اقتحامات إسرائيلية وحشية للأقصى برعاية وزارية

اقتحامات إسرائيلية وحشية للأقصى برعاية وزارية

27 يوليو 2015
دعوات فلسطينية إلى تدخل عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية(فرانس برس)
+ الخط -
فيما بدا تحدياً واضحاً لمشاعر المسلمين، دفعت قوات الاحتلال بالمئات من المستوطنين، أمس الأحد، إلى اقتحام المسجد الأقصى، بعد تمهيدها لذلك، وسط إطلاق كثيف للرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة عدد كبير من الفلسطينيين.

تأتي تطورات أمس الأحد بعد دعوات أطلقتها جماعات يهودية متطرفة، قبل أيام لممارسة طقوسها الدينية داخل المصليات في الأقصى وإغلاق المسجد أمام المصلين، في ذكرى ما يسمى بـ"خراب الهيكل"، التي صادفت أمس الأحد.

ونظّم المستوطنون مسيرات عدة، وأطلقوا هتافات عنصرية ضد العرب، كما وجهوا الشتائم الدينية في منطقة باب الخليل، بعد أن اصطدموا بتجار مقدسيين واعتدوا على محلاتهم، فيما تدخلت قوات الاحتلال وحرّرت 3 فلسطينيين قرب باب الجديد، بعد أن حاصرتهم مجموعة من المستوطنين وشرعت بالاعتداء عليهم، لكنها عادت واحتجزتهم بدعوى مهاجمة أحد المستوطنين.

وفي حصيلة شبه نهائية، أفادت طواقم إسعاف محلية ومصادر طبية، "العربي الجديد"، بأن نحو 50 شخصاً من المصلين ومن بينهم مسنون ومرابطات، وحارسة في المسجد، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في إدارة الأوقاف، يوسف الدبس، وعدد كبير من الحراس، أصيبوا بجروح جراء الاعتداء عليهم بوحشية. بيد أنّ أعنف المواجهات، وقعت قرب باب السلسلة، أحد الأبواب الرئيسة للمسجد، إذ اندلعت اشتباكات بالأيدي بين الشبان الفلسطينيين من جهة، وجنود الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، أصيب خلالها 10 فلسطينيات، و4 جنود من الوحدات الخاصة، فيما اعتُقل 5 شبان فلسطينيين على الأقل.

اقرأ أيضاً: جنود الاحتلال الإسرائيلي يجددون اقتحامهم المسجد الأقصى 

وبينما وجد الفلسطينيون أنفسهم وحيدين في مواجهة مئات من عناصر الوحدات الخاصة المدربة، تعالت نداءات المرابطين لنجدتهم والدفاع عن الأقصى. وتحوّلت بوابات المسجد الأقصى إلى نقاط احتكاك ومواجهة مع تدفق أعداد ضخمة من المستوطنين إلى البلدة القديمة، لإحياء الذكرى.

مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني، الذي تعرض للضرب على يد جنود الاحتلال، قال لـ"العربي الجديد"، إن "اقتحام المستوطنين الأقصى زاد بنسبة كبيرة، إذ إن أكثر من 250 مستوطناً اقتحموا باحات الأقصى، بحماية من شرطة الاحتلال، عقب اعتدائها على المصلين وأصابت العشرات منهم". ويرى الكسواني أن ما زاد من استفزاز مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين، ترؤس وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أرئيل، أحد الاقتحامات.

ووصف الكسواني ما حصل بأنه "يمثّل ذروة العدوان والغطرسة"، إذ تسبب الاقتحام في تحطيم إحدى بوابات المسجد القبلي، كما حطم المستوطنون جهاز المطافئ، وداسوا المصاحف بأقدامهم، بعد أن بعثروها داخل المسجد القبلي.

من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اقتحام الاحتلال ومستوطنيه المسجد الأقصى، اليوم الأحد، تصعيداً خطيراً يعكس ارتفاع وتيرة التهويد في مدينة القدس. وأكدّ المتحدث باسم "حماس"، سامي أبو زهري، أنّ "شعبنا وفصائله لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا العدوان على المقدسات"، داعياً إلى استمرار وتكثيف ظاهرة المرابطين وإلى تفعيل دور المقاومة الفردية والمنظمة، وعلى السلطة رفع يدها عن المقاومة لتتمكن من القيام بدورها في حماية المقدسات.​

بدوره، ندّد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، عكرمة صبري، في حديث لـ"العربي الجديد"، باقتحام الاحتلال الأقصى، واصفاً الوضع بـ"الخطير جداً"، وينذر بانفجار شامل. ودعا صبري المقدسيين بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام إلى شد الرحيل باتجاه الأقصى، في ظل عزم المستوطنين مواصلة اقتحاماتهم المسجد. من جهته استنكر مجلس الأوقاف الإسلامية، في بيان له، أمس الأحد، الاقتحام، واتهم شرطة الاحتلال بتدنيس المسجد والاعتداء على المصلين في داخله، داعياً الأمة العربية والإسلامية للتدخل العاجل.

وفي السياق ذاته، دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، في بيان له، أمس الأحد، إلى محاكمة سلطات الاحتلال دولياً على جرائمها بتدنيس المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين المتواجدين فيه، معتبراً أنّ استمرار الاعتداء على المقدسات الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الأقصى، يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة، وينذر بحرب دينية وشيكة.

ونوّه حسين إلى أن سلطات الاحتلال تفرض على الأقصى حصاراً مشدداً، وتعمل على إفراغه من أبنائه الشرعيين، ليستفرد المتطرفون به، مستخدمة وسائل القمع المختلفة ضد المواطنين الأبرياء، مشيراً إلى أنّ استمرار العدوان على المسجد قد يقود إلى مجزرة لا تحمد عقباها.

إلى ذلك، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، يوسف ادعيس، في بيان له، أمس الأحد، أنّ ما تمارسه سلطات الاحتلال من توفير لاقتحامات المستوطنين ومهاجمة المرابطين في الأقصى وحراسه، أمر خطير وله دلالات سياسية وأمنية. وطالب علماء الأمة بالتنبّه لما يجري في الأقصى، في ظلّ الأجواء التي تسود العالم الإسلامي والعربي، داعياً إلى العمل بشكل جدي لوضع حد لهذه الممارسات التي تنذر بعواقب خطيرة.

اقرأ أيضاً الفلسطينيون يحذّرون: "الأقصى في خطر شديد"