هدوء حذر في جنوب لبنان بعد ردّ "حزب الله"

هدوء حذر في جنوب لبنان بعد ردّ "حزب الله" والقصف الإسرائيلي

02 سبتمبر 2019
دعوات لضبط النفس ومنع التصعيد (محمود زيات/فرانس برس)
+ الخط -
يسود هدوء حذر على طول الحدود الجنوبية اللبنانية مع شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فجر اليوم الإثنين، "حزب الله" اللبناني وإسرائيل إلى الالتزام" بأقصى درجات ضبط النفس"، معرباً عن "القلق البالغ إزاء الحوادث التي وقعت عبر الخط الأزرق".

ويأتي هذا بعد إعلان "حزب الله"، أمس الأحد، قيام مجموعة بتدمير آلية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم، وقتل وجرح من فيها، في حين اعترف جيش الاحتلال بوقوع إصابات بصفوفه، وأعلن الردّ بقصف بلدات في جنوب لبنان.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه استيفان دوغريك، "جميع المعنيين على وقف جميع الأنشطة التي تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وتعرض وقف الأعمال القتالية للخطر".


وكان عضو كتلة "حزب الله" في البرلمان اللبناني، حسن فضل الله، قال في تصريحات صحافية مساء الأحد، خلال جولة تفقدية قام بها لبلدة مارون الراس الحدودية إن "الوضع مستقر في القرى الحدودية الجنوبية، والمقيمين يمارسون أنشطتهم المعتادة". وقال إن "العدو يدرك اليوم أن لبنان ليس بلداً مستباحاً يستطيع الاعتداء عليه من دون رد مناسب".

بدوره، أكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في بيان الأحد، أنّ الجامعة "تتابع بقلق وانزعاج تطورات تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل"، مشدداً على "تضامن جامعة الدول العربية الكامل مع الدولة اللبنانية في مواجهة أي اعتداءات تتعرض لها"، محذراً من أنّ "الانزلاق نحو المواجهات العسكرية قد يخرج بالوضع عن السيطرة".
وحمّل المصدر المجتمع الدولي "مسؤولية ضبط ردود الأفعال الإسرائيلية، التي قد تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد لأغراض انتخابية داخلية".

بدوره، طلب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، الأحد، من واشنطن وباريس التدخل لوقف التصعيد الأخير بين "حزب الله"، وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود.
وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية، أن الحريري "تابع تطورات الأوضاع في الجنوب، وأجرى اتصالين هاتفيين بكل من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون، طالباً تدخل واشنطن وباريس والمجتمع الدولي في مواجهة تطور الأوضاع على الحدود الجنوبية.

من جهته، قال المتحدث باسم "يونيفيل" في لبنان، أندريا تينيتي، لوكالة "فرانس برس"، إن قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة "الجنرال ستيفان ديل كول على تواصل مع جميع الأطراف، داعياً إياهم لممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف النشاطات التي تهدد وقف الأعمال العدائية".

وعلى ضوء هذه الدعوات، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان مساء الأحد، أن باريس "تكثف الاتصالات في منطقة" الشرق الأوسط "بهدف تفادي التصعيد" على الحدود في جنوب لبنان. وقالت إنها تتابع التطورات "بقلق"، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "تشاور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام الأخيرة".

وتأتي هذه المواقف بعدما أعلن "حزب الله" في وقت سابق اليوم، أنّ مجموعة قامت بتدمير آلية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها، على الحدود مع الأراضي المحتلة، في حين اعترف جيش الاحتلال بوقوع إصابات بصفوفه، وأعلن الرد بقصف بلدات في جنوب لبنان.

وكان "حزب الله" ذكر، في بيان أوردته قناة "المنار" التابعة له ووسائل إعلام لبنانيّة أخرى، أنّه "عند الساعة الرابعة و15 دقيقة من بعد ظهر الأحد، قامت مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر بتدمير آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها"، من دون أن يشير إلى حجم الخسائر بصفوف قوات الاحتلال.

وأطلق "حزب الله" اسم عنصريه اللذين قُتلا في الغارة الإسرائيلية في سورية، قبل أسبوع، على المجموعة التي نفذت الضربة.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيانات، إنّ عدة صواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان، وأصابت بعض الأهداف، معترفاً بتسجيل إصابات في صفوفه، من دون مزيد من التفاصيل، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ "القوات الإسرائيلية تقوم بالرد".