تجدّد القتال في ريفَي إدلب الجنوبي والشرقي

تجدّد القتال في ريفَي إدلب الجنوبي والشرقي

26 ديسمبر 2019
تجدّدت الاشتباكات بين الجانبين بوتيرة عنيفة(عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
استأنفت قوات النظام السوري، اليوم الخميس، عملياتها العسكرية في ريفَي إدلب الجنوبي والشرقي، شمال غربي البلاد، بعد ساعات من التوقف، بالتزامن مع محاولة فصائل المعارضة استعادة نقاط جديدة من يد النظام في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، إنّ "الجيش واصل تقدمه وفرض سيطرته على قرى ومزارع عدة"، مشيرة إلى أن "وحدات الجيش على محور أبو الضهور خاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات عنيفة مع إرهابيي (جبهة النصرة)، والمجموعات التابعة لها، التي حاولت استغلال الظروف الجوية وانتشار الضباب الكثيف للتسلل والهجوم على بعض مواقع الجيش، وتمكنت بنتيجتها من تطهير قرى ومزارع حلبان، وسمكة، وتل خطرة، وخربة نواف، باتجاه أبو الضهور معرة النعمان"، بحسب الوكالة.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت فصائل "الفتح المبين"، اليوم الخميس، استعادة السيطرة على إحدى النقاط التي تقدّم إليها النظام سابقاً على محور أبو جريف في ريف إدلب الشرقي، و"مقتل وجرح مجموعة كاملة داخلها"، إضافة لتدمير دبابة على ذلك المحور إثر استهدافها بصاروخ مضاد دروع، بحسب بيان لـ"الجبهة الوطنية للتحرير".
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات بين الجانبين تجدّدت بوتيرة عنيفة على محاور في ريف معرة النعمان، إثر هجوم لقوات النظام على محوري البرنان وفروان، ومحاور أخرى في محيطهما، ترافق مع قصف مكثف متبادل، ومعلومات عن خسائر بشرية بين طرفي القتال، في حين لا تزال طائرات النظام وروسيا غائبة عن أجواء المنطقة.

إلى ذلك، قال مجلس إدارة مستشفى مدينة معرة النعمان، جنوب مدينة إدلب، إنه تم إخلاء المشفى بالكامل إلى قرب الحدود السورية - التركية.
وأضاف أحد أعضاء مجلس إدارة المشفى الطبيب باسل الأصفري، في تصريح لوكالة "سمارت" المحلية، أنهم نقلوا 99 من المعدات إلى مستودعات قرب الحدود التركية في الشمال السوري، بسبب تقدم قوات النظام السوري والقصف على محيط المشفى، مشيراً إلى أنهم بدأوا بنقل المعدات منذ يوم الاثنين، بعد نزوح غالبية سكان المدينة وريفها، وتوجه المصابون والمرضى إلى المشافي بشمالي محافظة إدلب.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد انخفاض في حجم العمليات العسكرية، خلال الساعات الماضية، دون أي معلومات مؤكدة عن التوصل لاتفاق روسي تركي، فيما بات الحديث عن إمكانية أن توقف روسيا عملياتها، ولكن بشروط قديمة حديثة تحاول دائماً فرضها، أبرزها فتح الطرق الدولي ودوريات روسية تركية وحل "هيئة تحرير الشام".

وطرح الوفد التركي الرفيع، الذي وصل إلى موسكو مطلع الأسبوع الجاري، وعقد اجتماعات على مدى ثلاثة أيام مع دبلوماسيين روس، مسألة وقف قوات النظام أعمالها الهجومية في إدلب، آخر معاقل المعارضة، وفقاً لصحيفة "فيدوموستي" الروسية في عددها الصادر اليوم، الخميس.



وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقريرٍ، بأنّها وثّقت مقتل 86 مدنياً في محافظة إدلب منذ تكثيف الهجمة العسكرية الأخيرة من قوات النظام السوري والمليشيات التابعة له، بدعمٍ من الطيران الروسيّ.

وقالت الشبكة إنّ 21 طفلاً و18 سيّدة قتلوا على يد قوات النظام السوري والطائرات الروسية، منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة في 15 من الشهر الجاري، حتى يوم أمس الأربعاء.
وأوضح تقرير الشبكة أنّ قوات النظام السوريّ قتلت 42 مدنياً، بينهم 10 أطفال، و11 سيدة، بينما قتلت الطائرات الروسية 44 مدنياً، بينهم 11 طفلاً و7 سيّدات.
وكان فريق "منسقو الاستجابة" قد أحصى مقتل أكثر من 225 شخصاً، بينهم 74 طفلاً، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، حتى 21 الشهر الجاري، فضلاً عن تهجير أكثر من 200 ألف شخص.