تزايد حالات اختطاف الناشطين والمتظاهرين في بغداد وجنوبي العراق

تزايد حالات اختطاف الناشطين والمتظاهرين في بغداد وجنوبي العراق

05 نوفمبر 2019
اتهام إيران بالوقوف وراء الاختطافات في العراق(فرانس برس)
+ الخط -
سجلت مدن عراقية عدة، أبرزها بغداد والبصرة وذي قار وبابل، تزايدا في حالات الاختطاف التي طاولت ناشطين ومدونين عراقيين، بينهم نساء. 


واستفزت الاختطفات، التي طاولت الناشطات، الشارع العراقي، كونها تجاوزت أعراف المجتمع العراقي المحافظ الذي ظلت فيه المرأة بعيدة عن المساومات والصراعات السياسية. ويشترك الضحايا المختطفون في كونهم جميعا من المؤيدين للتظاهرات والناشطين في التدوين أو دعم المتظاهرين، أو حتى في توفير العلاج والرعاية للمصابين منهم. وتتصدر بغداد وذي قار وميسان وبابل والبصرة سجل الاختطاف حيث تجاوز عدد المختطفين فيها إلى الآن عشرين ناشطا ومدونا في غضون شهر. 

وتم العثور على أحد المعتقلين، عقب إطلاق سراحه بعد أن تعرض لضرب مبرح، مرميا على حافة طريق عام خارج حدود العاصمة بغداد. 

وتُوجه أصابع الاتهام في عمليات الخطف إلى مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران، أبرزها كتائب حزب الله ومليشيا النجباء والخراساني والعصائب وفصائل أخرى تعتبر التظاهرات مؤامرة خارجية تقودها واشنطن ودولة الاحتلال الإسرائيلي. 

 
وبحسب مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، فإن رئيس الجمهورية والوزراء وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يعرفون الخاطفين كونهم توسطوا في الأسبوع الماضي للناشط شجاع الخفاجي وأطلق سراحه بعد ساعات.


ويؤكد أن تلك الجهات تقف وراء الاختطافات، مشيرا إلى أنه يجب توجيه الأسئلة بشأن المختطفين إلى كل من أبو مهدي المهندس وأبو منتظر الحسيني وحامد الجزائري وقيس الخزعلي وأبو زينب اللامي وأبو آلاء الولائي وأبو إيمان البهادلي.

وأوضح أن استخبارات الجيش أو الداخلية تعتقل ولا تختطف أما في حالات الاختطاف الراهنة، فيجب توجيه الأسئلة إلى زعامات مليشيات الحشد المرتبطة بإيران. 

ووصفت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، في بيان، ما يتعرض له الناشطون والصحافيون والمدونون والمتظاهرون بأنه اختطاف منظم، مطالبة بالكشف عن مصير جميع المختطفين واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من الاختطاف المنظم في بغداد والمحافظات.

وخصصت المفوضية خطاً ساخناً للإبلاغ عن حالات الخطف التي يتعرض لها المتظاهرون والناشطون والإعلاميون. 


وتعرضت الناشطة صبا المهداوي للخطف أثناء عودتها إلى منزلها قادمة من ساحة التحرير في بغداد على يد مجموعة مسلحة السبت الماضي، ولا يزال مصيرها مجهولاً.
 
وتقول والدة صبا" قدمت شكوى إلى المركز وتبين أنها لم تختطف من منطقة البياع التي نسكنها، ابنتي مجرد ناشطة مدنية وليس لديها أي انتماء لأي حزب".


وتعرض الناشط عباس الفضلي رئيس فريق كيلو فرح التطوعي الإنساني أمس الإثنين للاختطاف على يد مجموعة مسلحة، ولا يزال مصيره مجهولاً، فيما طالب زملاؤه الجهات الأمنية بالتدخل لمعرفة مصيره. 


وفي اليوم التالي على اختطاف الناشطة صبا المهداوي، تعرض المحلل السياسي الدكتور قحطان الخفاجي لمحاولة اختطاف عند عودته من ساحة التحرير متوجهاً إلى منزله.

وأوضح الخفاجي أن سيارة اعترضت طريقه وخرج منها رجلان وصوبا سلاحهما نحوه، مشيرا إلى أنه تمكن من الفرار. 



وسجلت منظمات حقوقية اختفاء ثلاثة ناشطين ومحام في محافظة ميسان خلال الأسبوعين الماضيين، جنوب البلاد وهم ميثم الحلو وعقيل التميمي وفلاح حسن سلوم والمحامي علي جاسب حطاب، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، فيما تقول قوات الأمن بأنها تتابع قضاياهم في محاولة للوصول إلى الخاطفين. 

وعُثر أول أمس على المتظاهر سيف الربيعي مرمياً في إحدى المناطق النائية في بغداد حياً وعلى جسده آثار تعذيب شديد بعد تعرضه لعملية خطف سابقة حسب مصادر أمنية. 


ووصف محللون ما يجري من عمليات اختطاف للناشطين والصحافيين والإعلاميين بأنه ترهيب ويندرج ضمن قمع التظاهرات في العراق. 
ويقول الخبير الأمني سامر العبيدي إن "الجهات الأمنية عاجزة عن إيجاد المختطفين لأنها ببساطة تعرف الخاطفين"، واصفا حكومة عادل عبد المهدي بالحكومة "الأضعف". 

وفيما يرى الناشط علي الأكبر أن اختطاف الناشطة صبا المهداوي في بغداد بعد سلسلة تهديدات طاولت الكثير من الناشطين هو أول تهديد تم تنفيذه وإعلان من السلطة عن انطلاق مرحلة تصفية الثورة. 

ولا تنشر السلطات الأمنية إحصائيات واضحة عن أعداد المختطفين، بل يظل الأمر مقتصرا على ما ينشره الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وما تتضمنه بيانات المنظمات الحقوقية والإنسانية. 


دلالات

المساهمون