العطية: تصريحات العتيبة أثبتت حقيقة الحملة على قطر

العطية:تصريحات العتيبة أثبتت حقيقة الحملة على قطر...والحوار هو السبيل لإنقاذ مجلس التعاون

01 اغسطس 2017
جدد العطية التأكيد على استعداد قطر للحوار (الأناضول)
+ الخط -


أكّد وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أن "التصريحات الأخيرة لسفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، عن تشكيل حكومات علمانية في المنطقة، أثبتت حقيقة الحملة على قطر، ومن يتدخل في شؤون الدول الأخرى ويعمل على تغيير عقيدة شعوبها".


وقال في مقابلةٍ مع قناة "الجزيرة"، "إن مجلس التعاون الخليجي لا يقتصر على الدول الثلاث المحاصرة لدولة قطر، بل يشمل كل الدول الأعضاء فيه، وعليه، يقع على عاتق الدول الست في هذا المجلس، مسؤولية إنقاذ ما تبقى من هذا الكيان الفريد من نوعه في العالم العربي".

ولفت إلى أنه "حتى لو تراجعت الدول المحاصرة عن تجاوزاتها ضد دولة قطر وانتهت الأزمة، فإن الرأي العام لن ينسى أن السبب الرئيسي الذي أشعل فتيل هذه الأزمة المصطنعة، هو قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر تصريحات مفبركة لأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".

كما أشار العطية إلى أن "السبيل الوحيد لإنقاذ مجلس التعاون الخليجي هو الحوار كما أوضح أمير قطر في خطابه الأخير، والذي أكد أن أمير دولة الكويت هو الراعي لأي حوار دبلوماسي"، لافتاً إلى أن "هذا الحوار مشروط برفع الحصار، وعدم المساس بالسيادة الوطنية لدولة قطر".

وشدد على أن "تهمة التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى لا يصلح إلصاقها بدولة قطر، فالتدخل كان مستمراً في دولة قطر، وصبرنا من أجل هذا الكيان واستمرارية مجلس التعاون الخليجي ذي الأهمية الكبيرة في الغرب والشرق، باعتباره آخر ركيزة استقرار في منطقة الشرق الأوسط المشبعة بالأزمات".

وأضاف "من الصعب تفسير إقدام الدول المحاصرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد قطر، في الوقت الذي شهدنا فيه الكثير من اللقاءات بين قادة كل من قطر والسعودية، ولم نلمس أي توتر حتى بعد عقد قمة الرياض، ولم ندرك ما حقيقة ما يُحاك ضدنا إلا بعد اختراق موقع وكالة الأنباء".. مؤكداً أن القيادة القطرية تعتمد حصراً على المصادر الرسمية، خلافاً لدول الحصار التي تبني قراراتها على ما يُنشر في صحفها.

ورأى أن "تصريح سفير الإمارات في الولايات المتحدة، بيّن سبب الخلاف مع دولة قطر الذي لا علاقة له بالدبلوماسية، وإنما هو فلسفي ويتعلق بتطلع دول الحصار إلى تحويل المنطقة الخليجية إلى الحكم العلماني"، مشيراً إلى أن "هذه التصريحات تثبت حقيقة من يتدخل في شؤون الدول الأخرى ويعمل على تغيير عقيدة شعوبها"، مشدداً على أن "العبث في عقيدة شعوب المنطقة أمر خطير، ويدفع بالكتلة السنية المعتدلة في دول الخليج إلى التطرف". 

إلى ذلك، أوضح وزير الدفاع القطري، أن "أزمة سحب السفراء من الدوحة في العام 2013 لم تكن بسبب وقوف قطر في وجه الثورات المضادة للربيع العربي، فسحب السفراء وقع بعد وقت وجيز من تسلم الأمير الحكم، والذي لم يُعطَ فرصة للكشف عن نواياه".

وبشأن تصريحات وزير الخارجية البحريني التي اتهم فيها القوات القطرية بالتواطؤ مع "الحوثيين"، قال العطية "إن القوات القطرية لم تكن متواجدة في مأرب، وكانت مكلفة بمهمة حماية سبع نقاط على الحدود الجنوبية السعودية"، مضيفاً أن دول التحالف سبق لها وأعلنت أن أحد صحافيي دول الحصار هو من سرب الإحداثيات بعد أن حمل على موقع للتواصل الاجتماعي، صور تواجده مع القوات الإماراتية مما سهل استهدافهم". 


ولفت العطية إلى أن التحالف العسكري الوحيد الذي تشارك فيه دولة قطر هو قوات "درع الجزيرة"، وهذا التحالف لا يتعارض مع عقد شراكات استراتيجية مع دول أخرى كتركيا وأميركا وغيرها من الدول، مشدداً على أنه "لا يحق لأي دولة أن تختار لقطر الدول التي يمكنها التعامل معها، لأن أمراً كهذا سيادي ولا يتعارض مع مبادئ مجلس التعاون الخليجي".

كما جدد التأكيد أن قطر مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار بشرط رفع الحصار، وعدم المساس بالسيادة الوطنية لدولة قطر، داعياً السعودية إلى "تعزيز الوساطة الكويتية، الرامية إلى حل الأزمة الراهنة التي تؤثر على الجميع كلما طال أمدها".

وأوضح أنه "لا يمكن انتظار شيء كبير من قطر لكونها ضحية لمؤامرة بدأت من قرصنة موقع وكالة أنبائها الرسمية، ويكفي الدوحة انفتاحها على الحوار ودعم وساطة أمير الكويت"، مشيراً إلى أن "هذه الأزمة سمحت لنا بالقدرة على التحرك والانفتاح على الآخر، بفضل العلاقات الكبيرة التي نسجها أمير قطر، مع دول كثيرة في العالم والتي تضامنت معنا وأبدت استعدادها للمساعدة".


وفي الختام أشار إلى أن "مجلس التعاون الخليجي سيشهد تعديلات في نظامه الأساسي، الذي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تشابك العلاقات الدولية التي تستدعي تحديدات واضحة في آليات فض المنازعات وتعريفات دقيقة للخط الفاصل بين ما يمس دول المجلس، وبين ما هو سيادي لكل دولة".

(قنا)