200 ألف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة في الأقصى

200 ألف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة في الأقصى

24 يونيو 2016
المصلون وصلوا للأقصى رغم قيود الاحتلال (العربي الجديد)
+ الخط -
أدى أكثر من 200 ألف مصل فلسطيني صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل وسط تدابير أمنية إسرائيلية مشددة، تخللها عراك واشتباك بالأيدي عند الحواجز العسكرية المنتشرة حول المدينة المقدسة، أسفرت عن وقوع إصابات مختلفة، بينها إصابة شاب لم تعرف هويته بالرصاص الحي قرب الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط، شمالي القدس المحتلة.

وعلى حاجز قلنديا، شمالي المدينة، تظاهر الآلاف من المصلين الشبان عند الحاجز، بعد أن منعهم جنود الاحتلال من اجتيازه، خلافا لما كانت أعلنته قوات الاحتلال عن سماحها للرجال من سكان الضفة الغربية من أعمار 45 عاما فما فوق، والأطفال تحت 12 عاما والنساء بدون تحديد أعمار، بالدخول للصلاة في المسجد الاقصى، اليوم، عبر الحواجز الرئيسية المؤدية للقدس، حيث شوهد عشرات الفتية يحتجزون داخل حدود المدينة بعد نجاحهم بتخطي حواجز الاحتلال متسلقين جدار الفصل العنصري في مقاطع عدة منه تحاصر المدينة.

واستقبلت عيادات ومراكز طبية، بما فيها العاملة داخل المسجد الأقصى، العديد من الإصابات بخدوش وجروح بعد أن علقوا بالأسلاك الشائكة التي حُصّن بها الجدار، بينما وصلت إصابات أخرى بكسور ورضوض جراء القفز عن الجدار، والذي شهد أيضا مطاردات للشبان من قبل دوريات الاحتلال.

وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن أعداد المصلين في الجمعة الثالثة من رمضان تجاوزت المائتي ألف، رغم قيود الاحتلال التي حالت دون وصول حشود كبيرة من الشبان، بعضهم أدى صلاته قرب الحواجز التي منعوا من تخطيها.

وقدّر مسؤولون في فرق طبية عاملة داخل المسجد الأقصى وصول أكثر من 390 إصابة، من إغماء وإعياء ورضوض وكسور، سواء داخل الساحات بسبب حرارة الجو المرتفعة أو السقوط عن الجدار خلال ملاحقة الجنود للشبان.

بدوره، ندد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، بالقيود التي فرضها الاحتلال على دخول المصلين للأقصى في الجمعة الثالثة من رمضان، داعيا الفلسطينيين إلى تحدي هذه القيود ومواجهتها. كما استنكر الاقتحامات اليومية للمستوطنين للمسجد الأقصى، محملا حكومة الاحتلال تداعياتها.

وحمل خطيب الأقصى على تفاهمات أوسلو التي حرفت البوصلة عن القدس، لافتا إلى أن الاحتلال وحده من وجّه بوصلته نحو القدس منذ التوصل إلى هذه التفاهمات، وشرع بمصادرة الأراضي والتسريع بتهويد القدس والمسجد الأقصى، مؤكدا إسلامية المسجد الخالصة للمسلمين.

وانتقد الشيخ صبري تصويت دول عربية لصالح تولي إسرائيل لجنة قانونية في الأمم المتحدة، كما حث طرفي الانقسام في الساحة الفلسطينية على إنهاء الانقسام، فيما حمل بشدة على فتاوى لحاخام يهودي بتسميم مياه شرب الفلسطينيين، وأكد أن إجراءات الاحتلال ضد المصلين حرمت عشرات آلاف المصلين من الوصول للأقصى.

بدورهم، نظم أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال وقفة في ساحات الأقصى دعوا فيها إلى مساندتهم ودعمهم في المطالبة بتسليم جثامين أبنائهم.

وأقيم خلال الوقفة مهرجان خطابي تحدث فيه والد الشهيد بهاء عليان عن أهالي الشهداء، وكذلك مصطفى البرغوثي، أمين عام المبادرة الوطنية، فناشدا المواطنين الالتفاف حول مطالب أهالي الشهداء باعتبار استرداد الجثامين حق ومطلب إنساني، وسط هتافات التكبير والإشادة بالشهداء.

وكانت شرطة الاحتلال نشرت الآلاف من عناصرها في أحياء القدس القديمة والقدس الشرقية، خاصة في محيط المسجد الأقصى، وعزلت بالكامل البلدة القديمة عن محيطها، كما أغلقت معظم الأحياء المتاخمة لها بالحواجز الحديدية، ومنعت حركة المركبات الخاصة من دخول مناطق واسعة حول البلدة القديمة.