الوحدات الكردية تتقاسم والنظام الأحياء التي خسرتها المعارضة بحلب

الوحدات الكردية تتقاسم والنظام الأحياء التي خسرتها المعارضة بحلب

29 نوفمبر 2016
وضع مأساوي تعيشه حلب (جورج اورفاليان/ فرانس برس)
+ الخط -
تقاسمت قوات النظام والمليشيات المساندة لها من جهة، و"وحدات حماية الشعب" الكردية من جهة أخرى، السيطرة على الأحياء التي خسرتها المعارضة السورية خلال اليومين الماضيين بجزء من أحياء حلب الشرقية.
وفيما تواصلت الغارات الكثيفة، التي يشنها طيران النظام الحربي، على الأحياء الواقعة في القسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية، وأسقطت اليوم الثلاثاء نحو 25 قتيلاً في حي باب النيرب وحده، حاولت قوات النظام والمليشيات التابعة لها التقدم نحو القسم الجنوبي هناك.


وخسرت فصائل "الجيش السوري الحر" يوم أمس، وبعد أسبوعين كاملين من حملة قصف وغاراتٍ وصفتها المعارضة السورية بـ"الوحشية" شرقي حلب، أكثر من عشرة أحياءٍ رئيسية، كانت تسيطر عليها منذ يوليو/ تموز عام 2012.

واعتمد النظام في هجومه البري الواسع في الأيام القليلة الماضية، على التقدم عبر المحور الممتد من أطراف مدينة حلب الشرقية، لداخل مساكن هنانو نحو منطقة سليمان الحلبي. وتمكن بذلك وبعد إخضاعه لحي الصاخور، من تقسيم المناطق الخارجة عن نفوذه لشطرين، مما دفع المعارضة إلى الانكفاء إلى الشطر الجنوبي الأوسع وترك الشمالي.



ومن المعروف أن جميع مناطق سيطرة المعارضة السورية شرقي حلب، سواء تلك التي خرجت من نفوذها خلال اليومين الماضيين، أو الباقية تحت سيطرتها، هي مناطق محاصرة بالكامل، منذ أخضعت قوات النظام والمليشيات التابعة لها طريق الكاستلو لسيطرتها في يوليو/ تموز الماضي.

وأدى انكفاء مقاتلي المعارضة نحو المناطق الجنوبية من شرقي حلب، بعد خسارتها الأحياء الواقعة في الشمال الشرقي من المدينة إثر معاركها مع القوات المهاجمة، تلقائياً لسيطرة هذه القوات على معظم الأحياء هناك، وأبرزها: هنانو والحيدرية وبعيدين، الشيخ خضر، الشيخ فارس، الهلك. لكن اللافت كان استثمار "وحدات حماية الشعب" الكردية، المتواجدة في حي الشيخ مقصود لهذه التطورات الميدانية، فوسعت مناطق نفوذها المقتصرة على حي الشيخ مقصود، لتسيطر على حي بستان الباشا، الملاصق للشيخ مقصود من جهة الشرق.

ولم يقتصر توسع الوحدات الكردية في حي بستان الباشا وحده، إذ يُمكن القول إنها توغلت على أطراف أحياء أخرى قريبة منه كالهلك وبعيدين والحيدرية، التي بسط النظام نفوذه على مساحاتها الأكبر. وتداخلت بذلك مناطق سيطرة الطرفين في المناطق التي خسرتها المعارضة، التي اتهمت الوحدات الكردية باستغلال الموقف ووضع يدها بيد النظام.

الوحدات الكردية من جهتها تنفي تحالفها مع النظام، ويدلل مقربون منها على ذلك، بأنها استقبلت في حي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه، مئات الأسر النازحة من قصف النظام وغاراته لمناطق المعارضة. لكن وقائع ميدانية، إضافة لصورٍ ومشاهد فيديو تم تصويرها في مناطق السيطرة المشتركة للنظام والوحدات الكردية شمال شرقي حلب، أظهرت أن مقاتلي الطرفين، وضعا أحياناً أعلامهما بجانب بعضهما، في بعض النقاط التي دخلوها بعد خروج فصائل المعارضة منها.

وفيما يتجنب النظام عبر وسائل إعلامه مهاجمة الوحدات الكردية بشكل واضح أو إظهارها كحليف له، فإن ناشطين من المعارضة السورية، اعتبروا تقاسم النظام والوحدات المناطق التي فقدتها المعارضة شمال شرقي حلب، ووضع علميهما أحياناً بجانب بعضهما، من المؤشرات الواضحة التي "تختزل علاقة الود بين الجانبين"، بينما يعتبر بعض الناشطين الأكراد، أن علاقة النظام والوحدات هي "تحالف بالضرورة وخصومة بالجوهر".

ولا يعتبر تداخل مناطق السيطرة الآن في الأحياء الشمالية الشرقية من حلب بين الوحدات الكردية والنظام الأول من نوعه، إذ يتبادلان كذلك السيطرة في مناطق بمحافظة الحسكة، رغم أن نزاعات وصلت إلى اشتباكات مسلحة، وقعت بينهما هناك عدة مرات بالسابق.

المساهمون