي نفته الدوحة. 

وزعمت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، اليوم الإثنين، "اعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين، كانتا متوجهتين إلى البحرين"، وهو الإعلان الذي نفته قطر فوراً من خلال المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، قبل إعلان الإمارات عن اعتراض ثانٍ لطائرة مدنية أخرى تابعة لها.

ودحضت القيادة الأميركية المركزية في الشرق الأوسط، ومقرها قاعدة العديد في قطر، الاتهامات الإماراتية للدوحة باستهداف طائراتها المدنية، إذ أعلن المتحدث باسمها، داميان بيكارت، أن "القيادة لم ترصد أي تقارير متعلّقة باعتراض طائرات مدنية في منطقة الخليج".

وتأتي اتهامات أبوظبي بعد أن أعلنت قطر، السبت الماضي، أن طائرات عسكرية إماراتية اخترقت الأجواء القطرية مرتين قبل أيام.

ويأتي هذا التصعيد الإماراتي ضد قطر قبل مرور ساعات على التطور الآخر، الذي تمثّل بإعلان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة القطرية، عن احتجازه في أبوظبي، وهو الخبر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الخليجية ولا يزال. 


وقد طالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، اليوم الإثنين، السلطات الإماراتية بالإفراج عنه سريعاً، وحملتها مسؤولية سلامته.

كما يأتي التصعيد الإماراتي ضد قطر بعد أن قامت الدوحة بإبلاغ الأمم المتحدة بأنّ طائرة عسكرية إماراتية كانت متجهة إلى المنامة انتهكت مجالها الجوي مطلع يناير/ كانون الثاني الحالي، وهو الحادث الذي سبقه حادث مماثل في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حينما انتهكت مقاتلة إماراتية المنطقة الاقتصادية لدولة قطر وحلّقت في الأجواء القطرية.


وفي الوقت الذي حذر فيه مراقبون خليجيون من الآثار المترتبة على هذا التصعيد الإماراتي ضد قطر، وإمكانية حدوث اشتباك جوي بين البلدين في حال استمر، قال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات، سيف السويدي، في تصريحات صحافية، إن "الطائرتين الإماراتيتين قابلتهما طائرات عسكرية بطريقة خطيرة وغير مسموح بها حسب القانون الدولي المنظم للطيران المدني"، موضحاً أن المسار الذي اتبعته الطائرتان "مسار ملاحي دولي متاح للحركة الجوية في هذه المنطقة، ولا يوجد أي اعتراض مسبق من قطر على استخدامه".

واللافت أنّ الاتهامات الإماراتية لقطر تأتي في الوقت الذي لم تمنع قطر الطائرات الإماراتية وطائرات دول الحصار الأخرى من استخدام أجوائها.

وقطعت الإمارات والبحرين والمملكة السعودية ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وسحبت سفراءها منذ الخامس من يونيو/حزيران الماضي، بعدما اتهمت الدول الأربع الدوحة بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته قطر، وأكدت أن هذه الدول تستهدف سيادتها واستقلالها. كما اتخذت دول الحصار الأربع لدى قطع علاقاتها مع قطر، إجراءات عقابية بحقها في محاولة لتضييق الخناق عليها تجارياً واقتصادياً، ومن بينها منع الطائرات القطرية من عبور أجوائها، وإغلاق جميع المنافذ البرية والبحرية معها. وفي الوقت الذي تمنع فيه الدول الأربع الخطوط القطرية من تسيير رحلاتها في أجوائها، استمرت السلطات القطرية بالسماح لطائرات دول الحصار باستخدام أجوائها في رحلاتها كالمعتاد ودون تغيير.

المساهمون