التحالف يدعو "مجلس دير الزور العسكري" لقوة حرس الحدود

إيران ترفض القوة الحدودية شمال سورية... والتحالف يدعو "مجلس ديرالزور العسكري" للانضمام

16 يناير 2018
القوة ستنتشر على حدود سيطرة المليشيات الكردية (فرانس برس)
+ الخط -


أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، رفض بلاده، رسميًا، تشكيلَ قوة حدودية للمليشيات الكردية شمال سورية، وفقًا لما أعلنت عنه الولايات المتحدة الأميركية التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الأحد الماضي، في حين وجّه التحالف دعوة إلى "مجلس دير الزور العسكري" للانخراط في القوّة الحدودية.

ورغم الرفض التركي الروسي الإيراني، دعا التحالف الدولي "مجلس دير الزور العسكري" إلى المشاركة في تشكيل قوة حرس الحدود، وسط رفض من قبل مليشيا ما يسمّى بـ"وحدات حماية الشعب" لأن تكون قيادة القوة خارج سيطرتها.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن التحالف الدولي وجّه دعوة لـ"مجلس دير الزور العسكري"، المنضوي في صفوف المليشيات الكردية، من أجل إرسال عناصره للتدريب ضمن دورة تأهيل بهدف إنشاء قوات حرس حدود.

ويأتي ذلك إثر إعلان التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، تشكيل قوة عسكرية تحت مسمى "حرس الحدود"، في منطقة شرق الفرات، على الحدود السورية العراقية، والسورية التركية، وهي خطوة لقيت رفضًا روسيًا تركيًا.

وأوضحت المصادر، أن الحدود التي يتحدث عنها التحالف ليست فقط الحدود بين سورية والدول المجاورة، إنما تضم الحدود الفاصلة بين سيطرة المليشيات المدعومة من التحالف والنظام السوري من جهة، و"الجيش السوري الحر" من جهة أخرى، على امتداد نهر الفرات، من الحدود السورية التركية حتى الحدود السورية العراقية.

وقالت المصادر، إن التحالف بدأ، منذ شهور، بتشكيل القوة، في حين أن مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية ترفض أن تكون قوة حرس الحدود تحت قيادة جديدة، مشيرة إلى وجود نقاش مع التحالف حول الملف، كما ترفض المليشيا تواجد قوات "مجلس دير الزور العسكري" ضمن قوات حرس الحدود، إلا أن التحالف أصر على وجودها.


من جانبها، أفادت شبكة "فرات بوست" المحليّة أن قوات التحالف الدولي قامت بتجميد عمل قوات "مجلس دير الزور العسكري"، التابع لمليشيات "قسد"، في المعارك الدائرة بريف دير الزور الشرقي، لأسباب مجهولة، حتى الآن، واستبدلت مقاتليه بآخرين تابعين للمليشيات الكردية.

ويشار إلى أن "مجلس دير الزور العسكري" هو المكون العربي في "قوات سورية الديمقراطية"، ويتحدر معظم مقاتليه من العشائر العربية في ريف دير الزور.

ويأتي ذلك في ظل فشل قوات "مجلس دير الزور العسكري" المتكرر في السيطرة على بلدة هجين، الواقعة في ريف دير الزور الشرقي، والتي تعد أحد معاقل التنظيم القليلة المتبقية في المنطقة.

رفض إيراني 

في الأثناء، أصدرت الخارجية الإيرانيّة، اليوم الثلاثاء، بيانًا اعتبرت فيه أن هذه الخطوة تشكل تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية لسورية، وستتسبب بزيادة التوتر هناك.

وقال قاسمي، في بيان الخارجية، إن "أميركا تعلن عن هذه الخطوة في الوقت الذي تقدم فيه الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض، وحققا انتصارات هامة في الحرب على الإرهاب"، على حد قوله، مشيرًا أيضًا إلى أن "إيران وروسيا وتركيا تسعى معًا لحل الأزمة السورية عن طريق الحوار وإيجاد مناطق خفض التصعيد، وهو ما جعل الأمور أكثر هدوءًا، وحقق تقدمًا في عملية التوصل للحل".

وذكر أيضًا أنه على واشنطن أن "تكف يدها عن المنطقة"، وأن تغير سياساتها التي وصفها بـ"التخريبية، والتي تشكل تدخلًا في شؤون الآخرين"، مطالبًا إياها بسحب قواتها من سورية، لتسمح للسوريين بتقرير مصيرهم بأنفسهم، حسب تعبيره.

وقبل الرفض الإيراني، لاقت الخطوة الأميركية تلك رفضًا روسياً وتركياً، أمس، أيضًا. وجاء الرفض الروسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، قال فيه إنّ إقامة منطقة يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم الولايات المتحدة في سورية، "قد تؤدي إلى تقسيم البلاد".

ومن جهتها، رفضت تركيا قرار واشنطن تشكيل قوة حدودية سورية، إذ صرّح المتحدّث باسم الحكومة التركية، بكر بوزداغ، أمس، في تغريدات على "تويتر"، أنّ "قيام الولايات المتحدة بتأسيس جيش إرهابي تحت مسمى قوة حدودية بسورية، لعب بالنار".