إيران أسقطت الطائرة الأوكرانية ظنّاً أنّها "صاروخ كروز"

إيران تكشف تفاصيل إسقاط الطائرة الأوكرانية: اشتبهنا في أنّها "صاروخ كروز"

11 يناير 2020
كشف المسؤول الإيراني عن تفاصيل إسقاط الطائرة(عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -
كشف قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال أمير علي حاجي زادة، عن تفاصيل إسقاط قواته الطائرة الأوكرانية، فجر الأربعاء الماضي، بالقرب من العاصمة طهران، قائلاً: "كنت في غرب البلاد للإشراف على تنفيذ الضربات الصاروخية على القواعد الأميركية (في العراق)، وتمنيت الموت حين سمعت نبأ إسقاط الطائرة"، مؤكداً أنه يتحمل "المسؤولية بالكامل".

وقال حاجي زادة، وفقا لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، إنه "خلال مراحل، تم إبلاغ كافة أنظمة الدفاع الجوي بأن صواريخ كروز أطلقت صوب البلاد وأن تكون على أهبة الاستعداد"، مضيفا أن هذه الأنظمة "كانت في أعلى مستويات الجهوزية وكان يكفي أن يتم الضغط على الزر فقط".
وكشف حاجي زادة أن إسقاط الطائرة حدث بعدما اشتبه المسؤول عن الدفاع الجوي في غرب طهران بأنها "صاروخ كروز" على بعد 19 كيلومترا، ليتخذ قرارا بالإطلاق "ولم يقم بالتأكد بسبب عطل في جهاز الاتصال".

وأضاف أن الصاروخ الذي أطلقه الدفاع الجوي الإيراني كان "قصير المدى، ومن النوعية التي تمرّ من جوار الهدف"، قائلاً إن الطائرة "تحطمت بعدما اصطدمت بالأرض".
ونفى أن يكون "الحرس والقوات المسلحة (الإيرانية) قد كتمت الحقيقة"، مضيفاً أن "هذا المسار كان ينبغي أن يتم"، مع تأكيد أن ظروف إسقاط الطائرة "كانت حربية في ظل التهديدات غير المسبوقة، ووجود احتمال كبير للمواجهة العسكرية مع أميركا".
وكشف عن أن القوات المسلحة الإيرانية والدفاعات الجوية رفعت درجة الجهوزية والتأهب إلى "مستوى الحرب" بعد التهديدات الأميركية المتصاعدة بضرب 52 هدفاً إيرانياً.
إلى ذلك، انتقد حاجي زادة بشكل غير مباشر، عدم قيام الجهات المعنية بحظر الطيران، بعد تنفيذ الحرس الثوري الضربات الصاروخية على القواعد الأميركية، قائلاً: "كنا قد طلبنا توقف الطيران، لكن لأسباب ما، لم يُتخذ هذا القرار".
وأكمل قائلاً إن سلطات الطيران المدني في البلاد "لا تتحمل أدنى مسؤولية، وهي على رقابنا ونحن من يتحملها"، لافتاً إلى أن الطائرة "كانت تسير في مسارها الصحيح".

وكانت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية قد أعلنت في بيان عسكري، فجر اليوم السبت، أن الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737 قد أسقطت "عن طريق خطأ بشري غير متعمد" بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني. 
وأوضحت "الأركان" الإيرانية أنه بعد إقلاع الطائرة من مطار "الإمام الخميني" و"حين الاستدارة، اقتربت جداً من مركز عسكري حساس للحرس الثوري"، مضيفة في بيانها أن الطائرة بعد ذلك ظهرت على الرادار "في وضعية ارتفاع وتحليق كهدف تابع للعدو"، معبرة عن "الاعتذار والتضامن مع الأسر المنكوبة" الإيرانية والأجنبية.
من جهته، أصدر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بياناً، عبّر فيه عن "الأسف العميق" تجاه ما حصل، مشيراً إلى أنه اطلع على نتيجة تحقيقات الأركان العامة للقوات المسلحة بشأن سقوط الطائرة المدنية الأوكرانية "قبل ساعات".

مسؤول أميركي: تصرفات إيران "طائشة"
وتعليقاً على إعلان إيران مسؤوليتها عن الحادث، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن إسقاط إيران لطائرة الركاب الأوكرانية "مأساة مروعة".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، وفق "رويترز": "في النهاية إيران ارتكبت خطأ جسيماً. تصرفات إيران الطائشة تتسبب في عواقب مدمرة مجدداً".

مطالبات بتحقيق كامل ودولي
إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في بيان اليوم، إن بلاده تتوقع تحقيقاً كاملاً، واعترافاً كاملاً بالذنب، وتعويضاً من إيران بعد إسقاط طائرة الركاب.
وفي سياق متصل أيضاً، طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ"الشفافية" لإجراء "تحقيق تام ومعمق" حتى تُحدَّد المسؤوليات.
في غضون ذلك، قال مكتب رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الأوكراني، في اتصال هاتفي، بأن فرنسا اتخذت إجراء رسميا لفتح تحقيق دولي في تحطم طائرة الركاب الأوكرانية. وأضاف في بيان أن الرئيس اتفق مع ماكرون اليوم على أن يساعد خبراء فرنسيون في فك شفرة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. وأكد أن ماكرون وافق على زيارة كييف.

من جهتها، قالت شركة الخطوط الدولية الأوكرانية إنها غيرت مسارات طائراتها بالفعل ولن تطير فوق إيران. وأضافت الشركة أن طائرتها المنكوبة لم تتلق أي تحذير من مطار طهران فيما يتعلق بوجود تهديد محتمل قبل إقلاعها. وقال رئيس الشركة ونائبه في إفادة إن الخطوط الدولية الأوكرانية نفت أيضا إشارات إلى أن طائرة الركاب انحرفت عن مسارها الطبيعي، وقالت إنه كان ينبغي على السلطات الإيرانية إغلاق المطار.