الاحتلال يكشف تفاصيل قصف قواعد الطيران العربية عام 1967

الاحتلال يكشف تفاصيل قصف قواعد الطيران العربية عام 1967

12 فبراير 2017
منع الطائرات من الهبوط (فرانس برس)
+ الخط -

كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن تسجيلات صوتية لأوامر قصف قواعد أسلحة الطيران العربية في مصر، خلال حرب يونيو/حزيران من عام 1967، وبعض التسجيلات حول سقوط طائرة إسرائيلية بنيران إسرائيلية فوق مفاعل ديمونا، وإسقاط طائرة توبلوف عراقية، وملاحقة طائرات ميراج أردنية وصلت حتى مرج ابن عامر.

وبيّن تقرير لـ"يديعوت أحرونوت"، أن إقلاع مقاتلات سلاح الجو لجيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ فجر الخامس من حزيران، باستثناء 12 مقاتلة بقيت في إسرائيل لأغراض الدفاع، فيما توجهت الطائرات الباقية لقصف 11 موقعاً وقاعدة جوية في مصر.

وبحسب التقرير، فإن الهجوم الأول الذي شنته إسرائيل، أسفر عن القضاء على نصف الطائرات المصرية، بينما كانت لا تزال على الأرض، وفق المهمة التي أُطلق عليها اسم "موكيد". وبدأ تشغيل محركات المقاتلات الإسرائيلية بحسب "يديعوت أحرونوت" عند الساعة 6.50 دقيقة صباحاً، وسط صمتٍ لاسلكي مطلق.

وحلّقت المقاتلات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض، فيما حامت فوقها طائرات مزودة بعتاد إلكتروني للتشويش على الرادارات المصرية. واستمر الهجوم الإسرائيلي الأول لغاية الساعة 0:05، حيث تم بعدها كسر صمت الشبكة اللاسلكية، بينما كانت المقاتلات في طريق عودتها.

وبحسب ما سمحت الرقابة العسكرية بنشره، فقد كان الإعداد لخطة "موكيد" قد بدأ قبل الحرب بسنوات، بإيعاز من قائد سلاح الجو الإسرائيلي في حينه، عيزر فايتسمان، الذي أوعز، منذ عام 1962 بوضع خطة لعملية ضرب القواعد الجوية للجيوش العربية، وتم الانتهاء من وضع الخطة وإعدادها في أواخر عام 1964، أي قبل ثلاث سنوات من شن الهجوم.

وجاء في الأمر الرئيسي الذي صدر في مارس/آذار 1967 "إن عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، والاستعدادات الجارية للحرب من قبل الدول العربية، وتشكيل قيادة عسكرية موحدة، والتوتر المتواصل على امتداد الحدود، والحساسية العالية بشأن مصادر المياه وحرية الملاحة، كل هذه الأمور تشير إلى إمكانية اندلاع حرب شاملة في المنطقة. إن المهمة الأولى لسلاح الجو في حرب كهذه هي تحقيق تفوّق جوي ضد العدو الرئيسي- مصر، وضد دول أخرى تبعاً لتطورات الحرب".

وشمل الأمر العسكري المذكور أربعة بدائل عملياتية محتملة؛ خطة "أ" لتنفيذ عملية تتركز في مصر، وخطة "ب" لشن هجوم على سورية فقط، وخطة "ج" شملت هجوماً شاملاً ضد مصر وسورية والأردن. أما الخطة "د" فشملت أيضاً لبنان والعراق. كما تضمن الأمر العسكري أيضاً، معلومات وتفاصيل كثيرة عن القواعد الجوية في الدول العربية، وأهداف الهجوم، ونوعية السلاح.

واعتمدت الخطة على معطيات تعتبر أن 58% من مجمل المقاتلات الجوية هي لدى مصر، وأشارت تقديرات قائد سلاح الجو خلال الحرب، موطي هود، إلى عدم وجود خطر لتشكّل جبهة مشتركة بين مصر وباقي أسلحة الجو العربية، لذلك كان الهدف الأول إبادة سلاح الجو المصري، قبل أن تتدخل أسلحة الجو الأخرى للدول العربية في المعارك. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن هذا التقدير هو الذي حدد أسلوب تحرّك القطع الحربية الإسرائيلية الجوية كي تشارك كلها في قصف قواعد الطيران المصرية في المرحلة الأولى من الحرب.

كما حدد أمر المهمة العسكري، الهجوم الجوي على القواعد المصرية، باعتباره الطريق من أجل تحقيق تفوق جوي إسرائيلي في الحرب، لأنه لم يكن بمقدور سلاح الجو الإسرائيلي الإبقاء على تشكيلة دفاعية بشكل دائم، ولم تتوفر لديه قطع كافية من المقاتلات أو المدافع المضادة للطائرات لإدارة معركة دفاعية جوية. زيادة على ذلك، رغبت القيادة العسكرية الإسرائيلية في الامتناع عن شن معارك جوية فوق إسرائيل نفسها.

ومن ضمن ما نص عليه الأمر العسكري أيضاً، وجوب ضرب وشل قدرة الطائرات المصرية التي نجت من الهجوم، على الإقلاع من نفس القواعد الجوية لعدة ساعات، عبر ضرب وتفجير مسارات طيرانها في هذه القواعد، ومنع الطائرات التي كانت في الجو من الهبوط.