الاعتقال والقنّاصة يعيقون وصول المتظاهرين للساحات الرئيسية في بغداد

الاعتقال والقنّاصة يعيقون وصول المتظاهرين للساحات الرئيسية في بغداد

06 أكتوبر 2019
تتواصل التظاهرات في العراق (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -
لأول مرة منذ الثلاثاء، شهدت بغداد هدوءا حذرا، على وقع انتشار الحشود العسكرية والأمنية، واستمرار الاعتقالات والتدقيق الأمني للمارين باتجاه ساحات بغداد الرئيسية، التي تركزت فيها التظاهرات في الأيام الماضية، وأبرزها التحرير، والطيران والخلاني، في وقت ما زالت الأحياء والمناطق الشعبية شرقي العاصمة، كالزعفرانية والصدر والشعب وسوق شلال والبلديات، إضافة إلى شارع فلسطين، تخضع لإجراءات أمنية مشددة، وانتشار لمسلحين يتبعون فصائل في "الحشد الشعبي".

في المقابل، شهدت مدن جنوبي العراق تظاهرات أقل زخما، خاصة في الناصرية والديوانية عاصمتي ذي قار والقادسية المحليتين، وتسلم الجيش العراقي رسميا ملف أمن وحماية المباني الحكومية والخدمية مؤقتا، بعد اقتحام عدد منها في الأيام الماضية في ذي قار والقادسية والنجف.

ناشطون عراقيون أكدوا أن وجود القناصة على أسطح المباني العالية وعمليات الاعتقال بالقرب من ساحات التحرير والطيران والخلاني، وسط بغداد، أعاقا وصول المتظاهرين وتجمعهم في نقطة واحدة.

وبحسب أحدهم، فإن أفراد الجيش أنفسهم صاروا يحذّرون من يريد التوجه إلى تلك الساحات بوجود قناصة يعتلون أسطح بنايات المطعم التركي، وعمارة الوقف والكيلاني القريبة من تلك الساحات، لافتا إلى أن "قسما كبيرا ممن شاركوا أمس في التظاهرات، إما باتوا في المستشفيات أو اعتقلوا فعلا".

في غضون ذلك، أكد شهود عيان انطلاق تظاهرات في مدينة الصدر والبلديات والزعفرانية، لكن تم حصرها داخل مناطق عديدة، ومنعت قوات الشرطة الاتحادية من تمددها إلى خارجها.

ويأتي ذلك مع شن وحدات أمن خاصة حملة دهم استهدفت مكاتب وسط بغداد اتهمت بأنها تمتلك منظومات إنترنت غير مرخصة ومتورطة بتسريب مقاطع فيديو لعمليات قمع التظاهرات في العراق.

وما زالت الحكومة العراقية تقطع خدمات الإنترنت عن البلاد لليوم الخامس، وسط ضعف عام في قوة شبكات الهاتف المحمول بمناطق عدة تتركز فيها التظاهرات، أبرزها الناصرية والديوانية.

وفي ذي قار، شهدت مدينة الناصرية تظاهرات شارك فيها المئات في شارع النبي إبراهيم وشارع المحافظة، قبل أن تقوم قوات الجيش بتفريقها بواسطة إطلاق النار في الهواء من دون وقوع أي إصابات، فيما شهدت مدينة الديوانية، عاصمة محافظة القادسية المحلية، تظاهرات بشارع السكلات ومقابل مبنى المحافظة.

وشهدت السماوة، مركز محافظة المثنى، تظاهرات مماثلة، ضمت العشرات، تركزت قرب ساحة الاحتفالات وسط المدينة.

إلى ذلك، تستمر الاعتقالات التي تخطت في بعض التقديرات عتبة المائة ناشط ومتظاهر منذ صباح اليوم، وهو ما أدى إلى تحول التظاهرات إلى تجمعات شبابية لا تتجاوز بضع عشرات في بعض المناطق.

وعلق عضو التيار المدني العراقي علي النافع على الأجواء الحالية ببغداد والجنوب بعبارة تهكمية "مبارك انتصار الحكومة والأحزاب على المتظاهرين"، مضيفا لـ"العربي الجديد" أن "قمع التظاهرات بالدم والاعتقالات لا يعني نجاح الحكومة أو انتصارها، بل دليل على فشلها".

 

فيما وصف النائب بالبرلمان العراقي، فائق الشيخ علي، توسيع عمليات قمع المتظاهرين بأنها "انقلاب على الديمقراطية وجر البلاد نحو الاستبداد".

وأوضح الشيخ علي، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية، أن "ما يحصل في العراق من قتل للمتظاهرين المطالبين بحقوقهم وقمع وتكميم الأفواه والاعتداء على المؤسسات الإعلامية، واستعراض القوة من قبل أدعياء الإسلام المزيف، لهو انقلاب على الديمقراطية وجر البلد نحو الاستبداد"، وأضاف "كانوا جرذانا في زمن الديكتاتورية، وأصبحوا أسودا بعد رحيلها... يا لعار أميركا"، وفقا لقوله.

في السياق ذاته، علم "العربي الجديد" أنه من المرتقب عقد مؤتمر صحافي في بغداد خلال الساعات القليلة المقبلة لوزراء الداخلية والدفاع والصحة، إضافة إلى ممثل عن قيادة العمليات المشتركة التي تضم مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية، بهدف الحديث عن الأوضاع العامة في البلاد.

المساهمون